انتقل إلى رحمة الله ، أمس الخميس ، الروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار المعروف ب"اب الرواية الجزائرية"، بعد معاناة مع مرض عضال تطلبت نقله عدة مرات في رحلات للعلاج بين مستشفيات الجزائر وباريس.ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر مقرب من عائلة وطار أنه توفي اليوم بمنزله بالعاصمة الجزائرية. ويوجد وطار المولود عام 1936 بمدينة سدراتة بالشرق الجزائري في طليعة الروائيين الجزائريين الذين يكتبون أعمالهم باللغة العربية الفصحى، وعمل الفقيد في الأدب كما في الصحافة واشتغل بالسياسة ايضا في عهد الحزب الواحد، حزب جبهة التحرير الوطني. التحق العام 1956 بثورة التحرير الجزائرية وانضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني، حتى استقلال البلاد العام 1962، حيث أنشأ في السنة نفسها جريدة "الأحرار" وهي أسبوعية سياسية ما لبثت السلطات أن اوقفتها بعد وقت قصير، لينتقل بعدها من قسنطينة إلى العاصمة الجزائرية حيث أصدر أسبوعية أخرى بعنوان "الجماهير"، أوقفتها السلطات أيضا. ويعتبر الطاهر وطار من مؤسسي الأدب العربي الحديث في الجزائر، وهو من أشد المدافعين عن الحرف العربي في الجزائر ومن أشد المعارضين للتيار الفرانكوفوني في بلاده، حيث كان يدعو إلى فضح أعمال ومدى توغل هذا التيار في أجهزة الدولة. وقد أنشأ وطار الجمعية الثقافية "الجاحظية" العام 1989، وهي تحمل شعار "لا إكراه في الرأي". واشتهر الفقيد بمجموعة من الروايات التي كتبها في ظل نظام الحزب الواحد، كرواية "اللاز" و"الزلزال"، و"الحوات والقصر"، و"عرس بغل". ومجموعته القصصية "الشهداء يعودون هذا الأسبوع". وقد ألف الطاهر وطار عدة كتب ترجمت من العربية إلى نحو 10 لغات منها، الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والبرتغالية والفيتنامية واليونانية والأوزبيكستانية والأذرية. وبداية من عام 1999، صدر للروائي المرحوم روايته " الولي الطاهر يعود على مقامه الزكي"، أما في عام 2005 فقد صدر للطاهر وطار روايته "الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء". يقول عمي الطاهر، أو هكذا يلقب في الجزائر، بأن "همه الأساسي هو الوصول إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تبلغه البرجوازية في التضحية بصفتها قائدة التغييرات الكبرى في العالم". ويقول إنه"هو في حد ذاته التراث. وبقدر ما يحضره بابلو نيرودا يحضره المتنبي أو الشنفرى". كما يقول:"أنا مشرقي لي طقوسي في كل مجالات الحياة، وأن معتقدات المؤمنين ينبغي أن تحترم. وعرف عن وطار في بدايات أعماله ميوله اليسارية ورفض استعمال عبارة "الإرهاب" في بلاده وفضل استعمال مصطلح العنف والعنف المضاد. واختتم وطار مسيرته الإبداعية الطويلة بروايته "قصيد في التذلل" وكان آخر ما نال من جوائز، جائزة الرواية لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عام 2009.