أكد وزير الثقافة بنسالم حميش، أنه يضع قضية القراءة على جدول أولوياتيه بالنظر لوجود "أزمة حقيقية" في علاقة الناشئة بالكتاب. "" وقال حميش، في حديث أجرته معه أسبوعية "أخبار الأدب" المصرية، بمناسبة تعيينه وزيرا للثقافة، ونشرته في عددها الأخير، إنه بالرغم من أن الوسائط الجديدة قد تكون مطلوبة وفاعلة، إلا أنها " تظل مجرد فرع لا يجب أن يطغى على الأصل، والأصل الذي انبنت عليه كل الحضارات هو الكتاب المطبوع"، مشددا على ضرورة جعل القراءة سلوكا يوميا. وعن الخدمة الأكثر استعجالا التي يتعين اسداؤها للثقافة المغربية، قال السيد حميش، "سأحاول إعادة الاعتبار إلى الشأن الثقافي"، مؤكدا أن الثقافة هي التي تعطي "فسحة الإقامة على الأرض بين الحياة والموت، معناها"، مشيرا إلى أن هناك "حالة من الكسل الثقافي أو لنقل إن الفضول الثقافي لم يكن على الدرجة من الحرارة التي شهدها ذات يوم". وأضاف أن الثقافة هي أيضا قيمة مضافة واستثمار في التنمية البشرية جنبا إلى جنب مع التعليم والصحة. وأكد وزير الثقافة أنه يعتزم، لتحقيق هذا الهدف، استثمار علاقة القطاع مع "الوزارات المتماسة معه في هذه التنمية" من أجل إنجاز المشاركة المطلوبة على المستوى الداخلي. وعلى المستوى الخارجي، أكد بنسالم حميش على ضرورة توسيع العلاقات المنتجة على الصعيد المغاربي ومع المشرق العربي، ومنه على الخصوص المحور المصري الشامي، بما يخدم الثقافة المغربية والعربية. وقال " إن الغيرة على الثقافة الوطنية تفترض عدم تركها مغلقة ومتقوقعة سواء في حدود الوطن أو في حدود الوطن العربي"، داعيا إلى العمل في إطار "منظومة شراكات منتقاة ومختارة ". وعن طبيعة هذه الشراكات، قال حميش إنها تتمثل في " اللقاءات التي يمكن من خلالها توحيد خياراتنا الثقافية"، مشددا على ضرورة وجود "حدود دنيا" من التعاون في مجال الإنتاج الثقافي، خاصة وأن العالم العربي يتمتع ب" قاعدة اللغة الواحدة، وهي لغة فاعلة، هي الرابعة في ترتيب لغات الأممالمتحدة " الأمر الذي يعتبر مشجعا. ومن جهة أخرى دافع بنسالم حميش بقوة عن اللغة العربية رافضا الدعوات إلى " اللهجات العامية" والتي رأى فيها " دعوات مغرضة وغير راسخة أيضا".