ينصح الخبراء في مجال إدارة المقاولات، مسيري المقاولات الصغرى والمتوسطة بتبني استراتيجية مالية واضحة المعالم تقوم على مبادئ الحكامة الجيدة للتحكم في المصاريف وتوظيف الاستثمارات في محلها، سواء تعلق الأمر بالمقاولات الصغرى والمتوسطة أو الشركات التعاونية. ويتعين على مسيري المقاولات الأخذ بعين الاعتبار الرواتب بوصفها مصاريف شهرية ثابتة على الشركات وهي ملزمة بدفعها بشكل منتظم، وتفادي المساس بها بأي شكل من الأشكال لحل بعض المشاكل المالية الظرفية التي عادة ما تعترض المقاولات الصغرى والمتوسطة. فالمساس بالأجور، في ظل ارتفاع أداء العاملين بالشركة، قد يؤثر سلبا على مردودية الموارد البشرية، التي تشكل أحد الأعمدة الأساسية التي تعتمد عليها استراتيجية تطوير أعمال وأنشطة المقاولة، والمساس بها قد يأتي بنتائج عكسية. كما أن الاستعانة بموارد بشرية بأجور منخفضة ولا تتوفر على الكفاءة اللازمة لأداء مهامها، يكبد الشركات خسائر كبيرة عوض أن يشكل مصدر لخفض المصاريف. لذا فإن توظيف الكفاءات بأجور أعلى يضمن للمقاولة مردودية أكبر لاستثماراتها. ويمكن للمقاولات عوض ذلك العمل على التحكم في مصاريفها غير الثابتة، كالمصاريف المتعلقة بالمواد الخام أو الوقود سواء للسيارات أو قطع غيار الآليات أو غيرها من المصاريف الأخرى، لكونها تعتبر من المصاريف المتغيرة والمرتبطة بحجم الإنتاج والتسويق، وبالتالي فهي لا تمثل عبئا على مالية المقاولة. ويجب على الشركة اعتماد نظام معلوماتي لتتبع وتحليل المصاريف والذي يُمَكِّن من تعريف كافة بنود المصروفات التى تتحملها الشركة وتقسيم هذه المصروفات على تصنيفات مختلفة مع إمكانية الصرف على هذه المصروفات من خلال التسهيلات المصرفية التي توفرها المؤسسات البنكية. كما يجب تنويع المصاريف وحركتها اليومية، والاعتماد على المستندات التي تؤكد كيف تم صرف تلك الأموال أو كيف استعملت التسهيلات المصرفية. يجب أيضا إنجاز تقارير وافية توضح كشف حساب المصاريف محدد خلال فترة محددة، مع الحرص على تحليل كافة بنوده ومقارنته مع باقي الشهور السابقة، من أجل الوقوف مثلا على مصاريف الوقود بالنسبة لسيارات الشركة ومصاريف التشغيل والتسويق وغيرها من المصاريف الأخرى. ويمكن تحديد وتحليل المصاريف من العمل على ربطها بالتكلفة الإجمالية للسلع أو الخدمات التي تقدمها المقاولة الصغرى والمتوسطة، من أجل الوقوف على الأرباح الصافية المحققة. اكتشفوا DACIA DOKKER