بقلم أمال التازي- أكد وزير الثقافة السيد بنسالم حميش أن المشاركة المغربية في معرض الكتاب بباريس ،الذي تفتتح دورته ال 30 اليوم الجمعة بالعاصمة الفرنسية،لها إسهام حقيقي في الجهود الرامية للتعريف بالإنتاج الوطني للكتب على الصعيد الدولي. وقال السيد حميش ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الافتتاح الرسمي للمعرض الذي جرى أمس الخميس بحضور سفير المغرب بفرنسا السيد مصطفى الساهل بالخصوص ،إنه بالنسبة للمشاركة المغربية في هذه التظاهرة الثقافية الفريدة من نوعها في أوروبا والمخصصة للعموم وللمهنيين،فإن الرواق المغربي يوجد في "موقع جيد" على مساحة 60 متر مربع عرض فيه 300 عنوان أغلبها من الإصدارات الجديدة (2009). وتشرف على الرواق المغربي وزارة الثقافة بتعاون مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج بمشاركة 11 ناشرا مغربيا. + دعم نشر الكتب الأولى + وأكد السيد حميش على أهمية الحضور القوي لدور النشر المغربية في مختلف معارض الكتاب على المستوى الدولي،سواء في المغرب أو في الخارج،مشددا على دعم وزارة الثقافة لهذه المشاركة. وقال وزير الثقافة "ندعم بالخصوص نشر الكتب الأولى والأعمال الكاملة للمؤلفين الذين فقدناهم بالحرص على أن يكونوا حاضرين في مختلف معارض الكتاب". وذكر من بين المواعيد التي يحضرها الناشرون بالضرورة،المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء والذي عرفت دورته ال 16 المنعقدة ما بين 12 و22 فبراير الماضي نجاحا كبيرا بحضور نصف مليون زائر ويتوقع أن تصل إلى مليون زائر السنة المقبلة. وأشار السيد بنسالم حميش إلى أن هذه الدورة عرفت "تغيرا نوعيا على مستوى التنظيم واللوجستيك والعرض،وذلك ب 370 عارضا و40 بلدا ممثلا ". + أزيد من ألفي كتاب ينتج سنويا بالمغرب + وفي نفس السياق،اعتبر رئيس الجمعية المغربية لمهنيي الكتاب السيد عبد القادر الرتناني أن نشر الكتب في المغرب يعرف "نموا مطردا"،بفضل معارض مثل المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء ومعرض الكتاب بباريس الذي "ينبغي لنا أن نكون حاضرين فيه". وبالنسبة له،فإن أزيد من ألفي كتاب يصدر سنويا في المغرب باللغات الثلاث العربية والفرنسية والأمازيغية،وذلك بمعدل نمو سنوي يقدر ب 10 في المائة في المتوسط،مشيرا إلى أن "هذا المعدل أعلى من الذي سجل بفرنسا (5ر2 في المائة) لأننا انطلقنا من الصفر". وأكد عدد من الناشرين لوكالة المغرب العربي للأنباء على رهان مشاركتهم في هذا النوع من المعارض ذات الإشعاع الدولي الذي سيقدم لهم فائدة مزدوجة وهي "تشجيع إنتاج الكتاب المغربي وربط علاقات جديدة مع مؤلفين مغاربة وأجانب". وقالوا إنهم متفائلون بخصوص مستقبل النشر في المغرب بالرغم من أنه ما تزال هناك العديد من التحديات التي يجب رفعها ولاسيما على مستوى الترويج والتوزيع والقراءة. +ثمانون كتابا للطفل سنويا+ تم اختيار الكتب المعروضة في الرواق المغربي بعناية لتلبية جميع الأذواق،حيث تعرض الروايات والمقالات والكتب الجميلة ودواوين الشعر وكذا كتب الأطفال. وقالت الناشرة نادية السالمي،إحدى الناشرين القلائل المتخصصين في هذا المجال بالمغرب،إن إنتاج كتب الأطفال التي تقدر ب 80 كتابا في السنة يشكل مجالا صعبا يثير اهتمام قليل من الناشرين في المغرب لكونه "غير مربح". وتفسر خيارها باستعجالية تدوين الموروث الثقافي المغربي الشفوي المتداول بالخصوص في الحكايات الشعبية،والمهدد بالزوال بوفاة الأسلاف،داعية إلى إدماج هذا النوع من الأعمال في المناهج الدراسية. وتتميز الدورة ال30 من معرض الكتاب،الذي يقام إلى غاية 31 مارس الجاري بفضاء المعارض بقصر فرساي على جناح يمتد على مساحة ألف متر مربع،بمشاركة 25 بلدا. +معرض الكتاب بباريس : دورة تذكارية استثنائية + تخليدا للذكرى الثلاثين لمعرض الكتاب بباريس،يقترح هذا الأخير دورة استثنائية،حيث سيحضر 90 ناشرا ضيوف شرف للاحتفال بالكتاب حول موضوع "أن تحكي العالم" وكذا 2300 مؤلف لتوقيع مؤلفاتهم و500 ندوة ومناقشات ولقاءات بين الكتاب الكبار وقراءات ومركز جديد للحقوق. ويخصص للكتاب الإلكتروني والتكنولوجيات الجديدة في مجال القراءة فضاء خاص يعرض الدعامات الجديدة وآخر ما أنجز في المجال الرقمي وأزيد من 20 ندوة في هذا الموضوع. كما خصص فضاء لخمسينية الاستقلالات الإفريقية الذي تشرف عليه ثقافات فرنسا ويقدم برنامجا استثنائيا للنقاشات والقراءات وتوقيعات للكتب واللقاءات مع 50 كاتبا وفنانا إفريقيا. كما أن كل مناقشة سيحضرها بلد افريقي يحتفل بخمسينية الاستقلال باعتباره ضيف شرف. ومن بين اللحظات القوية لهذا المعرض،تخصيص أمسية لهايتي يوم الثلاثاء المقبل بإطلاق المجموعة الجديدة "ثقافات الجنوب" التي سيكون عنوانها الأول "هايتي،رحلة أدبية" والتي ستخصص إيرادات مبيعاتها لمنظمة غير حكومية هايتية.