يرى العديد من الشباب المقاول في المناولة أو ما يصلح عليه ب "التعاقد من الباطن"، أحد الأنشطة التي تضمن للمقاولة الصغرى والمتوسطة أنشطة قارة في قطاعات خدماتية متعددة. وغالبا ما تلجأ المقاولات الكبرى إلى تفويت جزء من أنشطتها لمقاولات مناولة الخدمات، قصد التركيز على أنشطتها الرئيسية. ويمكن للمقاولات الصغيرة والمتوسطة التخصص في أنشطة اقتصادية مربحة، واقتراحها على الشركات الكبرى والإدارات. اليوم سنتحدث عن مقاولات مناولة خدمات الحراسة والأمن وخدمات النظافة، التي تقوم من خلالها المقاولات الصغرى العاملة في قطاع المناولة، وضع مجموعة من أجرائها للشركات الكبرى أو المتوسطة بشكل دائم. فمن الخدمات الشائعة التي توفرها المقاولات الصغرى على وجه الخصوص، مناولة خدمات النظافة وحفظ الصحة إلى جانب خدمات الحراسة وتأمين سلامة وأمن المراكز الصناعية الكبرى، وغيرها من الخدمات الأخرى. وهناك من يعتقد أن مثل هذه المشاريع (مقاولات مناولة خدمات النظافة والأمن على وجه الخصوص) لا تتطلب استثمارات مادية، لكن اعتقاد يجانب الواقع بعض الشيء بالرغم من حجم الاستثمار يظل أقل بكثير مقارنة مع مقاولات مناولة خدمات النسيج والصناعات الخفيفة على سبيل المثال. وتتجه أغلب استثمارات مقاولات مناولة خدمات النظافة والأمن، في الشق الاجتماعي، مع ضرورة حرص مسيري هذه الخدمات على ضمان احترام مدونة الشغل، حيث أن مسألة عدم احترامها قد تكلفهم الكثير وقد تتسبب في إدخال مشروعهم في متاهات هم في غنى عنها. فالقانون المغربي ينص على أنه لهؤلاء الأجراء مجموعة من الحقوق التي يجب على الشركة المستفيدة من خدماتهم بشكل مباشر عن طريق التعاقد مع مقاولات المناولة، هي المسؤولة على تأمين هؤلاء الأجراء ضد حوادث الشغل والأمراض المهنية، وفق ما تنص عليه مدونة الشغل. كما أن لجوء الشركات الكبرى لخدمات مناولة خدمات أعوان يقدمون خدمات معينة بشكل منتظم للشركات المستفيدة، قد حدده القانون في 3 أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة. وينبغي على المقاولة العاملة في ومجال المناولة الحرص على ضمان حقوق أجرائها، الذين تستفيد الشركات الأخرى من خدماتهم، خصوصا إلزام الشركات التي تتعامل معها بأداء مستحقاتهم عن الساعات الإضافية، وفق ما ينص عليها مدونة الشغل. أما فيما يخص المقاولات الصغرى العاملة في مجال مناولة أنشطة صناعية، فينبغي عليها توفير يد عاملة ماهرة من أجل التمكن من الظفر بصفقات مربحة، تساعدها على تطوير أنشطتها بشكل متواصل. اكتشفوا DACIA DOKKER