اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الأحد، أساسا، بالحرب التي يشنها التحالف الدولي على التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، وتطورات الأوضاع في اليمن وليبيا، وملف المصالحة الوطنية الفلسطينية. وواصلت الصحف الأردنية اهتمامها بمشاركة الأردن في الحلف الدولي ضد الإرهاب والحكم الصادر في الولاياتالمتحدة في حق (البنك العربي) إلى جانب اهتمامها بترشح جوزيف بلاتر لرئاسة جديدة للفيفا. وهكذا اعتبرت (العرب اليوم) أنه ما كان يمكن للحلف الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) أن يقوم ويتكون من دون الأردن، لاعتبارات "جوهرية كثيرة أبرزها موقع الأردن المحادي للعراق وسورية، حيث تسرح +داعش+ وتذبح". وقالت إنه ما كان للأردن أن يرفض الانضمام لهذا الحلف أو يتلكأ، بسبب توفر الدافع الكافي المتمثل في درء خطر الجماعات الإرهابية عن الوطن وعدم الاستغراق في وهم كون الخطر بعيدا عنه، ذلك أن (داعش) تتحرك على مسافة 60 كيلومترا من حدود الأردن الشرقية مع العراق و"ليس لمطامعها في بلادنا حدود". ومن جهتها، قالت صحيفة (الدستور) إن الجدل "ما زال محتدما" بشأن اختيار الأسلوب الأمثل لمواجهة التطرف، معتبرة أن نشوء ظواهر التطرف في البيئة العربية يدعو إلى "الوقوف على أهم عوامل النشأة وأسباب الانتشار، وهذا يحتاج إلى تفكير علمي موضوعي ودراسة مستفيضة ". ورأت أن الحملة الأمريكية الأخيرة " قللت من فرص المواجهة الفكرية، ومن قدرة الشعوب على المعالجة الاجتماعية"، متوقعة أن "تستمر حلقة العنف والعنف المضاد". أما صحيفة (الغد)، فقالت إن (الإخوان المسلمين) في الأردن أعلنوا رفضهم لمشاركة بلادهم في الحلف الإقليمي الدولي ضد قوى الإرهاب، مضيفة أن هذا الموقف يستدعي "نقاشا معمقا لا يكتمل من دون فهم دوافعه ومنطلقاته ". وبعد أن أشارت إلى أنه لا جدل في أن العمل العسكري يجب أن يكون جزءا من معالجة سياسية ثقافية فكرية شاملة لآفة الإرهاب، لكنه "ضرورة آنية لوقف القتل والتدمير"، رأت الصحيفة أنه "لا يكفي" أن يقول (الإخوان) إنهم يرفضون قيام الأردن بدوره في الحرب ضد الإرهاب، ذلك أن "حجمهم ومكانتهم في المشهد السياسي يستوجبان توضيحا لموقفهم الفكري من +داعش+ وما تمثله (...) وردا على تهديداتها المعلنة والحقيقية للمملكة ". وتطرقت (السبيل) لقرار محكمة أمريكية إدانة (البنك العربي) بتهمة "تمويل الإرهاب"، فقالت إنه "ليس جديدا على البنك أن يكون هدفا دائما" لإسرائيل، ذلك أن ازدهاره المستمر يمثل ضربة للغاية الإسرائيلية الأولى المتمثلة في "اغتيال كل رمز فلسطيني، وتحطيم أي مؤسسة فلسطينية ناجحة". واعتبرت أن قضية (البنك العربي)، الذي يوجد مقره في الأردن، "ليست قانونية، بل هي سياسية بامتياز، ولا تخطر على بال شيطان أن يضعها أمام المحاكم، إلا إذا كان شيطانا استخباريا، يفتش عن المعلومات ويفتح الملفات، ويملك أدوات الضغط، وهو أمر معروف" عن إسرائيل. وفي الشأن الرياضي الدولي، كتبت صحيفة (الرأي) أن إعلان بلاتر رئيس الفيفا رسميا الترشح لرئاسة جديدة "أمر لم يكن مفاجئا"، لكنها سجلت أنه بذلك، "فإن شعار الشفافية والمكاشفة لا يزال محط جدل". وأضافت أن "رافع شعار الشفافية"، في إشارة إلى بلاتر، "يضرب بعرض الحائط أبسط معايير المكاشفة بتجاهله المقصود لدعوات نشر تقرير أعده محام أمريكي حول ادعاءات فساد أحاطت بعملية اختيار الدول التي تستضيف كأس العالم لعامي 2018 و2022". وفي مصر، خصصت صحيفة (الأهرام) افتتاحياتها للحديث عن ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، إذ قالت إن "هذا الأخير أدرك