صورة طارق الشامي قام عشرات الفاعلين الإعلاميين والجمعويين، إلى جانب ثلّة من المواطنين العاديين، بتفعيل وقفة احتجاج أمام مقر القنصلية العامّة الإسبانية بمدينة النّاظور.. وقد جاء تفعيل هذا الاحتجاج بشكل عفوي مفتقر للإعداد المسبق، مساءالأحد الماضي، في صيغة تحرّك تضامني مع الصحفية فاطمة الزهراء الجديلي المشتغلة ب "مِيدْ رَادْيُو" ومجلّة "لُوبْسِيرْفَاتُور المغربية".. إذ لملمَ الموعد ذاته صفوف عدد من المشتغلين بثلّة من الجرائد المحلية والجهوية والوطنية ،والمواقع الإلكترونية، وفريق تلفزي منتمٍ للقناة التلفزية الثانية"دُوزِيمْ"، بغية التعبير عن إدانة ما اعتبر "تضييقا إسبانيا على العمل الصحفي المغربي الرامي لكشف حقائق الوضع الاجتماعي للساكنة الأصلية المتواجدة بثغري سبتة ومليلية". وقد اعتُبرت الصحفية فاطمة الجديلي، ضمن كلمات متناولة خلال مجرى الموعد الاحتجاجي، بمثابة نموذج لمحنة الصحافة المغربية مع السلطات الإسبانية لمجرّد تفكيرها في البحث عن الخبر العاني بوضعية مغاربة ثغري سبتة ومليلية.. إذ تدخّل جمال عيسى ضرضور بصفته رئيسا للجنة الإقليمية للنقابة الوطنية للصحافة المغربية وقال إنّ "تعسّف الأمن الإسباني في حقّ فاطمة الزهراء الجديلي، يوم الجمعة بسبتة ويوم الأحد بمليلية، لا يخرج عن سياق التعسّفات الأمنية التي تمارس بالجملة، داخل ذات ثغري، في حق كافة المغاربة.. وأنّ التعتيم الممارس من قبل الصحفيين الإسبان على المعلومات المرتبطة بالاحتجاجات حديثة الرصد بمليلية قد أضحى يستوجب انفتاحا إسبانيا يسمح للصحفيين المغاربة باستقصاء الحقائق من الداخل".. أمّا عبد المنعم شوقي، عضو ذات اللجنة، فقد زاد بأنّ "الحاضرين في الوقفة الاحتجاجية المفعّلة أمام مقر القنصلية العامّة الإسبانية هم في الأساس متضامنون مع الجديلي التي تعرّضت الأحد لمنع تعسّفي استفزازي قام به الأمنيون الإسبان المرابطون ببوابة مليلية على المعبر الحدودي ببني انصار وذلك بعد أقل من 48 ساعة على منع مماثل آخر سبق وطالها بمدينة سبتة.. حارما إياها من آداء عملها التنويري للرأي العام الوطني والدولي بعد وقوف البوليس الإسباني على حملها لقلم وكرّاس وآلة تسجيل صوتي". الصحفية فاطمة الزهراء الجديلي قالت ضمن سردها للوقائع أمام المتضامنين معها بأنّها قد انتقلت من الدارالبيضاء ، مرورا بالرباط، قاصدة ثغري سبتة ومليلية ضمن مهمّة صحفية تروم تسليط الضوء على واقع الساكنة الأصلية الرازحة تحت التواجد الإسباني بشمال المغرب.. قبل أن تردف: "كنت يوم الجمعة الماضي أتحاور مع مغاربة بمنطقة بْرِينْسِيبِّي السبتية وسط ضغط أمني إسباني رهيب أجبرني على مغادرة المدينة.. أمّا يوم الأحد فقد منعت من دخول مدينة مليلية بالمرّة بعدما انتظرت من الساعة الثامنة صباحا إلى حدود منتصف النهار قرار البوليس الإسباني من أجل السماح لي بالمرور، وهو المنع الذي جاءني شفهيا رغم توفري على كافّة الوثائق التي تضمن حقّي في التنقّل نحو وجهتي المقصودة". وضمن رواية مغايرة توصلت إليها "أخبار اليوم"؛ أفيد من قبل أحد العناصر الأمنية المشتغلة بمليلية.. وسط مطلب بالتكتّم عن هوّيته.. بأنّ فريق المداومة الصباحية ليوم الأحد ببوابة مدينة مليلية فوق معبر بني انصار الحدوي قد منع حقّا الصحفية المغربية فاطمة الزهراء الجديلي من الدخول لا لشيء إلاّ لانتهاء مدّة صلاحية جواز سفرها، حيث أفيد من قبل نفس الأمني بأنّ "الجديلي قدّمت جواز سفرها لأحد عناصر الشرطة الذي فطن لانتهاء مدّة صلاحية وثيقة جواز السفر منذ العام 2005، وهو الأمر الذي تمّ إشعارها به في الحين قبل مطالبتها بمغادرة المركز الحدودي".. قبل أن يردف نفس الأمني الإسباني المنتمي لصفوف الشرطة الوطنية الإسبانية، ضمن نص جوابه عن سؤال ل "أخبار اليوم" حول مدى صحّة هذه الرواية الأمنية أمام ما رُصد من إقدام أمنيي سبتة بالسماح للجديلي بالولوج إلى المدينة قبل 48 ساعة من محاولة ولوجها لمليلية..، أنّ "الأمر مرتبط بمدى فطنة من العون الذي راقب جواز السفر بباب سبتة قبل السماح للصحفية المغربية بالمرور". * أخبار اليوم المغربية