أكد الروائي والمفكر المغربي، وزير الثقافة بنسالم حميش، مساء الثلاثاء بالقاهرة، عند تسلمه جائزة نجيب محفوظ للكاتب العربي التي يمنحها اتحاد كتاب مصر، أن تتوجيه في أرض الكنانة تنويه بالأدب المغربي الذي أصبح يثبت وجوده داخل المغرب وخارجه. وقال الأديب المغربي، في تصريح صحفي على هامش حفل تسليم الجائزة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالعاصمة المصرية، «أعتبر هذا التكريم تقديرا وتنويها بالأدب المغربي الذي سار يثبت وجوده داخل الوطن وخارجه ». وأضاف « ما يزيد من سروري بالجائزة هو أنني أحصل في مصر على جائزة ثانية تحمل اسم نجيب محفوظ» في إشارة إلى جائزة نجيب محفوظ التي منحته إياها الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن روايته «العلامة» سنة 2002. وردا على سؤال حول ما إذا كان الأدب المغربي معروفا بما يكفي في مصر قال: «الأدب المغربي معروف ولكن ليس بالشكل الذي نتمناه». مشيرا إلى أن السبب يرجع بالخصوص إلى محدودية توزيع هذا الكتاب الذي يظل محصورا في المغرب بل وفي مدنه الكبرى فقط . ويرى وزير الثقافة أن انتشار الكتاب المغربي رهين ب « النشر المشترك» بين دور النشر المغربية ( شريطة أن تكون وازنة ) ونظيرتها في بلاد الكنانة وباقي البلدان العربية. مضيفا أن الشراكة تظل هي الكلمة المفتاح في الثقافة أيضا كما هو الشأن في الاقتصاد والمال. وعبر وزير الثقافة المغربي عن أمله في أن تتوطد العلاقات الثقافية المغربية مع كل البلدان العربية ومصر على الخصوص باعتبارها « القطب اللاحم بين المشرق العربي ومغربه » لكونها جزء من إفريقيا الشمالية، مشيرا إلى أن تعزيز العلاقات الثنائية ستكون له انعكاسات إيجابية على البلدين معا . واعتبر بنسالم حميش أنه يمكن ل «الثنائي» المغرب / مصر بالنظر لعاملي الريادة والتأسيس، أن يشكل قاطرة للتعاون العربي، معبرا عن أمله في أن تنشأ سوق إقليمية لترويج الثقافة عبر الكتاب والوسائط الأخرى. وعبر الأديب المتوج عن اعتقاده بأنه يمكن، في انتظار أن تنضج حلول للمشاكل السياسية العربية، أن يتم الشروع في وضع لبنات سوق ثقافية. وعن ما إذا كان « الروائي » قد انتصر على الشاعر والمفكر في بنسالم حميش، بالنظر للجوائز التي حاز عليها، قال الأديب المغربي « أنا لست في حرب مع نفسي، أتقدم ككيان شخص مركب طبعا ولكن فيه نوع من الانسجام» قبل أن يضيف مخاطبا المبدعين « إذا بحثتم عن الجوائز فلن تحصلوا عليها وإذا لم تسعوا لها فقد تأتيكم». وقد صدرت لبنسالم حميش عدة روايات من بينها « مجنون الحكم » و« العلامة » و«هذا الاندلسي» و «محن الفتى زين شامة». كما صدرت له عدة دواوين منها «كناش ايش تقول» و«ثورة الشتاء والصيف»، و«أبيات سكنتها.. وأخرى» و «ديوان الانتفاض». وللمفكر المغربي عدة أبحاث ودراسات تناولت بالخصوص «التشكيلات الإديولوجية في الإسلام» و «الخلدونية في ضوء فلسفة التاريخ» و«الاستشراق في أفق مسدود» و« الفرنكفونية ومأساة أدبنا الفرنسي» و« نقد ثقافة الحجر وبداوة الفكر». يذكر أن الكاتب بنسالم حميش الذي عين مؤخرا وزيرا للثقافة، متخصص أصلا في الفلسفة وعلم الاجتماع حيث حصل على الإجازة في هذا التخصص من كلية الآداب بالرباط سنة 1970، ثم دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة سنة 1974 من جامعة باريس، قبل أن يعد أطروحة دكتوراه الدولة عن فلسفة التاريخ عند ابن خلدون، والتي ناقشها في باريس عام 1983.