وأوضحت وزيرة الثقافة السيدة ثريا جبران اقريتيف, خلال ندوة صحافية اليوم الثلاثاء بالرباط, حول هذه الدورة التي سيكون السينغال ضيف شرفها , أن الانفتاح على هذا البلد الإفريقي ومن خلاله على بلدان جنوب الصحراء يشكل استحضارا لجانب من جذور الثقافة المغربية ولبعد من أبعادها التكوينية. وقالت الوزيرة "إننا نعتز بهذا الانفتاح ونفخر بما يجمعنا معا من مرجعيات التاريخ والجغرافيا والحضارة والثقافة, وما نقتسمه معا من قيم الأخوة والصداقة والمحبة والجوار الروحي والرمزي, وما يجمع بالخصوص قائدي البلدين" صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس السينغالي عبد الله واد "من تقارب وتفاهم وتبصر وحكمة وبعد نظر بخصوص القضايا والاهتمامات المشتركة". وأشارت إلى أن شعار هذه الدورة "في مملكة الكتاب", والتي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس , يعطي "إشارة قوية عن مغرب الكتاب والمخطوط والمنشور, وعن مغرب الحريات الفكرية والإبداعية, ولكن أيضا عن مملكة كرمت الكتاب والكتاب عبر تاريخها". وتتميز هذه الدورة ببرنامج ثقافي غني ومتنوع يشمل 117 لقاء يتوزع بين محاضرات وندوات وقراءات شعرية وتقديم مجموعات كاملة لإبداعات كتاب مغاربة من منشورات وزارة الثقافة. وستستضيف هذه اللقاءات 298 مفكرا وكاتبا من بينهم 199 مغربيا و99 من المشاركين العرب والأجانب منهم الشاعر أحمد فؤاد نجم والكاتب الفرنسي الأفغاني الأصل الحاصل على جائزة الغونكور سنة 2008 عتيق رحيمي. كما سيتم في هذا الإطار تنظيم لقاءات تكريمية لعدد من الأسماء الثقافية المغربية والعربية البارزة ومن بينها عبد الكبير الخطيبي وعبد الفتاح كليطو والشاعر العراقي سعدي يوسف. وستكون هذه الدورة مناسبة لاستحضار أعمال مجموعة من الكتاب والشعراء المغاربة والعرب الذين رحلوا هذه السنة ومن بينهم الشاعر الفلسطيني محمود درويش والزجال المغربي حسن المفتي والكاتب حسن لفتاح والروائي سهيل إدريس. كما خصص المنظمون مساحة مهمة للأطفال من خلال ورشات حول الأشرطة المرسومة وصناعة الكتاب والدمى المتحركة والمسرح والمعلوميات والقصة المصورة والفن التشكيلي والقراءة إضافة إلى مسرح الحكي الذي يستضيف فنانين من السينغال وفرنسا والمغرب. وبالموازاة مع البرنامج الثقافي للدورة سطر المنظمون برنامجا فنيا من خلال احتفاليات موسيقية غنائية في الموسيقى العصرية وطرب الملحون والأندلسي والموسيقى الصحراوية والموسيقى الشبابية والشعبية وعرض "أصوات السبعينيات" حول الظاهرة الغيوانية بالمغرب. ويهدف هذا البرنامج الفني الموازي, كما أوضحت وزيرة الثقافة, إلى المساهمة في جعل الكتاب شأنا جماهيريا وليس مجرد اهتمام نخبوي.