سلطت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد الضوء على عدد من القضايا الراهنة بالمنطقة، ولاسيما العلاقات المصرية السودانية، و الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في فلسطينالمحتلة ، وضرورة مواجهة التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها (داعش) والتصدي للأفكار المتطرفة، إلى جانب الانتخابات التشريعية المقبلة بالبحرين واتفاق السلم والشراكة باليمن. ففي مصر، خصصت صحيفة ( الأهرام) افتتاحيتها للحديث عن العلاقة الثنائية بين مصر والسودان ، وكتبت أن البلدين يواجهان تحديات مشتركة، تتعلق بمياه النيل والأوضاع في المنطقة التي تستدعي تفعيل وزيادة سبل التعاون والتكامل بين الجانبين في شتى المجالات. وقالت إن " التعاون لا يحل فقط مشاكل مصر والسودان، بل ويؤثر إيجابيا في المنطقة بأكملها" مشيرة في هذا السياق إلى المجال الزراعي حيث تتوفر مصر على "المزارعين والشركات المتخصصة والخبرة ، بينما توجد لدى السودان مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية غير المستغلة، والتعاون بين الجانبين يمكن أن يوفر السلع الغذائية المطلوبة للعالم العربي بأكمله". وفي موضوع آخر كتبت الصحيفة في مقال تحت عنوان "التكلفة الاجتماعية العالية للبطالة" أنه لم تعد البطالة حقيقة تقلق الفقراء والأميين فحسب وإنما باتت قضية مجتمعية عامة تقلق الأسر بجانب كونها حالة اقتصادية عامة تستنزف المجتمع ككل، مشيرة إلى أن نشر معدلات البطالة يعتبر مؤشرا مهما في الإحصاء، كما باتت المعلومات والأرقام التي تحيط بالبطالة معلنة ومعروفة للجميع. وأشارت إلى أن الرقم الرسمي لمعدل البطالة في مصر يصل إلى 13,5 في المائة، مع العلم أن البطالة في صفوف الإناث تصل إلى أربعة أضعاف مثيلتها في صفوف الذكور بالرغم من ارتفاع نسبة الأسر التي تعولها النساء منفردات. من جهتها كتبت صحيفة (الجمهورية) في مقال بعنوان "قمة مصر والسودان" أن "القمة المصرية السودانية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير انعقدت أمس السبت بالقاهرة وسط تحديات داخلية وخارجية تستوجب دعم وتنسيق التعاون بين شطري وادي النيل اللذين ربط بينهما النهر الخالد بصلات وطيدة لم تفلح أي مؤامرات أو تحديات تشويهها مهما ترددت الإدعاءات أو اختلفت التوجهات السياسية ". وأعربت عن أملها في أن " تكتب هذه القمة التاريخية سطورا جديدة في صفحة التكامل بين البلدين عبر تنفيذ كافة الاتفاقيات المعقودة في مجالات متعددة تعزز الروابط وتدفع بالتنمية وتحفظ مصالح شعبي وادي النيل، والتوصل إلي رؤية سياسية موحدة لمواجهة الأخطار التي تحدق بنا ولن تستثني أحدا ". وتناولت الصحف المصرية أيضا مواضيع أخرى تنوعت ما بين المفاوضات الثلاثية ( مصر والسودان وإثيوبيا ) بشأن سد النهضة الإثيوبي بالقاهرة، والانتخابات البرلمانية المقبلة، ومحاكمة قياديي "جماعة الإخوان المسلمين" المحظورة، وضبط 8 خلايا إرهابية في ست مدن مصرية، والفلاحة، والبيئة. وفي قطر كتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها بعنوان "احذروا غضب الأمة" أن العدوان المتواصل على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في فلسطينالمحتلة وغيره من الممارسات الاسرائيلية الاخيرة تشكل عدوانا سافرا، ليس على الشعب الفلسطيني فحسب، بل على الأمة الإسلامية جمعاء. وأكدت أن ما تفعله دولة الكيان الصهيوني يشكل خروقات واضحة للقانون الدولي، وهو أمر يتعارض مع الالتزامات الدولية لهذا الكيان بوصفه السلطة القائمة بالاحتلال ، وقالت إن رهان الاحتلال على استغلال انشغال الأمة الإسلامية بمشاكلها الداخلية، لتنفيذ مخططاته، هو بلا شك، رهان خاسر . وأضافت (الشرق) أن لا شيء قادر على توحيد الأمة العربية والإسلامية، على المستويين الرسمي