لم تكن الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، حول السياسات العامة بمجلس المستشارين، لتنتهي دون مشادات كلامية مع فرق المعارضة، حيث تبادلا خلالها الطرفان لغة الاتهامات بالتشويش والعرقلة وتشويه الصورة. فتزامنا مع المناقشة التي خصصت "لإشكالات الاستثمار ورهانات المحافظة على تنافسية المقاولة والقدرة الشرائية للمواطنين" استغلت الجلسة لتمرير الرسائل والرسائل المضادة بين ممثلي المؤسسة البرلمانية والمسؤول الأول عن السلطة التنفيذية. وفي هذا السياق اتهمت فرق المعارضة النيابة، وخصوصا الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، رئيس الحكومة بتشويه صورة المعارضة أمام الرأي العام، مشيرا أن "اتهامها بالتشويش والعرقلة والتوصيفات المتهافتة لا يمكن أن تجعل منها حجارة على الرصيف لأنها جاءت لتقويم ما بكم من اعوجاج". رئيس الحكومة واجه اتهامات المعارضة بالقول: "لا أبخس زعمائكم لأنني لست من اتهمت زعيما لكم بالانتماء لصفوف تنظيمات النصرة وداعش واستخبارات الموساد"، يشير رئيس الحكومة للأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، الذي اتهمه في جلسة برلمانية ب"العمالة". وبعدما اتهمه بتكوين العصابات، خاطب رئيس الحكومة الأمين العام ل"حزب الميزان" بالقول: "من وسم من قبل الإسرائيليين لا يجب يشتم عبد الإله بنكيران"، مضيفا في نوع من السخرية من المعارضة/ "كونوا تحشموا لأني لست من أفسدت عليكم عملكم ولكن شوفو أشنو دايرين.. لأن المغرب يعاني من أزمة معارضة والحكومة تتمتع بثقة المغاربة" على حد قول بنكيران. "لن يأتيَ زعماء أخذوا هكتارات من أراضي القبائل ويعطون الدروس لرئيس الحكومة ويبخسون عمل حكومته" يضيف بنكيران الذي أكد أن "المغاربة عليهم أن يميزوا بين الغث والسمين"، واسترسل: "لن تنتظروا مني أن أقدم لكم الهدايا رغم الاستهداف الذي أتعرض له من طرفكم وأقول لكم أنا مسلم ولست مسيحيا". بنكيران اتهم المعارضة ب "تضييع الفرصة للوعي بالواقع وإبصاره ووضع اليد على المقاربة الصحيحة للخروج من المأزق" مسجلا أن "الانتقادات صريحة التي توجه للقصور الذي يعتلي المغرب حقيقية وهذا الأمر نتيجة لأزيد من قرن من الزمن". وقال رئيس الحكومة في هذا السياق إن "المرحلة الاستعمارية كانت لها عواقب تتم جرجرتها إلى اليوم؛ مثل المغرب النافع وغير النافع"، مبرزا أن "المعارضة الشرسة مقبولة لكن من كان معارضا هو من سير الحكومات السابقة من الاستقلال إلى اليوم"، قبل أن يتساءل "هل أنا المسؤول عن جميع هذه العيوب وحتى عن المعارضة". رئيس الحكومة عاد إلى الجدل القائم حول الزيادة في المحروقات ليؤكد أنه لا "يمكن أن يكون الإصلاح بدون المساس بجيوب المواطنين، بالقول "ملي جيت للبرلمان وأن أسمع المقاصة وعندما بدأنا الإصلاح تتعالى الأصوات المحذرة من الاقتراب"، معتبرا "المحروقات بعد نهاية السنة ستظل لا علاقة للدولة وقولوا الحمد لله على لطف الله لأن رئة للدولة تحررت". وأوضح في هذا الاتجاه أن الدولة هي المستفيدة من كل هذا رغم أن هناك تكاليف على المواطنين، الذي عليه تحمل مسؤوليته، مبرزا أن "العديد من الأمور ليست على ما يرام لأن المغرب ليس جنة ولكن الوضع تغير، والحكومة تتكلم مع المغاربة لغة الحقيقة لأن ليس "في كرشنا العجينة" على حد تعبير عبد الإله بنكيران.