من مبعوثي الوكالة- أكد أدباء مغاربة، اليوم الأحد بالدار البيضاء، أن الكتابة عن الذات بلغت ذروتها مع نشوء سرديات تأسست على موضوعات بذاتها. وتطرق المشاركون في هذه الندوة، المنظمة في إطار الدورة ال16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب (12- 21 فبراير الجاري)، والتي ناقشت موضوع "مشروع الكتابة عن الذات"، إلى علاقة المكون الذاتي بالأصناف الأدبية التي بلورت مشروع الكتابة عن الذات في الأدب المغربي. وفي هذا الصدد، تناول الناقد شرف الدين ماجدولين، مشروع الكتابة عن الذات من خلال القصيدة الشعرية ، معتبرا أن هذه الأخيرة تعد لصيقة بالرؤى والسياقات المعارضة الرافضة للخروج عن النسق. وأضاف أن القصيدة الشعرية تمثل رؤية ذاتية نقدية غير مجتمعية، مشيرا إلى أن ما هو ذاتي ظل لصيقا بالتعبير الأدبي المغربي لعدم خلو الأعمال الأدبية من السيرة الذاتية، مشيرا إلى أن "السيرة الذاتية أو التخيل بمعنى أدق ارتبط بعملية التأسيس لعملية الكتابة الشعرية والأدبية والروائية ". من جانبه، قارب الشاعر محمود عبد الغني مفهوم الكتابة عن الذات من زاوية رواية الجزائري الطاهر وطار "أراه"، مشيرا إلى أن الروائي الجزائري يلبس على طول هذه الرواية روح ابن خلدون من خلال حديثه عن قضايا كبرى منها على الخصوص الموت، والتأريخ للدور الذي قامت به بعض الأسر الجزائرية في مقاومة المستعمر. وأضاف أن الطاهر وطار بدأ نصه باستعراض تجربته السياسية مناضلا داخل حزب التحرر الوطني الجزائري لينتقل بعد ذلك إلى ذكر مراحل طفولته، متسائلا في هذا الصدد عن حضور الذكريات إلى الذاكرة حسب تسلسل زمني أو حضورها بشكل مختلط. وأشار إلى أن السيرة الذاتية تتضمن عنصرا أساسيا وهو القارئ باعتباره مكونا جوهريا في إنتاج النصوص الشخصية، مضيفا أن العلاقة الإشكالية بين السيرة والقارئ لا يسودها الاحتمال وإنما يتعين على القارئ أن يصدق كل ما يروى وأن يكون متسامحا لما قد يعتري الذاكرة من انحرافات. من جهته، قال الناقد محمد أمنصور إن هناك استحالة في كتابة السيرة الذاتية وإن سؤال الحقيقة بالمجتمع المغربي يعد مستحيلا على اعتبار أن الكتابة عن الذات مرتبطة بالمنظومة الثقافية للمجتمع. وصنف أمنصور الكتابة عن الذات إلى ثلاثة مستويات وهي كتابة قصصية ضد الذات، وتذويت الكتابة القصصية، والكتابة الذاتية في القصة القصيرة.