توزعت اهتمامات الصحف العربية الصادرة، اليوم الأحد، بين عدد من القضايا التي تثير حاليا انشغالا دوليا كبيرا، وفي مقدمتها الأوضاع الخطيرة التي تشهدها المنطقة العربية بسبب تنامي المجموعات الإرهابية وتوسعها على مساحات واسعة على جانبي الحدود في العراق وسورية، وتصاعد وتيرة أعمال العنف في اليمن التي تنذر باندلاع حرب أهلية، الى جانب تطرقها لملفات ذات طابع محلي. وهكذا، سلطت الصحف القطرية الضوء على التحالف الدولي، الذي تشكل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، علاوة على تطرقها للوضع المتوتر في اليمن. فقد، اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها، أنه بات من المهم أن يدرك المجتمع الدولي، وهو يسعى لتشكيل تحالف واسع لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق، أن "المدخل لإنجاح هذا التحالف على الأرض يكمن في مطالبة العراقيين بتحقيق مصالحة وطنية شاملة، وأن ذلك لن يتحقق بدون حوار وطني جاد وشامل، (..) وتوفر الإرادة السياسية وتضافر الجهود الدولية ومعالجة الأسباب التي أدت إلى توفير بيئة حاضنة للإرهاب"، مطالبة في هذا السياق "بمنع المنظمات الإرهابية من مصادر التمويل وعدم الرضوخ لوسائل الابتزاز التي تمارسها وعدم ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو منطقة ". بدورها، أكدت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها على أن الاولوية القصوى في الحرب التي أعلنها التحالف الدولي على الارهاب في المنطقة، "ينبغي أن تكون موجهة الى معالجة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى توفير بيئة حاضنة للإرهاب، وهي تتمثل في الاستجابة الى مطالب الشعبين في العراقوسوريا، من خلال الوصول الى وحدة وطنية شاملة في العراق، ودعم جهود المعارضة في التصدي لنظام بشار الاسد بما يلبي تطلعات الشعب السوري ويحصن البلاد من شرور التطرف وجرائم النظام". وبخصوص الوضع في اليمن، أعربت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها عن مخاوفها من تصاعد الأحداث في اليمن ووصولها الى حرب أهلية "لن تقف تداعياتها عند حدود تيار أو فصيل بل سيمتد تأثيرها على المنطقة بأكملها"، مطالبة في هذا الصدد بتحرك سريع يستبق الأحداث المنطلقة والمنفلتة هناك لحماية اليمن من مغبة "الانزلاق الى المجهول" . وتمحور اهتمام الصحف اليمنية على الاختراقات الميدانية التي حققتها مليشيا الحوثي في صنعاء، وعلى إعلان المبعوث الاممي إلى اليمن جمال بنعمر توصل الأطراف السياسية اليمنية بمن فيها جماعة (أنصار الله) الحوثية الى اتفاق سلام. ولخصت صحيفة (المصدر) هذه المفارقة التي يطرحها الجمع بين التصعيد العسكري والاعلان عن التوصل لاتفاق سلام في الوقت ذاته بعنوان استفهامي "الحرب أم السلام¿"، مشيرة في هذا الصدد الى اقتحام الحوثيين لمقر التلفزيون اليمني بعد ثلاثة أيام من الحصار والقصف "دون وصول أي تعزيزات عسكرية الى المحاصرين". وحمل محمد الشبير في الصحيفة نفسها مسؤولية ما يقع في العاصمة صنعاء للرئيس عبد ربه منصور هادي ووزير دفاعه، حيث كتب في مقال تحت عنوان "الحوثي وإدارة التوحش" ان جماعة الحوثي المسلحة "لم تكن تحتاج الا لرئيس كعبد ربه منصور هادي ووزير دفاع كمحمد ناصر أحمد لاستعراض قوتها على المدنيين وهتك كل الحرمات، تحت لافتة المطالبة بإسقاط الحكومة والجرعة السعرية". وتحت عنوان "الحرب تدخل مرحلة الحسم"، ذكرت صحيفة (اليمن اليوم) أن الحوثيين سيطروا على أحياء بكاملها في العاصمة، ومبنى التلفزيون ومواقع عسكرية بعد انضمام كتائب الى المعتصمين، كما فرضوا حصارا مطبقا على الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس للشؤون الأمنية والعسكرية، وعلى جامعة الايمان، حيث قتل قائد حراسة عبد المجيد الزنداني رئيس هذه الجامعة والعضو القيادي في حزب الإصلاح الإسلامي. واعتبرت الصحيفة المقربة من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ان بنعمر قام من خلال إعلانه عن التوصل الى اتفاق سلام بين الأطراف السياسية، بإعلان "حل وتسريح المبادرة الخليجية". وتحت عنوان "الخيانة أسقطت التلفزيون وكتائب 314 رئاسية" ذكرت صحيفة (أخبار اليوم) أن "وزير الدفاع منع الطيران والوحدات العسكرية من اسناد الجيش وأمر وحدة عمليات التلفزيون بالاستسلام". ورأى الكاتب مصطفى راجح في الصحيفة نفسها أن الكلمة الآن أصبحت لعلي عبد الله صالح "باعتباره الطرف الوحيد المتبقي في الصيغة الجديدة، الى جانب الحوثي كقوة مسيطرة ... السلطة الليلة في العاصمة بيد عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح"، وبعدما أكد الكاتب على انتهاء دور الرئيس عبد ربه منصور هادي ووزير دفاعه محمد ناصر أحمد، توقع ان تؤول البنية البشرية لجامعة الايمان، التي يديرها الزنداني الى حالة تحلل وجزء منها سينتظم في تنظيمات متطرفة بينها القاعدة. وأضاف الكاتب في مقال تحت عنوان "محاولة لفهم لحظة غامضة تفصل بين مرحلتين" إن الجسم الأساسي لحزب الإصلاح (إسلامي مشارك في الحكومة الحالية) "سيأخذ وقتا قبل أن ينتظم في حركة أخرى خارج إطار الحياة السياسية السائدة، أو سيبقى حزبا مسلوب الإرادة وتحت رحمة القوى المسلحة المنتصرة سواء تلك التي تمثل جزءا من السلطة أو القادمة من خارجها". وتوقع مصطفى راجح، من جهة أخرى، أحد احتمالين بخصوص جنوب اليمن في ظل الوضع الجديد هو "إما أن ينفصل أو يبقى في ظل هيمنة أسوأ من هيمنة سلطة ما قبل 2011"، أما بخصوص مثلث "مأربالجوفالبيضاء" (شمال شرق) فرأى أنه سينفصل عمليا، وسيكون ساحة عنف متعدد الابعاد والمستويات، في حين "ستخمد تعز (غرب) مثل قطعة فلين تتقاذفها الأمواج، لأنها تفقد فاعليتها في غياب مشروع وطني جامع هو شرط تأثيرها". في السودان، أثارت الصحف موضوع العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان منذ سنوات، حيث أشارت صحيفة (الصحافة) إلى ندوة حول أثر هذه العقوبات نظمتها المجموعة الوطنية السودانية لحقوق الإنسان، أول أمس الجمعة بجنيف على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان، مبرزة أن المشاركين في الندوة أكدوا أنه على الرغم من توقيع السودان على اتفاقية (نيفاشا) للسلام وتنظيم الاستفتاء الذي أسفر عن انفصال دولة الجنوب، وتوقيعه لاتفاقيات مع فصائل مسلحة، إلا أن أمريكا ظلت تجدد عقوباتها سنويا ضده الأمر الذي