قيمة دور مصر العربي والإقليمي والدولي، فقاد حركة التحرر العربي وخاض معارك كثيرة حفاظا على الأمن القومي العربي، وعمل في الوقت نفسه على دعم التأثير المصري في إفريقيا بكل الطرق والوسائل، حفاظا على مصالح مصر في مياه النيل، ودعما لانتمائها للقارة السمراء وقضاياها المرتبطة". وقالت إن الراحل " اكتشف مبكرا النية الحقيقية ل(جماعة الإخوان المسلمين) على أنها لن تعمل أبدا من أجل مصالح المصريين، ولكن وفقا لمنهجها الاقصائي فقط، فتصدى لها وفضح مخططاتها، ونجح في إبعاد خطرها عن البلاد والعباد". وتحت عنوان " أوباما والسيسي.. لقاء ناجح"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في مقال نشرته الصحيفة إن "الرئيس السيسي لا يزال يصر على أن الحرب على الإرهاب ينبغي أن تكون أوسع من الحرب على (داعش) ويأمل في تغيير عملي جوهري في الموقف الأمريكي من أجل تسليم مصر طائرات الأباتشي وطائرات اف 16". واعتبرت الصحيفة في مقال بعنوان "الحيثيات تؤجل الحكم على الرئيس المصري السابق حسني مبارك ومن معه إلى 29 نوفمبر المقبل"، قرار محكمة جنايات القاهرة تأجيل النطق بالحكم في قضية "قتل المتظاهرين واستغلال النفوذ وتصدير الغاز لإسرائيل بسعر متدن، مفاجأة غير متوقعة ". وقالت إن " رئيس المحكمة أوضح أن سبب التأجيل يعود إلى عدم انتهاء هيئة المحكمة من كتابة حيثيات الحكم حتى الآن، نظرا لضخامة القضية التي بلغ عدد أوراقها 160 ألف ورقة، وعزم المحكمة على إعداد حيثيات خاصة بكل متهم، حيث انتهت من إعداد 60 في المائة من الحيثيات فقط". من جهتها، أبرزت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "طموحات الشعب.. والطريق الصحيح"، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وضع في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "النقاط على الحروف محددا مسؤولية الأسرة العالمية جميعا لاجتثاث جذور الإرهاب والتطرف.. باعتبار أن الخطر قائم وينتشر كالأورام السرطانية في كل أنحاء الدنيا ويسيء للأديان السماوية ويعرقل سعي الشعوب للتنمية والرخاء". وبخصوص الحرب الدولية على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ترى صحيفة (الشرق) القطرية في افتتاحيتها أن التعقيدات التي تواجه ملاحقة هذا التنظيم في سورية، حيث توجد قيادته ومقراته الأساسية ومصادر تمويله، هي ما دفع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى إجراء محادثات مع الائتلاف الوطني السوري المعارض، والتأكيد على حاجتها إلى 15 ألف مقاتل من المعارضة السورية لتدريبهم وتسليحهم للاستعانة بهم في الحرب على التنظيم. لكن الصحيفة تسجل أن هناك "أزمة أخلاقية في سياسة الغرب إزاء ما يحدث في سورية، إذ أن الموقف من (الدولة الإسلامية) واستهدافها للمدنيين بالقتل، ينبغي أن يكون هو الموقف نفسه إزاء ما يقوم به النظام السوري من عمليات إبادة ومجازر ضد المدنيين"، مبرزة أن السرعة في تشكيل تحالف دولي واسع ضد إرهاب هذا التنظيم "تبدو غريبة، مقابل العجز الذي أبداه المجتمع الدولي في التعامل مع إرهاب الدولة الذي مارسه نظام بشار الأسد ضد المدنيين". وفي قراءتها لموقف تركيا من الحرب الدولية على (داعش)، كتبت صحيفة (العرب) في تعليق أن الحكومة التركية لم تحسم أمرها بعد، ولم تحدد حتى الآن كيف ستشارك في الحرب ضد التنظيم، وهي "تنتظر أن تتضح الصورة لتعرف أبعاد الحملة، وهل هي تهدف إلى إسقاط النظام السوري وإنهاء الظروف المسببة لظهور (داعش)، أم أنها ستقتصر فقط على الضربات الجوية التي من المحتمل أن تطال المدنيين وتقوي شوكة بشار الأسد¿". وأضافت أن أنقرة تدرس