والشعبي أكثر من المساس بمقدساتها ، معتبرة الأصوات التي بدأت ترتفع الآن في المنطقة بالتحذير من مغبة ما يجري من انتهاكات، "مقدمة للغضب الإسلامي القادم، إن لم يتحرك المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته إزاء جرائم الاحتلال التي تجاوزت كل الحدود". واعتبرت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها، أن مواجهة خطر الأفكار المتطرفة والصراعات التي تشهدها المنطقة، يتطلب العمل على "توعية المجتمع في كل العالم بزيف هذا الفكر الضال الذي لا يمت للإسلام بصلة"، مع التأكيد على الدور الهام لوسائل الإعلام في تبيان خطر الإرهاب و"كيفية تجنب أفكاره المسمومة وضرورة اصطفاف الجميع للقضاء على دعوات الانحراف التي طالت عقول بعض الشباب والتي هي خارجة عن قيم ومبادئ ديننا الإسلامي". وخصصت صحيفة (الخليج) افتتاحيتها، للمشهد الليبي، موضحة أن المتابع للوضع اليومي في هذا البلد " يقف على صورة مأساوية لبلد تخلص من حكم استبدادي ليقع فريسة بيد مجموعة من الميليشيات المتعددة المشارب والتوجهات وأخطرها ميليشيات إرهابية تكفيرية عابرة للحدود وضعت البلاد والعباد في أتون فوضى غير مسبوقة وباتت تشكل تهديدا لكل دول الجوار بل هي تجاوزت ذلك وصارت توزع إرهابها بعيدا في سورياوالعراق وغيرهما". ودعت (الخليج)، بلدان شمال إفريقيا إلى العمل سويا من أجل وضع إستراتيجية مواجهة شاملة يشارك فيها الجميع وتتضمن مستويات مختلفة أمنية وعسكرية واجتماعية وفكرية بهدف ضرب كل مواقع الإرهاب وتجفيف منابعه وحواضنه وإغلاق كل ممرات العبور والتهريب التي يستخدمها للولوج إلى دول الجوار . ومن جانبها، طالبت صحيفة (الوطن ) في افتتاحيتها الدول التي تفشى فيها مرض " إيبولا " بأن تحظر سفر هؤلاء المرضى و تضعهم تحت العلاج المكثف بالتعاون مع الجهات الدولية المختصة في هذا الشأن، مشددة على ضرورة توعية سكان أفريقيا والعالم بنوع المرض وخطورته وإمكانية محاصرته من خلال تعاون بين المرضى والجهات الصحية المختصة مع حث سكان تلك المناطق على اتباع إجراءات صحيحة في التعامل مع هذا المرض والوقاية من انتشاره . أما في اليمن ، فاعتبرت صحيفة (الثورة) أن اتفاق السلم والشراكة ، الذي وقعته القوى والأطراف السياسية "أوقف تداعيات المواجهات الدامية في العاصمة صنعاء ومنع انتشارها إلى بقية المحافظات اليمنية وكان بتعبير جميع القوى السياسية ومكونات المجتمع اتفاق الضرورة لمنع انزلاق البلاد والعباد إلى أتون حرب ستأخذ أشكال متعددة مذهبية وطائفية وتصفية حسابات وأحقاد وتراكمات سابقة". و شددت الصحيفة في مقال تحت عنوان "الأولوية لتنفيذ اتفاق السلم والشراكة" على أن ما يجري في أكثر من محافظة ومنطقة في اليمن "يعد عبثا يجب عدم ممارسته بعد أن اتفق الجميع في العاصمة وحولها على تسوية خلافاتهم عن طريق التوافق والتشاور "، متسائلة في الختام "لماذا يجري التسخين والتهديد بنقل المعارك الى محافظات اخرى خلافا لما تم التوصل إليه في العاصمة وكأن تلك المحافظات جزء خارج عن اتفاق الأطراف في البلاد". وبدورها، رأت صحيفة (الاولى) في مقال لها "أن أغلبية الشعب اليمني سيصاب بالقلق وحالات نفسية، بسبب وضع البلد الذي لا يسر "، متسائلة بالقول "ألا يوجد شخص في الدولة يخرج ليفسر لنا هذا الوضع المبهم، عوضا عن التحليلات التي تزيد من حالة التوتر والقلق والإحباط والاكتئاب". واعتبرت الصحيفة أن "الشتات الذي تعيشه البلاد من إحباط واكتئاب وقلق" يجب أن تحسمه الدولة عاجلا، "إذا كانت تستطيع أن تنشئ سلطاتها، أو تؤسس لعهد جديد ونظام جديد وتعجل بولادة الدستور والانتخابات، أو تستسلم كماهي مستسلمة لتنظيم (أنصار الله)"التابع لجماعة الحوثي. وفي رصدها ليوميات العنف المسلح في اليمن ، ذكرت صحيفة ( الأيام) أن مواجهات بين مسلحين قبليين