قال ميشيل بولان إن "ميديتل" تستعد لدخول غمار تسويق خدمات الجيل الرابع للاتصالات (4G)، بعد أن حسمت أمرها بشكل نهائي بشأن استثمارها في الانترنيت الثابت ذي الصبيب العالي (ADSL)، والانترنيت الثابت فائق السرعة عبر الألياف الضوئية والهاتف القار، إلى جانب الجيل الرابع للانترنيت فائق السرعة النقال. وأورد المدير العام ل"ميديتل"، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن تحقق هذا الأمر يظل مرتبطا بتقديم "اتصالات المغرب" لعروضها الخاصة بأسعار كلفة التقسيم الحلقي لشبكتها الثابتة والشبكات النقالة. وأوضح بولان أن "ميديتل" تواصل الاستثمار في شبكاتها النقالة، وتلك الخاصة بالألياف الضوئية، إلى جانب شبكة نقط البيع التابعة لها في مجموع المدن المغربية، بغية توسيع حصصها السوقية، في قطاع يشهد منافسة متنامية بين كل الفاعلين. وأضاف "نستعد على قدم وساق للجيل الرابع، لضمان إطلاق ناجح لهذه الخدمة التي يترقبها الزبون المغربي بكل شغف"، مردفا "نتمنى أن تعمل الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات على إطلاق طلب العروض الخاص بالجيل الرابع في أقرب وقت، كي نتمكن من التعرف على تفاصيل دفتر التحملات الخاص بهذه الخدمة". المدير العام ل"ميديتل"، اعتبر أن أحد المفاتيح الهامة لنجاح إطلاق خدمات الجيل الرابع لاتصالات النقالة بالمغرب تقوم على إنجاح الشق المتعلق بتقاسم البنيات التحتية، خاصة أن الوكالة تراهن على تعميم هذه الخدمة في معظم مناطق المغرب. ويرى بولان أن تقاسم البنى التحتية هو السبيل الأفضل لإنجاح تجربة المستهلك في ما يتعلق بخدمات الجيل الرابع"، موضحا أن هذا التقاسم سينعكس إيجابا على الانترنيت الثابت المعروف اختصارا ب "ADSL"، معتبرا أن النقاش الذي صاحب تقاسم البنى التحتية يخدم مستقبل قطاع الاتصالات بالمغرب والمستهلك في آن واحد. واستطرد المتحدث أن "نسبة الولوج إلى خدمة الانترنيت الثابت لا تتعدى 3 في المائة، ونحن نعتقد أن دخول المنافسة لهذه الخدمة ستمكن من دمقرطة الADSL على غرار ما جرى في إنترنيت الجيل الثالث النقال، والذي تتجاوز فيه نسبة الولوج 22 في المائة". بالنسبة للانترنيت الثابت، فالفاعل التاريخي يستحوذ على 99.99 في المائة من سوق ال ADSL، التقسيم الحلقي لم ينجح، وما تسعى إليه الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات من فتح للمنافسة في الهاتف الثابت والانترنيت ذي الصبيب العالي سينجح. واشترط بولان لذلك التقدم بسرعة في الجوانب المرتبطة بتفعيل قرار الوكالة بشأن التقسيم الحلقي، وتقاسم التجهيزات التحتية الخاصة بخطوط الهاتف الثابت وال ADSL وخطوط الألياف الضوئية، بأسعار مناسبة تضمن منافسة متكافئة وشريفة بين كافة الفاعلين العاملين في قطاع الاتصالات بالمغرب. استعداد المغاربة ل 4G وأفاد نفس المسؤول أنه يعتقد أن "تقاسم البنى التحتية أمر مهم وحيوي بالنسبة للمستهلك المغربي، الذي سيجد نفسه أمام تعدد العروض والمتعهدين بخدمات متنوعة ومختلفة، وهو ما سيمكن من تجاوز ضعف نسبة الولوج لخدمات الانترنيت الثابت التي لا تتعدى 3 في المائة". وتابع بأن هذا الوضع يخالف انترنت الجيل الثالث النقال الذي لقي إقبالا كبيرا وسط المغاربة، وقد ساهم تقاسم البنى التحتية بيننا وبين "إنوي" في تثمين استثماراتنا معا، وإطلاق عروض أكثر تنافسية مما سمح من توفير خدمات الانترنيت النقال بأسعار في متناول الجميع". واسترسل بولان "تقاسم البنيات التحتية أمر برهن عن نجاعته، كما هو بالنسبة لكل من ميديتل وإنوي الذي يتقاسمان أكثر من 300 موقع دفع خاص بالشبكات النقالة و300 كيلومتر من الألياف الضوئية، علما أن المنافسة بيننا وبين إنوي منافسة محتدمة في السوق، لكن هذا لم يمنعنا من التعاون على مستوى تقاسم بنيتنا التحتية معا، ومن المؤسف أنه لم نستطع تفعيل هذا التقاسم مع اتصالات المغرب". المدير العام ل"ميديتل" أورد في نفس الاتجاه