هذه الأيام جميع الاحتمالات والخيارات "بدقة وحذر لترى كل جوانبها الإيجابية والسلبية قبل الإقدام على أي خطوة، لأن المرحلة حساسة للغاية ومحفوفة بالمخاطر والتحديات، وكل خطوة ستكون لها فاتورتها العسكرية والسياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى انعكاساتها في الداخل والخارج". واهتمت صحيفة (الراية) بمستجدات الوضع في اليمن، حيث اعتبرت أن ما تقوم به حاليا جماعة الحوثي بالعاصمة صنعاء "من تجييش الشارع واحتلال للمؤسسات يعد أمرا غير مقبول وسيقود إلى مزيد من التعقيدات للأوضاع باليمن"، ملاحظة أن هذه الممارسات تدل على أن الجماعة "لم تلتزم حتى الآن باتفاقية السلم والشراكة الوطنية، وأنها تسعى لفرض واقع جديد باليمن عبر استخدام القوة العسكرية، وأن هذه الممارسات هي المعوق الأساسي لمساعي تشكيل حكومة إنقاذ وطني تضم جميع الفئات". ولذلك، تقول الصحيفة " إن على الحوثيين أن يدركوا أن محاولات فرض الأمر الواقع على جميع اليمن وتصفية الحسابات بالقوة العمياء لا يمكن أن تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية، بل إنها تقود إلى تقويض الثقة وبالتالي تأزيم الأوضاع المتأزمة أصلا ما يتسبب في حرب أهلية وتفتيت وحدة اليمن". وفي الشأن الفلسطيني، شددت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها على أن المصالحة الوطنية هي حجر الأساس في حل القضية الفلسطينية، التي طال انتظار حلها لعقود طويلة، وحان وقت الوصول إليه، مؤكدة أن الفصائل الفلسطينية المختلفة "مطالبة بشكل أساسي الآن بتغليب الأولويات، وليس ثمة أولوية الآن من مواجهة المحتل سوى بصف موحد". وأضافت أن الشعب الفلسطيني الذي استبشر خيرا بحكومة التوافق الوطني، والذي احتفى بنجاح وانتصار مقاومته الباسلة في غزة، "ينتظر من السلطة والفصائل بعد الاتفاق على استكمال بنود المصالحة، أن تواصل الجهد لتحقيق الأهداف المشروعة، التي يتصدرها تحقيق الاستقلال وإنهاء الاحتلال، من دون إغفال للحاجات اليومية والحياتية للشعب في الضفة الغربية وقطاع غزة". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن توقيع وزارة التنمية والتعاون الدولي، أمس، اتفاقيتين مع اللجنة الدولية للإغاثة، تقدم بموجبهما دولة الإمارات العربية المتحدة مبلغ 6ر14 مليون درهم إماراتي (أربعة ملايين دولار)، تخصص لتوفير الرعاية الصحية للاجئين السوريين في الأردن، وفرص التعليم للأطفال، وفرص العمل للشباب من اللاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق. وخصصت صحيفة (البيان) افتتاحيتها، للوضع في ليبيا، حيث أكدت على أن استمرار تردي الوضع الأمني يقلص فرص الحوار، ويقحم هذا البلد في خضم حرب أهلية . ودعت إلى التحلي بالحكمة من أجل حماية وحدة البلاد أرضا وشعبا عبر تصالح قواها وتوافقها على خريطة طريق واحدة تقي من خطر تدخل خارجي. أما صحيفة (الوطن)، فذكرت في افتتاحيتها، بمعاناة الفلسطينيين في ظل الاحتلال، مشددة على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني والتي تدعمها القرارات الدولية التي تؤكد حقه في وطنه وأرضه وحقه في الحياة الكريمة. وجددت الصحيفة التذكير بأن فلسطين تعد القضية المركزية للعرب وأن استقرار الشرق الأوسط ينعكس على استقرار العالم أجمع واستمرار الوضع على ما هو عليه يعني بقاء التوتر والأزمات دون حل. ومن جانبها، انتقدت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها دور تركيا في المنطقة، موضحة أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحول إلى هاو لجمع العداوات لتركيا وبما يتعارض مع أبسط علاقات حسن الجوار".