الأهرام تدافع عن فبركة صورة الرئيس مبارك أكد أسامة سرايا رئيس تحرير صحيفة الأهرام أن الصورة المحرفة التي تم نشرها للرئيس المصري حسني مبارك وهو يتقدم الرئيس الأميركي باراك أوباما والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس محمود عباس، هي صورة تعبيرية عن الموقف السياسي الدقيق لمكانة الرئيس مبارك وموقعه في القضية الفلسطينية، ودوره المتفرد في قيادتها. وقال سرايا في مقال له بجريدة الأهرام نشر أول أمس الجمعة:"يبدو أن المناخ السياسي السائد حولنا في مصر يتجه نحو الإثارة ومشتملاتها، ومحاولة اللعب علي كل الأوتار مما أدي إلي تغييب الحقائق نفسها، قبل أن يصاحبها تغييب القيم والضرب بعرض الحائط بأخلاقيات تعارفنا علي تسميتها بالقيم المهنية وحدود اللياقة والزمالة. تظهر في الأعلى الصورة المحرفة وفي السفلى الصورة الأصلية وتابع سرايا:"ما أقصده أن البعض حاول الإثارة علي الأهرام ومصداقيتها، بحجة أنها لجأت إلي تغيير في صورة خاصة باجتماعات قمة واشنطن التي جرت في الأول من سبتمبر، عندما انطلقت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في حضور الرئيس حسني مبارك، وذهب البعض إلي تسميتها بمسميات مختلفة.. لن أذكرها لأنها تجرح أصحابها ذاتهم.. فكل صور القمة المذكورة نشرت بأكملها في الأهرام ومواقعها الإلكترونية يوم الجمعة الماضي بلا أي تغيير أو فوتوشوب أو رتوش، كما يتقولون.. وأرجعوا إلى أهرام 1سبتمبر الحالي". وأضاف سرايا في مقاله:"أما ما نشره الأهرام صباح يوم الثلاثاء 14 سبتمبر فهو صورة تعبيرية جاءت بعد القمة ب12 يوما.. ولم تكن هي التي نشرت بتاريخ 1 سبتمبر تحت عنوان الطريق إلي شرم الشيخ.. الصورة وضعت الرئيس مبارك في موقع يقود المفاوضات الجديدة بعد القمة الافتتاحية في واشنطن ب12 يوما، فالصورة التعبيرية تعبر عن مضمون الوثيقة المنشورة.. فضلا عن تعبيرها الموجز والحي والصحيح عن الموقف السياسي الدقيق لمكانة الرئيس مبارك وموقعه في القضية الفلسطينية، ودوره المتفرد في قيادتها قبل واشنطن وغيرها.. برغم أهمية واشنطن ودورها". وقال سرايا":الصورة التي يتكلمون عنها، برغم أنها تضم القادة أنفسهم، هي صورة تعبيرية وضعت في صدر موضوع آخر بعيدا عن القمة وصورها.. فنحن لا نعيد نشر منتجاتنا الصحفية.. فهذه ليست من عاداتنا المهنية.. الصورة المنشورة تعبيرية حتى يفهم من لا يفهمون.. وحتى لا يضللوا غيرهم ويتكلموا ويقولوا إنهم اكتشفوا الخديعة أو الوهم، أو إننا نزور أو نجمل، فهم الذين يضللون ويكذبون ويصدقون أنفسهم ثم يتهموننا(!!).. ونحن لا نغير الحقائق ولا نكذب ولا نتجمل مثلهم.. ولكننا نتحري الدقة وتاريخنا خير شاهد.. ولسنا في حاجة لهذه الأساليب، فلدينا الكثير الذي نملكه ونفتخر به". وقد أثارت الصورة "المعدلة"، المنشورة بجريدة "الأهرام"، التى يظهر فيها الرئيس مبارك، متقدماً الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، على عكس الصورة الأصلية، أثناء مباحثات مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ردود فعل واسعة فى مناطق عديدة بالولايات المتحدة. وتناول عدد من المنظمات الحقوقية والنشطاء السياسيين، الواقعة بسخرية شديدة وأصدروا بيانات تتهم الصحيفة بالتحريف، ووصل الأمر إلى طباعة الصورتين الأصلية، والمزيفة بالألوان وتوزيعهما على المارة بالشوارع، مستشهدين بما نشر فى «المصرى اليوم» عن الواقعة ومعها الصورتان. وأدان "ائتلاف المنظمات المصرية غير الحكومية فى واشنطن"، ما حدث، ووصفه بالتحريف فى صور رسمية، وقال عمر عفيفى، المتحدث الإعلامى باسم الائتلاف، لصحيفة «المصرى اليوم»: «إن ما حدث ما هو إلا استكمال لمسيرة المؤسسات الحكومية فى تزوير الانتخابات والجوائز والمناصب وغيرها». وأضاف: «من المؤكد أن الرئيس مبارك لا يعلم شيئاً عن هذه الصورة، ولم يصدر أى تعليمات لصحيفة الأهرام بتحريف الصورة، لأنه لن يقبل هذا المستوى، الذى وصفه ب«الفج» من التملق والنفاق. وأثارت الصورة أيضا سخرية وسخط زوار فيس بوك، وكانت العديد من الصحف ووكالات الأنباء العالمية اهتمت، بواقعة تلاعب كبرى الصحف القومية المصرية الأهرام بالصورة. وقالت صحيفة التيليغراف البريطانية إن انتقادات طالت الصحيفة المصرية المحسوبة على الدولة بعد نشرها صورة تلاعبت بها فنياً تظهر الرئيس مبارك وكأنه يقود مباحثات السلام في الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن الأهرام التي تعد أوسع الصحف المصرية انتشاراً أظهرت الرئيس مبارك وهو يمشي على السجادة الحمراء ويتقدم على الرئيس الأمريكي أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو والرئيس الفلسطيني أبو مازن والعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين. وأوضحت التليغراف أن مؤولي الأهرام استبدلوا الصورة المفبركة بأخرى للزعماء الخمسة وهم جالسين على كراسي في منتجع شرم الشيخ. وتحدثت هيئة الإذاعة البريطانية BBC هي الأخرى عن تلك الصورة المفبركة ونقلت الاتهامات التي وجهتها حركة 6 ابريل لصحيفة الأهرام بعدم الاحترافية المهنية في نشر صورة متلاعب بها فنياً دون الإشارة إلى ذلك التغيير، ونشرت ال BBC الصورتين المفبركة الحقيقية.