أكد بنسالم حميش، وزير الثقافة، أن المشاركة المغربية في معرض الكتاب بباريس، الذي تحتضنه العاصمة الفرنسية من 26 مارس إلى غاية 31 منه، لها إسهام حقيقي في الجهود الرامية للتعريف بالإنتاج الوطني للكتب على الصعيد الدولي. وقال حميش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الافتتاح الرسمي للمعرض، الذي افتتح بحضور مصطفى الساهل، سفير المغرب بفرنسا، إن الرواق المغربي يوجد في "موقع جيد"، على مساحة 60 مترا مربعا، ويضم 300 عنوان، أغلبها من الإصدارات الجديدة (2009( ، وتشرف عليه وزارة الثقافة بتعاون مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومجلس الجالية المغربية بالخارج بمشاركة11 ناشرا مغربيا. وأكد حميش أهمية الحضور القوي لدور النشر المغربية في مختلف معارض الكتاب على المستوى الدولي، سواء في المغرب أو في الخارج، مشددا على دعم وزارة الثقافة لهذه المشاركة. وقال وزير الثقافة "ندعم بالخصوص نشر الكتب الأولى، والأعمال الكاملة للمؤلفين، الذين فقدناهم، مع الحرص على أن يكونوا حاضرين في مختلف معارض الكتاب". وذكر من بين المواعيد التي يحضرها الناشرون بالضرورة، المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، الذي عرفت دورته ال16، المنعقدة ما بين 12 و22 فبراير الماضي، نجاحا كبيرا بحضور نصف مليون زائر، ويتوقع أن تصل إلى مليون زائر السنة المقبلة. وأشار بنسالم حميش إلى أن هذه الدورة عرفت "تغيرا نوعيا على مستوى التنظيم واللوجستيك والعرض، ب 370 عارضا و40 بلدا ممثلا". وفي السياق نفسه، اعتبر عبد القادر الرتناني، رئيس الجمعية المغربية لمهنيي الكتاب، أن نشر الكتب في المغرب يعرف "نموا مطردا"، بفضل معارض، مثل المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، ومعرض الكتاب بباريس، الذي "ينبغي لنا أن نكون حاضرين فيه". وبالنسبة له، فإن أزيد من ألفي كتاب يصدر سنويا في المغرب باللغات الثلاث: العربية، والفرنسية، والأمازيغية، بمعدل نمو سنوي يقدر ب 10 في المائة في المتوسط، مشيرا إلى أن "هذا المعدل أعلى من الذي سجل بفرنسا (5 ر2 في المائة( لأننا انطلقنا من الصفر". وأكد عدد من الناشرين لوكالة المغرب العربي للأنباء على رهان مشاركتهم في هذا النوع من المعارض، ذات الإشعاع الدولي، الذي سيقدم لهم فائدة مزدوجة وهي "تشجيع إنتاج الكتاب المغربي، وربط علاقات جديدة مع مؤلفين مغاربة وأجانب". وقالوا إنهم متفائلون بخصوص مستقبل النشر في المغرب، رغم أنه ما تزال هناك العديد من التحديات، التي يجب رفعها، ولاسيما على مستوى الترويج والتوزيع والقراءة. جرى اختيار الكتب المعروضة في الرواق المغربي بعناية لتلبية جميع الأذواق، إذ تعرض الروايات، والمقالات، والكتب الجميلة، ودواوين الشعر، وكذا كتب الأطفال. وقالت نادية السالمي، صاحبة "دار يوماد للنشر"، المخصصة لنشر كتاب الطفل بالمغرب، إن إنتاج كتب الأطفال التي تقدر ب 80 كتابا في السنة، يشكل مجالا صعبا يثير اهتمام قليل من الناشرين في المغرب لكونه "غير مربح". وتفسر خيارها باستعجالية تدوين الموروث الثقافي المغربي الشفوي المتداول بالخصوص في الحكايات الشعبية، والمهدد بالزوال بوفاة الأسلاف، داعية إلى إدماج هذا النوع من الأعمال في المناهج الدراسية. وتتميز الدورة الثلاثون من معرض الكتاب بباريس، الذي يقام بفضاء المعارض بقصر فرساي، على جناح يمتد على مساحة ألف متر مربع، بمشاركة 25 بلدا. وتخليدا لذكراه الثلاثين، يقترح معرض الكتاب بباريس دورة استثنائية، إذ يحضر 90 ناشرا ضيوف شرف للاحتفال بالكتاب، حول موضوع "أن تحكي العالم"، وكذا 2300 مؤلف لتوقيع مؤلفاتهم، و500 ندوة، ومناقشات، ولقاءات بين الكتاب. ويخصص للكتاب الإلكتروني والتكنولوجيات الجديدة في مجال القراءة فضاء خاص، يعرض الدعامات الجديدة وآخر ما أنجز في المجال الرقمي، وأزيد من 20 ندوة في هذا الموضوع، كما خصص فضاء لخمسينية الاستقلالات الإفريقية، الذي تشرف عليه ثقافات فرنسا، ويقدم برنامجا استثنائيا للنقاشات، والقراءات، وتوقيعات للكتب واللقاءات مع 50 كاتبا وفنانا إفريقيا. ومن بين اللحظات القوية لهذا المعرض، تخصيص أمسية لهايتي بإطلاق المجموعة الجديدة "ثقافات الجنوب"، التي سيكون عنوانها الأول "هايتي، رحلة أدبية"، والتي ستخصص إيرادات مبيعاتها لمنظمة غير حكومية هايتية.