سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الافتتاح الرسمي للمعرض الدولي للنشر والكتاب تحت شعار"العلم بالقراءة أعز ما يطلب" الاحتفال بمغاربة العالم.. ودومنيك دوفيلبان في أول محاضرة عن الثقافة والحياة
شهد، أمس الخميس، الافتتاح الرسمي للمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته ال16، والذي تحتضنه مدينة الدارالبيضاء في الفترة من 12 إلى 21 من الشهر الجاري بمشاركة 720 عارضا يمثلون 38 بلدا عربيا وإفريقيا وأوروبيا وأسيويا وأمريكيا. وتتميز هذه الدورة، التي تقام تحت رعاية الملك محمد السادس وتنظم تحت شعار: «العلم بالقراءة أعز ما يطلب»، بتكريم مغاربة العالم الذين برهنوا في بلدان المهجر على إبداعهم وكفاءاتهم في مختلف الإنتاج الفكري والثقافي والعلمي والفني وبالاحتفاء بالشباب والأطفال عبر تنظيم مسابقة للحفظ والاستظهار، ويفتح المعرض أبوابه للعموم يومه الجمعة. وسيفتتح المعرض، الذي يقام على مساحة إجمالية تبلغ 25 ألف متر مربع، أي بزيادة 25 في المائة مقارنة بالسنوات السابقة، بإلقاء رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومنيك دوفيلبان محاضرة حول موضوع: «الثقافة من أجل الحياة في العالم اليوم». وسيتضمن البرنامج العام للمعرض عقد 110 لقاءات ثقافية وأدبية وفكرية وتقديم مجموعة من المؤلفات لكتاب مغاربة وعرب وأجانب من أجل التعريف بها، وإحياء ست سهرات مسرحية وموسيقية، وتنظيم عروض في فن الحكاية والرواية الشفهية موجهة إلى الأطفال. كما ستنظم ندوات تتمحور حول «الإسلام السياسي ومأسسة الديمقراطية» و«تحالف الحضارات بين الواقع والمثال» و«قراءة في تحولات مغرب اليوم» و«التحولات الأدبية في العصر الرقمي» و«دعم الأغنية المغربية» و«الرواية المغربية» و«تجارب نقدية من المغرب»، بالإضافة إلى «الاقتباس بين الروائي والسينمائي» و«الترجمة وسؤال الأصل» و«القصة العربية من خلال نماذج يوسف إدريس وزكريا تامر وعبد المجيد بن جلون» و«الفلسفة اليوم بين الحاجة إليها وصعوبة الفعل والتأثير» و«السينما المغربية إلى أين» و«الهجرة في الأدب الأمازيغي» و«الترجمة كفعل ثقافي تواصلي» و«الهجرة في تاريخ المغرب». وتسعى وزارة الثقافة إلى جعل هذه الدورة، بتنسيق مع مكتب معارض الدارالبيضاء، نقلة نوعية، حيث عرف المعرض تحولات كبيرة في مساره، إذ أصبح ينظم سنويا بعدما كان ينظم مرة كل سنتين، وأضحى قبلة للعديد من الناشرين، الذين أصبحوا يحرصون على المشاركة بشكل مباشر في المعرض، للتعرف على القراء المغاربة واستقطاب الكتاب المغاربة، الذين أصبح النشر بالنسبة إليهم في المشرق أسهل من المغرب. وفي انتظار أن تسند مهمة الإشراف على تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، وتجهيزه إلى شركات متخصصة مثل المعارض التقنية، كما سبق وصرح وزير الثقافة بنسالم حميش، تظل مديرية الكتاب هي المشرفة على تنظيم المعرض، الذي يطمح إلى تجاوز مرحلة الارتجال والفوضى، والإسهام في التعريف بالكتاب والكتاب المغاربة. وبخصوص جائزة المغرب للكتاب، التي تسلم في افتتاح المعرض، سبق وصرح منصور عكراش، رئيس قسم تعميم الكتاب، ل"المغربية"، بأن الأعمال المقدمة للحصول على جائزة المغرب للكتاب برسم سنة 2009، بلغت 113 كتابا، موزعا على الشكل التالي: العلوم الإنسانية (31 كتابا)، والدراسات الأدبية (29 كتابا)، والسرود والمحكيات (26 كتابا)، وصنف الشعر (17 مجموعة شعرية)، وصنف الترجمة (10 كتب). وأشار إلى أن أعضاء اللجان الخمس المكونة من 25 عضوا، سيكون لهم اجتماع قريب مع وزير الثقافة لتسلم لهم الأعمال المرشحة للنظر فيها. وسيعرض رواق الجالية المغربية، الذي سيقام على مساحة تقدر ب270 مترا مربعا، حوالي عشرين ترجمة لمؤلفات ومنشورات فريدة، إضافة إلى حوالي 1000 كتاب، مما يجعل من هذا الرواق أكبر مكتبة حول الهجرة تم تشكيلها بالمغرب. وتهدف هذه الترجمات إلى التعريف بأعمال المبدعين المغاربة المهاجرين، حيث سيتم على الخصوص تقديم مؤلفات ومنشورات لكل من محمد لفتح وماحي بينبين وسليم جاي وعبد الرحمان بكار، وزكية داود طه وجمال بلحرش. وستخصص للدورة ال16 للمعرض الدولي للكتاب والنشر ترجمات تشمل على الخصوص مجموعة للأديب والشاعر عبد اللطيف اللعبي وفؤاد العروي. كما يشمل برنامج الدورة حوالي 30 مائدة مستديرة، تتوزع على شكل منتديات ينشطها أدباء مغاربة مهاجرون، ومنتدى أدبي يناقش القضايا المتعلقة بالهجرة، وخاصة الكتابة النسائية والكتابات المغاربية في المهجر والكتابة باللغة الأم ولغات الهجرة. كما تتوزع هذه الموائد المستديرة على شكل حلقات للنقاش حول مواضيع تهم على الخصوص تاريخ الهجرة وكذا بصماتها في مجال الفنون التشكيلية والهندسة المعمارية للمساجد في أوروبا، وكذا تكريم عبد المالك الصياد، رائد البحث السوسيولوجي في مجال الهجرة المغاربية بأوروبا. ويستضيف هذا الرواق حوالي مائة من الكتاب والفنانين المغاربة من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى شخصيات دولية من عالم السياسة والثقافة والفن. وفي إطار الأنشطة الفنية والثقافية للمعرض، سيتم، بتعاون مع وزارة الثقافة، تقديم عروض فنية لعدد من الفرق الموسيقية المغربية من الداخل أو من بلدان المهجر، فضلا عن برمجة عرض أشرطة سينمائية بالرباط، لمخرجين مغاربة مقيمين بالمهجر، وذلك بشراكة مع المركز السينمائي المغربي.