تسلم الأديب المغربي بنسالم حميش، مساء الثلاثاء، بالقاهرة جائزة «نجيب محفوظ للكاتب العربي»، التي يمنحها اتحاد كتاب مصر سنويا لكاتب عربي من خارج مصر تقديرا لمجمل أعماله الإبداعية والفكرية. وتم تسليم الجائزة للأديب والمفكر المغربي خلال حفل حضرته ثلة من الأدباء والمفكرين المصريين والعرب وذلك بمناسبة افتتاح المؤتمر السنوي لاتحاد كتاب مصر، المنظم هذه السنة تحت شعار «القدس وثقافة المقاومة ». وقد سبق أن فاز بهذه الجائزة، التي تعد من أهم الجوائز التي يمنحها اتحاد كتاب مصر، كل من الأديب السوري حنا مينه والشاعر الفلسطيني سميح القاسم والشاعر السوداني محمد الفيتوري. وعبر الروائي والشاعر المغربي في كلمة بالمناسبة عن اعتزازه بتسلم الجائزة، التي تكتسي قيمة اعتبارية كبيرة، من اتحاد كتاب مصر « الساهر المؤتمن على الابداع العربي » والحريص على « استنهاض همم المبدعين في المشرق والمغرب». كما عبر الأديب المغربي عن اعتزازه بتسلم الجائزة في قلعة صلاح الدين الأيوبي، التي احتضنت الحفل، باعتبارها رمزا يؤكد على أن « الأمة العربية لم تكن أبدا أمة مستعبدة، ولن تكون كذلك في حاضرنا ومستقبلنا ». وعبر المفكر المغربي، وهو يتسلم الجائزة في افتتاح المؤتمر، الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام احتفالا بالقدس عاصمة للثقافة العربية، عن أمله في قيام اتحاد عربي على غرار تجربة الاتحاد الأوروبي، متمنيا أن يتمكن العرب من «اختزال المراحل وتلطيف آلام الولادة ». وفي تقديمه لحيثيات منح الجائزة لبنسالم حميش قال محمد السيد عيد، رئيس لجنة التحكيم أن اختيار الكاتب المغربي جاء من منطلق كونه متعدد المواهب من شعر وقصة ورواية ومقالة ودراسات فلسفية وتاريخية، مذكرا بأن « شلال الإبداع » لدى حميش انطلق مع أول ديوان شعري أصدره تحت عنوان «كناش إيش تقول » سنة 1977 لتتولى إصداراته في حقول متنوعة والتي ناهز عددها 25 كتابا باللغتين العربية والفرنسية. وما يميز الكاتب بنسالم حميش، يضيف رئيس لجنة التحكيم، هو قدرته على أن يضع « فلسفته الدسمة » في قالب فني جذاب وقدرته على أن لا يقع في « التبعية الفنية » لشخصيات رواياته التاريخية، مستشهدا في هذا السياق بالمسافة الفنية واللغوية التي ظل عليها حميش وهو يتناول ابن خلدون في رواية « العلامة». وأشار رئيس لجنة التحكيم أيضا إلى أن بنسالم حميش لم يكن يتحدث في رواياته المستلهمة من التاريخ عن الماضي بل عن الحاضر « فالماضي في أعمال بنسالم حميش مجرد قناع »، مضيفا أن الكاتب المغربي لم يبق سجينا لهذا النوع من الرواية بل كتب أيضا عن العالم المعاصر وهو ما تجسد في روايته «محن الفتى زين شامة». ورصد محمد السيد عيد الأفكار الكبرى التي ظلت تستأثر باهتمام الكاتب المتوج ولخصها في الأديولوجيا والدكتاتورية وعلاقة اللغة بالانتماء والوضع الحالي في العالم العربي والبداوة في الفكر المعاصر والانكباب على التاريخ. أما محمد سلما وي رئيس اتحاد كتاب مصر فأكد، وهو يقدم الأديب المغربي، على أن لجنة التحكيم اختارت هذه السنة منح الجائزة التي تحمل اسم رمز الأدب العربي نجيب محفوظ ل « روائي وشاعر مغربي كبير» باعتباره صاحب « إنجاز رفيع أثرى الثقافة والأدب» العربيين. وكانت الجامعة الأمريكية بالقاهرة قد منحت بنسالم حميش سنة 2002 جائزة نجيب محفوظ عن رواية «العلامة». كما حصل سنة 1990 على جائزة مجلة «الناقد» التي كانت تصدرمن لندن، عن روايته «مجنون الحكم» التي ترجمت إلى عدة لغات أجنبية، وكذا على جائزة « الأطلس » للترجمة. وتم خلال هذا الحفل، الذي حضره وزراء وديبلوماسيون، من بينهم سفير المغرب بمصر، وعدد من رؤساء اتحادات الكتاب في البلدان العربية، أيضا تسليم جائزة القدس التي قرر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب منحها للمفكر الراحل عبد الوهاب المسيري وكذا جائزة رجاء النقاش للنقد لمحمد عبد المطلب أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة عين شمس.