سنة والحوثيين الشيعة أوقعت أول أمس الجمعة 20 قتيلا في مدينة (إب) جنوب غرب اليمن، حيث يحاول الحوثيون توسيع نطاق سيطرتهم مستفيدين من غياب سلطة الدولة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المواجهات تأتي غداة تظاهر مئات من أفراد القبائل في (إب ) مطالبين برحيل الحوثيين عن المدينة. أما صحيفة (نيوز يمن) فنشرت بيانا لنقابة الصحفيين اليمنيين يندد بقيام مليشيا الحوثي أمس بإحتجاز طاقم قناة الÜ (بي بي سي) أثناء قيامه بعمله الصحفي ، و يشجب في الوقت ذاته "التصرفات التي تهدد بمصادرة ماهو متاح من مساحة للعمل الصحفي". وبحسب الصحيفة فقد سجلت النقابة في بيانها أن "غياب الدولة المشين وغير المفهوم واستبدال أجهزة الدولة بمليشيا نزقة تضع لنفسها القواعد وتؤدي دور السلطات الثلاث ،يمثل تهديدا خطيرا للحريات العامة والشخصية ،وحرية الري والتعبير وعلى الأخص حرية الصحافة". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "أخبار جيدة للفقراء"، أن تقديرات المؤسسات النقدية العالمية تشير إلى استقرار أسعار النفط على انخفاض لفترة طويلة نسبيا، وستنخفض معها أسعار المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية، مضيفة أنه ستكون لهذه التوقعات تأثيرات سلبية على الدول المنتجة والمصدرة، "لكن في المقابل تأثيرات إيجابية على ميزانيات الدول الفقيرة والمستوردة للغذاء، والأردن من بينها". وحسب الصحيفة، فإن فاتورة الطاقة أرهقت كاهل الميزانية العامة في الأردن، "كما أرهقت كاهل المواطنين، وقللت من ميزات التنافسية للصناعات الأردنية والصادرات عموما"، وفاقم الأزمة غياب البدائل الفورية للغاز المصري الذي انقطع بشكل شبه نهائي منذ سنتين تقريبا. من جهتها، كتبت صحيفة (العرب اليوم)، في مقال بعنوان "حرب واحدة أم حروب"، أن الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي "تخطئ هدفها الحقيقي"، وأن حاضنة "داعش"، البعيدة عن مرمى أسلحة الحرب اليوم، تتمثل في "السياسات الإيرانية في كل من العراق وسورية وفي السياسات الطائفية المتبعة في البلدين بتأثير إيران". وبعد أشارت الصحيفة إلى أن إيران "ترى أن كلا من العراق وسورية جزء من إقليمها"، قالت إن الحرب التي يشنها الائتلاف الدولي على (داعش) في العراق وسورية "حرب واحدة من عدة حروب تشن عليهما بالدرجة الأولى، لذلك لا خيار لنا في الإسراع بكسبها، لعل ذلك يمثل رادعا أمام الطامعين بهما بما يحفظ عليهما وحدة أرضهما وشعبيهما". وعلاقة بالموضوع، قالت صحيفة (الدستور) إن مشاركة الأردن في العمليات الجوية ضد (داعش)، "لا يعني تلقائيا أن مشاركته في الحرب البرية حال وقوعها، يجب أن يكون أمرا محسوما، أو من باب تحصيل الحاصل". وأضافت الصحيفة أن مستوى مشاركة الأردن في الحرب على الإرهاب، منذ بدايتها، "معقول ومقبول"، لكن الذهاب إلى حرب برية، وإرسال جنود إلى ساحات القتال وميادينه في العراق أو سوريا أو كليهما، فهو "أمر ينطوي على مخاطر جمة". أما صحيفة (الرأي) فتطرقت لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي انعقد مؤخرا في القاهرة وقالت إنه يعد الثالث من نوعه ، لأن إسرائيل كانت في كل مرة تعود لتدمير القطاع، مضيفة أن المأمول هو أن يكون المؤتمر الأخير، ولكن لا توجد ضمانة لذلك إذا لم يتم إيجاد حل عادل للقضية الأساسية وإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام الحقيقي. ورأت الصحيفة أن بعض المؤشرات لا تدعو للإطمئنان، "فالدول المانحة لم تلتزم بتقديم المال دون شروط، وأولها أن يكون قطاع غزة تحت إمرة السلطة الفلسطينية" إضافة إلى سماح إسرائيل بإدخال مواد البناء وعدم عرقلة جهود إعادة الإعمار، "الأمر الذي يعطي إسرائيل فرصة إفشال أي مشروع"، فضلا عن تقسيط بعض المتبرعين للدفع على ثلاث سنوات.