أن "كل المتعهدين في العالم يتقاسمون البنى التحتية، واليوم لم نستطع بعد تفعيل تقاسم الشبكات الهاتفية الثابتة والنقالة"، مضيفا أن "سوق الاتصالات بالمغرب يتطلب استثمارات كبرى لتزويد البلاد بشبكة اتصالات متطورة وفعالة قادرة على مواكبة الرهانات الاقتصادية والاجتماعية للمغرب وتنافسيته الاقتصادية". واعتبر ميشيل بولان أن القانون الجديد المنظم لقطاع الاتصالات، المعروض أمام البرلمان، والمراسيم التنظيمية التي ستصدر لاحقا، يجب أن تخرج لحيز التنفيذ في أقرب وقت من أجل مواكبة هذه التطورات الكبرى التي تنتظر قطاع الاتصالات بالمغرب. وحول ما إذا كان المغاربة مستعدون للانترنيت النقال فائق السرعة (4G)، رد بولان بالإيجاب، وقال "اليوم المغاربة يستعلمون الانترنيت والمحتوى المصاحب له بشكل متزايد"، مبينا أن حجم استهلاك البيانات في شبكاتنا النقالة ارتفع بشكل صاروخي، ما يعكس الإقبال المتزايد للمستهلكين المغاربة على التعامل بشكل متزايد من المحتوى في شبكة الانترنيت". مواصلة الاستثمارات وأضاف بولان "نواصل استثماراتنا لمواصلة رفع قدرات شبكة الجيل الثالث، في أفق إطلاق الجيل الرابع الذي نراهن عليه كثيرا من أجل ضمان أفضل خدمة لزبنائنا، لكن نلاحظ أن مسألة الولوج إلى الأجهزة النقالة القادرة على التعامل مع تقنية الجيل الرابع ما زالت أسعارها مرتفعة، لكن هذا أمر سيتم حله مع احتدام المنافسة بين المصنعين". وأفاد المدير العام ل"ميديتل"، أنه لا بد من الإشارة إلى أن ميديتل تستثمر بشكل كبير لتطوير وتوسيع شبكاتها، ونفس الأمر بالنسبة ل"إنوي" التي تستثمر بدورها بشكل كبير في هذا المجال. واستطرد المتحدث متسائلا "ماهي جدوى إقامة خطين متجاورين للألياف الضوئية تابعين لفاعلين اثنين؟، في الوقت الذي يمكن أن يتم تمديد خط واحد على مسافة مضاعفة ويستغلها الاثنان معا، هذا ما يتم العمل به في كل دول العالم. ولم لا المغرب؟". ودعا المدير العام لميديتل إلى ضرورة العمل على تثمين استثمارات الفاعلين الثلاث في قطاع الاتصالات بالمغرب، "نحن في ميديتل نستثمر 350 مليون درهم في الألياف الضوئية، ونعمل حاليا على ربط مواقع تجهيزات الدفع النقالة بالألياف الضوئية استعداد للجيل الرابع، ثم إننا نقوم بربط مناطق الأوفشورينغ والمناطق الحضرية الجديدة التي تضم مراكز أعمال وغيرها". وأورد بولان "لقد شرعنا بالفعل في تسويق خدمات الأنترنيت فائق السرعة بصبيب يصل إلى 100 ميغابايت في المدينة الخضراء ببوسكورة ومراكش بحدائق الأطلس، وسنقوم بتعميمه بمجرد التوصل لاتفاق مع اتصالات المغرب بشأن التقسيم الحلقي لشبكتها. تغيير في قواعد اللعبة وعن النتائج المالية لميدتيل برسم النصف الأول من السنة الجارية، تفادى ميشيل بولان الإدلاء بأرقام معينة، لكنه عبر عن ارتياحه للنتائج المحققة موضحا في المقابل عبر عن ارتياحه للمنحى التصاعدي للشركة. وقال المسؤول نفسه " نحن جد مرتاحين للنتائج النصف السنوية التي حققتها ميديتل سواء على مستوى رقم المعاملات أو على صعيد عدد زبناء المتعهد الثاني في قطاع الاتصالات بالمغرب، مؤكدا أن "ميديتل قد غيرت قواعد اللعبة في قطاع الاتصالات بالمغرب من خلال إطلاق عروض نسخها منافسونا في السوق، وهذا يعكس أن عروضنا لقيت اهتمام زبنائنا ومنافسينا، وهذا أمر جيد". واستطرد بولان قائلا "أعتقد أن عروضنا المبتكرة هي التي ساهمت في استعادة حصص سوقية جد مهمة، سواء بالنسبة للزبناء ذوي الاشتراك المسبق الأداء، أو الاشتراك الشهري"، معتبرا أن "السوق المغربي اتسم أداؤه خلال السنتين الأخيرتين بنوع من التراجع، لكن ميديتل تبنت مبدأ يقوم على عروض محدودة لكنها مبتكرة سواء بالنسبة للأنترنيت والهاتف النقال". وخلص المدير العام ل"ميديتل"، إلى أن الشركة ستواصل استثماراتها في مجال البنية التحتية وتطوير الشبكات، وطموحنا في "ميديتل" هو مواصلة تطوير شبكتنا التقنية للهاتف النقال والجيل الثالث للأنترنيت".