يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الأربعاء (28-7) في شرم الشيخ للبحث في عدد من القضايا، على رأسها بحث تطورات القضية الفلسطينية والدعوات الأمريكية الصهيونية لاستئناف مفاوضات مباشرة بين الاحتلال وسلطة "فتح". وقالت صحيفة "الأهرام" إن قمة شرم الشيخ ستركز على "بحث تطورات القضية الفلسطينية والممارسات "الاسرائيلية" ضد الشعب الفلسطيني، وسبل تهيئة الاجواء الملائمة لتدشين مفاوضات جادة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي". وكان محمود عباس رئيس السلطة المنتهية ولايته أكد أنه على استعداد لاجراء مفاوضات مباشرة مع الصهاينة بعد الاتفاق على مرجعية "واضحة ومحددة" للتفاوض، على حد تعبيره. من جهته؛ أعلن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو انه مستعد للقاء عباس، رافضا في الوقت ذاته "أي شروط مسبقة للمفاوضات"، ومستبعدا اتخاذ حكومته أي قرار يقضي بتمديد تجميد بناء المغتصبات الصهيونية في الضفة الغربيةالمحتلة. وتأتي زيارة الملك عبد الله الى مصر عشية اجتماع لجنة المتابعة العربية الخميس في القاهرة بحضور عباس الذي سيطلع اعضاء اللجنة على ما وصلت اليه المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الصهيوني، والتي بدأت في ايار/مايو برعاية اميركية. وقال الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي في تصريحات نشرتها صحيفة الشرق الاوسط إن هذه القمة الثنائية "سوف تركز على تفاصيل عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط، وتقييم الموقف وتحديد خطط التحرك التي سوف تنطلق في الايام المقبلة". الوضع في لبنان: كما تبحث القمة"تطورات الأوضاع السياسية في لبنان، وكيفية التغلب على أزماته الداخلية لمواجهة الأخطار الخارجية التي تحدق باستقراره"، حسب ما ذكرت الاهرام واكد زكي ان "هناك اهتماما مصريا سعوديا بما يدور في لبنان والتهديدات التي تطلقها اسرائيل ومخاوف مشروعة من ان يحدث ما حدث صيف 2006 (الحرب الصهيونية على لبنان)". ونقلت الاهرام عن مصادر عربية رفيعة المستوى قولها إن "هناك توجها عربيا نحو ضرورة الحفاظ على التوافق اللبناني في ضوء الرسائل الاسرائيلية الخطيرة التي تلوح بضرب المؤسسات الحكومية اللبنانية بشكل مباشر اذا تعرضت تل ابيب لاطلاق صواريخ من حزب الله". وسيزور العاهل السعودي في جولته العربية بيروت الجمعة بعد محادثات يجريها الخميس في دمشق مع الرئيس السوري بشار الاسد. وكان مصدر وزاري لبناني صرح لوكالة "فرانس برس" أن العاهل السعودي سيزور دمشق في 29 تموز (يوليو) قبل أن يتوجه في اليوم التالي الى لبنان الذي سيبحث مع قادته سبل تعزيز الاستقرار في البلاد. ويتوجه العاهل السعودي الجمعة الى الأردن للقاء الملك عبد الله الثاني، الذي بدوره استقبل الثلاثاء رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو في عمان. مبارك والكيان الصهيوني: من جانبه؛ أعرب أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر الدكتور محمد المسفر عن أمله في أن تكلل جولة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز العربية والمصرية تحديداً بالنجاح، لإقناع الرئيس مبارك بضرورة العمل لملمة الصف العربي والوقوف صفاً واحداً في وجه التهديدات الصهيونية. وأشار المسفر في تصريحات لوكالة "قدس برس" إلى أن العاهل السعودي سيحاول خلال اللقاء إقناع الرئيس المصري "بأن ما تقوم به "إسرائيل" غير مقبول، وأن زيارة نتنياهو إلى مصر ثم عمان في وقت تهدم فيه الجرافات الإسرائيلية قرى فلسطينية بالكامل ليس معقولا". وأضاف: "لكنني لا أقدر أنه سينجح في ثني الرئيس مبارك عن موقفه الواضح والصريح تجاه العدو الإسرائيلي، فهو شريك في حصار غزة، وسيقدم للعاهل السعودي مجموعة من التقارير غير الصحيحة لأقناعه بأن "حماس" شر في المنطقة ويجب إزالتها ليس من سلطة غزة، وإنما إنهاؤها كحركة سياسية شريكة في عملية تحرير الأرض المقدسة، فإسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية شركاء في حصار غزة وفي تركيع المواطن الفلسطيني في القطاع كما في الضفة"، كما قال.