عاد الروائي والأديب الجزائري، الطاهر وطار، إلى الجزائر لقضاء فترة نقاهة بعد قرابة ثلاثة أشهر من العلاج الكيميائي في مستشفى "سان ميشال"بالعاصمة الفرنسية باريس. وكشف وطار أن حالته الصحية "تحسّنت كثيرا"، وبأنه يعتزم كتابة رواية جديدة فيها كثير من التصوّف. وقال الأديب الجزائري، الطاهر وطار، إن عودته المفاجئة للجزائر، الأحد الماضي، هي من أجل قضاء فترة نقاهة واستخراج بعض الوثائق الإدارية المتعلّقة بعلاجه في باريس. على أن يعود في الثامن من الشهر الجاري ليخضع لدورات أخرى من العلاج ابتداء من التاسع من الشهر نفسه، بعد أربع دورات من العلاج الكيميائي استغرقت ثلاثة أشهر. وقال وطار إنه سينتهز الفرصة لزيارة أخيه الأكبر بعنابة، والذي يعاني من مرض ألزمه الفراش. وكان وطار سافر إلى باريس، منتصف دجنبر الماضي، للعلاج، بعد تأزم وضعه الصحي. وعن حالته الصحية؛ قال صاحب "الشمعة والدهاليز" إنه يعاني من مرض خبيث في الكبد منذ 1984، حيث اكتشف الأطباء الجزائريون وجود ورم صغير على مستوى الكبد، لكنهم، حسبه، لم يفعلوا شيئا. وأكّد وطار أن الأمر لا يتطّلّب عملية جراحية. وأنه"تحسّن كثيرا"، وهو ما يظهر من وزنه ومظهره الخارجي، على حد تعبيره. من جهة أخرى؛ أعرب وطار عن سعادته وتأثره الشديدين بالتعاطف الذي لقيه على المستوى الشعبي والرسمي، وأيضا من المثقفين والسياسيين، معتبرا أن ذلك يعكس مكانته الحقيقية عند الناس "لأنني لم الحق أذى بأحد طيلة حياتي". وأضاف أن عددا كبيرا من قرائه ومعجبيه وأصدقائه اتصلوا به في المستشفى، وبعضهم لم يتمالك نفسه من البكاء. وقال إن منهم لم يلتق بهم منذ الخمسينات. وذكر بعض الشخصيات التي زارته في المستشفى كرئيسة حزب العمال، لويزة حنون، والمؤرخ محمد حربي وهشام عبود، والروائي الجزائري واسيني الأعرج وزوجته الشاعرة زينب الأعوج. وأعاب وطار على الروائي ياسمينة خضرة، الذي يشغل منصب مدير المركز الثقافي الجزائري بباريس، عدم عيادته له في المستشفى، قائلا إنه لا ينتقده كشخص، بل لأنه يمثّل الدولة والثقافة الجزائريتين في فرنسا، مضيفا أن محمد مولسهول لم يكلف نفسه حتى عناء اتصال هاتفي به. وعن جديده الأدبي وعما إذا كان يفكر في كتابة عمل روائي أو قصصي من وحي رحلته العلاجية في المستشفى الباريسي، قال الطاهر وطار إن لديه أفكارا كثيرة جدا، لكنه لا يفكر في تجسيدها حاليا لأن الأطباء نصحوه بأن لا يلحق بنفسه أي إرهاق جسدي أو عصبي، وكشف أن ثمة في الأفق عمل روائي يتضمن "نوعا من التصوّف". وبمسحة من روح الدعابة ختم الروائي الجزائري المعروف بمواقفه المدافعة عن اللغة العربية، حديثه ل"وقت الجزائر" بالقول: "هل لاحظت أنني أستعمل عبارات فرنسية؟ لقد أصبحت أتحدث الفرنسية بطلاقة يا بني!».