انعكس على كافة مناحي الحياة بالبلاد وتضررت المرافق الحيوية والمواطن نفسه في معاشه وعلاجه. ولاحظت صحيفة (المجهر السياسي) أن الندوة حظيت باهتمام كبيرا من قبل المنظمات الإقليمية والدولية والمراقبين للشأن الحقوقي والصحفيين، وهو ما يدل على أن المنظمة السودانية، التي نجحت حتى الآن في إبراز الوجه السلبي للعقوبات الأمريكية، ينبغي أن يكون لها دور داخل البلاد من خلال التصدي للخروقات التي ترتكب في المجال الحقوقي من قبل بعض الجهات، ثم القيام بدور تثقيفي وتوعوي بخصوص حقوق الإنسان وكيفية إدراجها في المناهج التعليمية. وتساءلت صحيفة (اليوم التالي) عن المستجدات التي عرفتها الساحة السودانية خلال هذا العام التي كان من شأنها أن تساعد منظمي هذه التظاهرة بحنيف على تحقيق المبتغى، وعن حجم الجهد الذي بذل لتصحيح مسار السياسات والعلاقات العامة لتغيير كفة الصراع لصالح السودان، معربة عن الاعتقاد بأن انضمام الخرطوم لمنظمة التجارة العالمية كفيل بمنحها وضعا أفضل لمقاومة العقوبات الأمريكية . وعادت صحيفة ( التيار) للحديث عن الخلاف القائم بين السودان ومصر بخصوص منطقة حلايب الحدودية، مشيرة إلى أن حلايب، التي طفت من جديد على سطح الأحداث السياسية، تعد إحدى أضعف نقط التلاقي في العلاقات السودانية المصرية التي توصف دائما بالأزلية. أما صحيفة (الخرطوم) فقد أكدت في معرض تعليقها على نتيجة الاستفتاء الأخير في اسكتلاندا، أن الاسكتلنديين اختاروا الوحدة "لأنهم لم يتركوا النخب تحكمهم بالنيابة وتقرر بدلا عنهم، وعرفوا أن مستقبل الشعوب أكبر بكثير من خلافات الساسة العابرة"، معربة عن قناعتها أن قادة جنوب السودان، الذين كانوا وراء انفصاله عن السودان، سيدركون الآن "أن الأوطان لاتساق كما تساق الأنعام وأن الحكمة لا تشترى من الأسواق وأن الفطنة وبعد النظر لم يكن لهم فيها نصيب". وتناولت الصحف الأردنية إضراب العمال في ميناء العقبة وأضراره الاقتصادية، وقرار العاهل الأردني رفض مصادقة مجلسي البرلمان على منح أعضائهما التقاعد المدني، وتخليد يوم السلام في خضم استمرار الحرب إلى جانب انعكاسات الحرب على الإرهاب في سوريا. فبخصوص إضراب عمال ميناء العقبة الأردني، قالت صحيفة (الرأي) إنه حتى عندما كان يضرب العمال أينما كانوا "يجب أن تكون مصالح جميع الأطراف، وفي المقدمة منها الاقتصاد، في حساباتهم. لكن إضرابات عمال الميناء المتكررة لا تحفل". واستطردت أن استعجال تحقيق المطالب بالبدء في الاعتصامات كأول خطوة للتحركات، يعني أن أصحاب هذه المطالب "قد اختاروا سلفا أسلوب الابتزاز"، معتبرة أن "الاعتصامات العشوائية لم تحقق من أهدافها سوى تعطيل الإنتاج، ورفع كلفته وتعطيل عجلة ا?قتصاد الأردني، فلم تخفف من البطالة وعززت عوامل التردد في اتخاذ القرار". أما (العرب اليوم)، فتحدثت عن "الضجة التي ثارت" بعد إقرار مجلس الأمة (النواب والأعيان) لقانون التقاعد المدني لأعضائه، فقالت إنها "تخفت الآن"، وخاصة بعد تدخل العاهل الأردني ورده لمشروع القانونº والابتهاج العام بهذا الرد، و"ما يروى عن إدراك النواب لما وقعوا فيه من + خطأ + وعن استعدادهم للعودة عنه". وحسب الصحيفة، فإن الأخبار الواردة من أروقة مجلس الأمة تشير إلى أن البرلمانيين "لا يحملون أحدا وزر ذلك الخطأº وأنهم جاهزون للتراجع عنه لتعظيم مصلحة الوطن، ولترسيخ الثقة بالديمقراطية وأدواتها (...) والحفاظ على سفينة الوطن متزنة مصرة على المضي نحو غايتها ". