تسلم بنسالم حميش، الثلاثاء الماضي، جائزة نجيب محفوظ الأدبية لعام 2009. البالغ قيمتها 10 آلاف دولار في إطار مراسيم رسمية بمناسبة المؤتمر السنوي لاتحاد كتاب مصر الذي يعقد هذا العام تحت عنوان «القدس وثقافة المقاومة»، وذلك بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، حيث أقيمت بهذه المناسبة احتفالية في مقر الإتحاد بقلعة صلاح الدين على مدى ثلاثة أيام، شارك فيها عدد كبير من الكتاب والباحثين والشعراء العرب، ممثلين عن اتحادات وروابط وأسر وجمعيات الكتاب العرب. وخلال الافتتاح تسلمت أسرة المفكر المصري الراحل عبد الوهاب المسيري درع (جائزة القدس)، وتسلم المصري محمد عبد المطلب (جائزة رجاء النقاش للنقد) وقيمتها عشرة آلاف جنيه مصري (نحو 1812 دولارا) وتمنحها أسرة الناقد المصري الراحل رجاء النقاش بالتعاون مع دار الشروق. ويأتي فوز حميش بهذه الجائزة تقديرا ًلما قدمه من مجهودات في مجال الإبداع الشعري والروائي والبحثي والفلسفة والتاريخ»، ففي تقديمه لحيثيات منح الجائزة لبنسالم حميش، قال محمد السيد عيد رئيس لجنة التحكيم إن اختيار الكاتب المغربي جاء من منطلق كونه متعدد المواهب بين شعر وقصة ورواية ومقالة ودراسات فلسفية وتاريخية، مذكرا بأن «شلال الإبداع» لدى حميش انطلق مع أول ديوان شعري أصدره تحت عنوان «كناش إيش تقول» سنة 1977 لتتوالى إصداراته في حقول متنوعة والتي ناهز عددها 25 كتابا باللغتين العربية والفرنسية. ويذكر أن حميش اهتم بكتابة الشعر ذي المنحى الفلسفي التأملي وأصدر دواوين عدة منها «ثورة الشتاء والصيف» و«أبيات سكنتها... وأخرى». ثم انتقل إلى كتابة الرواية وفازت روايته الأولى «مجنون الحكم» بجائزة مجلة «الناقد» التي كان يصدرها الكاتب رياض نجيب الريس، لتتوالى بعد ذلك روايات له مثل: «سماسرة السراب» و«محن الفتى زين شامة» و«العلامة» التي دارت حول ابن خلدون، وهي الرواية التي فاز بها عام 2002 «بجائزة نجيب محفوظ» للرواية التي تمنحها الجامعة الأمريكية في القاهرة. وله أيضاً: «زهرة الجاهلية» و«هذا الأندلسي» وكتب أخرى نظرية، فلسفية وفكرية، مثل «في نقد الحاجة إلى ماركس» (1984) أو «الاستشراق في أفق انسداده» (1991). وقدَّم أطروحة كتابه «التشكلات الإيديولوجية في الإسلام: الاجتهاد والتاريخ» (1988) تحت إشراف المستشرق الفرنسي الراحل مكسيم رودنسون. وسبق لحميش أن نال جوائز منها: جائزة الأطلس الكبير التي تمنحها السفارة الفرنسية في المغرب (2000)، وجائزة الشارقة - اليونسكو (2003). وعبر الروائي والشاعر المغربي في كلمة بالمناسبة عن اعتزازه بتسلم الجائزة، التي تكتسي قيمة اعتبارية كبيرة، من اتحاد كتاب مصر «الساهر المؤتمن على الإبداع العربي» والحريص على «استنهاض همم المبدعين في المشرق والمغرب»، مضيفا أن تسلمه الجائزة في قلعة صلاح الدين الأيوبي التي احتضنت الحفل باعتبارها رمزا، يؤكد على أن «الأمة العربية لم تكن أبدا أمة (مستعبدة) ولن تكون كذلك في حاضرنا ومستقبلنا». وأعرب المفكر المغربي، وهو يتسلم الجائزة في افتتاح المؤتمر، عن أمله في قيام اتحاد عربي على غرار تجربة الاتحاد الأوربي، متمنيا أن يتمكن العرب من «اختزال المراحل وتلطيف آلام الولادة». وأكد محمد سلماوي، رئيس اتحاد كتاب مصر، وهو يقدم الأديب المغربي، على أن لجنة التحكيم اختارت هذه السنة منح الجائزة التي تحمل اسم رمز الأدب العربي نجيب محفوظ ل«روائي وشاعر مغربي كبير» باعتباره صاحب «إنجاز رفيع أثرى الثقافة والأدب العربيين». يشار إلى أن جائزة «نجيب محفوظ» التي تعد من أهم الجوائز التي يمنحها اتحاد كتاب مصر، سبق أن فاز بها كل من الأديب السوري حنا مينه والشاعر الفلسطيني سميح القاسم والشاعر السوداني محمد الفيتوري.