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "سلام يا سلام"، أن ما "يغيظ في خضم قرع طبول الحرب"، التي لم تهدأ طيلة قرن مضى، "أنهم ابتكروا يوما للسلام، يصدف الحادي والعشرين من شتنبر". وتساءلت "ألهذا الحد وصلنا في التزييف والتسخيف.. فعن أي سلام يتحدثون¿¿!!." واعتبر كاتب المقال أن الحرب "سيدة الحضور الإنساني الجديد!!، إذ تثير أسئلة واخزة في نفوس الأولاد، الذين اعتادوا أن تأتي التوابيت ملفوفة بالأعلام، فكيف لا يفرح الصغار بهذه الألوان¿!!، لا أحد يربت على كتف الحرب، الكل يطالبها أن تسقط راءها، لتصبح الحب: يا للمهزلة.. هل ما زال هناك يوم للسلام يزاحم هذه النيران¿¿!!!.". وعلاقة بالموضوع، وفي مقال بعنوان "حرب جديدة وفشل جديد"، قالت جريدة (الغد) إن العمل العسكري في سورية سيكون "إغراقا للشعب السوري في قاع أعمق من الضياع والفوضى"، مضيفة أن الانتصار على الإرهاب سيكون "مرحليا لأنه سيعيد بناء منظومة عمله في سورية وسينطلق منها نحو الإقليم والعالم". وتطرقت الصحف المصرية لمجموعة من المواضيع منها، على الخصوص، زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والانتخابات التشريعية المقبلة. وبخصوص زيارة الرئيس السيسي لنيويورك، قالت صحيفة (الاهرام) في مقال لها إن "القوي الحزبية والحركات الشبابية والثورية طالبت الرئيس بضرورة كشف كل الحقائق عن إرهاب الإخوان وجرائمهم في حق الوطن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وأن خروج الشعب في 30 يونيو هو الثورة الحقيقية التي أكملت ثورة 25 يناير وأطاحت بأكبر فصيل فاشي في المنطقة العربية". وتعليقا على الحراك السياسي الذي تشهده البلاد قبيل إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، لاحظت الصحيفة ذاتها في افتتاحيتها أن "عدد الشباب المصريين في الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاما يبلغ 20 مليون نسمة، أي بنسبة 23,7 في المائة من إجمالي السكان طبقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، داعية من هذا المنطلق "الأحزاب والقوي السياسية إلى تشجع المشاركة الشبابية، برفع نسبة الشباب الموجودين في المستويات القيادية المختلفة بها، وتشجيع ترشحهم على قوائمها الانتخابية، وتسهيل مشاركتهم في الدوائر الفردية أيضا في الانتخابات البرلمانية". وفي الشأن الاقتصادي، لاحظت صحيفة (الجمهورية) أن المشروع القومي العملاق المتمثل في حفر قناة (السويس) الجديدة لا يزال يتصدر الأنباء واهتمامات المواطنين بمختلف الفئات، مشيرة إلى أن هذا المشروع "مكن الشعب من استعادة وعي البناء والتشييد في نوبة حاسمة جمعت بين إرادة التغيير واستدراك ما فات من وقت". أضافت أن "الشعب لديه الوعي والحس الوطني للانضمام إلى قافلة البناء من أجل تحقيق تنمية متكاملة تنجح بالتوطين لاستثمار الموارد وتحقيق الأمن القومي في بوابة الوطن الشرقية.