لم تحضر وزيرة الثقافة ثريا جبران اقريتيف إلى الندوة الصحافية في فندق شيراتون بالبيضاء لتقديم برنامج المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدارالبيضاء في دورته 14 المنعقدة ما بين 8 و17 فبراير القادم، وناب عنها رشيد جبوج، المندوب العام للمعرض، وبحسب بعض مصادر فإن الوزيرة فضلت الذهاب إلى افتتاح ندوة اليونسكو في الرباط، بينما تغيب الناشرون المغاربة عن الندوة الصحافية، في الوقت الذي كانوا يحضرون فيه على سبيل التعزيز. أكد رشيد جبوج، المندوب العام للمعرض الدولي للنشر والكتاب، أن الدورة 14 تدشن مرور 21 سنة عن أول دورة لمعرض الكتاب، وهي فترة زمنية راكم فيها معرض الدارالبيضاء الشيء الكثير على المستوى التنظيمي والبرنامج الثقافي والفعاليات المصاحبة. وأشار إلى أن هذه الدورة ستشهد نقلة نوعية على المستويين التنظيمي والفكري، وسيستضيف المعرض أكثر من 200 من الكتاب والمفكرين المغاربة والعرب والأوروبيين، وعلى رأسهم كتاب فرنسا التي ستكون ضيف شرف المعرض هذه السنة. كما ستحضر حنان عشراوي وعزمي بشارة وروجي عساف ونضال الأشقر للمشاركة في الفعاليات الفكرية والثقافية. وعدا ذلك فإن تكلفة الدورة الجديدة من المعرض قد بلغت 8 ملايين درهم، أي بزيادة 100% عن الدورة السابقة، ورد جبوج هذا الرفع للتكلفة المالية للمعرض إلى كثافة البرنامج الثقافي وانفتاح المعرض على فضاءات الدارالبيضاء الخارجية، واستضافته لعروض مسرحية وفنية مغربية. وقال جبوج إنه منذ أربع سنوات تحول المعرض الدولي للكتاب في الدارالبيضاء إلى موعد سنوي، بعد أن كان ينظم مرة كل سنتين، ولقد تم اتخاذ قرار تحويله إلى موعد سنوي بناء على رغبات الناشرين العرب والأجانب، الذين يرون في المغرب سوقا رائجة للكتاب، كما أن مطالبة الناشرين المغاربة بالتحول إلى موعد سنوي وازاه على المستوى العام نمو في حركة النشر المغربية. وأضاف جبوج أن المعرض يتحول بين كل دورة وأخرى إلى ملتقى مهني للكتاب مثله مثل المعارض العربية الكبيرة، والأجنبية، «وطموحنا أن نواصل الرفع من الحضور المشرف للمعرض، واستثمار السمعة الطيبة التي يحظى بها في أوساط النشر العربي». وأشار إلى أن استضافة فرنسا كضيف قد تمت لعدة أسباب، منها على وجه التحديد الحضور الكبير للفضاء الفرانكفوني في المغرب، وهو حضور يحتل فيه الكتاب الفرنسي أو المنشورات باللغة الفرنسية مكانة كبيرة، زيادة على الروابط التاريخية التي تربط فرنسا بالمغرب. ومن المنتظر أن تشارك دور النشر الفرنسية العريقة التي أبدت موافقتها سواء عبر الحضور المباشر، أو عبر المكتب الدولي للناشرين الفرنسيين أو عبر دور النشر المغربية التي تمثلها في المغرب. وسيشارك أكثر من 70 ناشرا عبر المكتب الدولي، وهي مجموعة هامة تضم أهم دور النشر الفرنسية، كما سيشارك أكثر من 90 ناشرا فرنسيا عبر موزعين مغاربة، ويمكن أن أذكر في هذا الباب مشاركة دور نشر من قبيل غاليمار وسوي وفلاماريون وغيرها من دور النشر العريقة. ويبلغ إجمالي دور النشر الفرنسية المشاركة في المعرض أكثر من 200 دار نشر. وذهب جبوج إلى أن أكثر من 80 جلسة فكرية وأدبية ستكون حصيلة البرنامج الثقافي والفكري موزعة على عدة محاور سيشارك فيها كتاب فرنسيون وعرب ومغاربة وأفارقة، وتخصص ندوات كبرى في فضاءات المعرض الداخلية أو الخارجية للكثير من القضايا الراهنة، كما سيحضر كتاب ومفكرون فرنسيون لتنشيط هذه الندوات، من أمثال إريك رينار وإريك لورون ومارسيل ريفو وجاك نطالي، كما سيكون من ضمن الوفد الفرنسي الكاتب المغربي الطاهر بن جلون، والذي سيكون له لقاء مفتوح مع الجمهور. ومن ضمن المحاور الأساسية في احتفالية فرنسا ضيف شرف، ندوة: كيف يقرأنا الفرنسيون اليوم؟ وندوة المقاربة الجديدة للمشاعر في الأدب، كما يحضر الكاتب الإيطالي أندريوتي أنتونينو الذي سيقدم كتابه «العولمة والنمو» بتنظيم من المركز الثقافي الفرنسي، وهي ندوة سيشارك فيها مفكرون. ومن جهة أخرى، وعلاوة على توجيه الدعوة إلى الكتاب والمفكرين العرب والأجانب الذين بلغ عددهم 84 مدعوا، وجهت اللجنة العلمية للمعرض التي أشرفت على صياغة البرنامج الثقافي الدعوة أيضا إلى أكثر من 150 كاتبا ومبدعا مغربيا، غير أن أهم نشاط ستحتضنه الفعاليات الفكرية هو الندوة الكبرى والتي تحمل عنوان: فلسطين لحظة الوعي العربي ولحظة الوجدان، وسيشارك فيها كل من عزمي بشارة وحنان عشرواي وصبحي حديدي ويحيى يخلف ونضال الأشقر وروجي عساف، ويستضيف المعرض أيضا عددا من الوجوه الثقافية والفكرية العربية من بينهم بول شاوول وشربل داغر وسعدي يوسف وابراهيم الفقيه والطاهر وطار ووسيني الأعرج وميسون صقر وبدر الرفاعي وقاسم حداد وبشير البكر وسيف الرحبي وأحمد الشهاوي وغيرهم، كما يستضيف المعرض ابنة الشاعر أدونيس نينار إسبر والتي ستقدم كتابها المعنون ب»حوارات مع والدي أدونيس». ويشارك في المعرض أكثر من 578 ناشرا من 44 دولة تمثل الجهات الأربع من العالم، على مساحة تقدر بحوالي22 ألف متر مربع. جديد هذه السنة أن المعرض لن يقتصر على فضائه الداخلي، بل سيحاول الخروج من قاعة المعارض إلى الفضاء الخارجي لمدينة الدارالبيضاء من خلال إقامة العديد من الندوات ومن الأنشطة والأمسيات في المركبات الثقافية الموجودة في مختلف مناطق البيضاء، في سعي من المعرض إلى التوجه إلى أكبر عدد من الجمهور وفي عين المكان. كما يخصص المعرض فضاء للطفل بمساحة تقدر ب500 متر مربع تشمل العديد من الأنشطة والأوراش يشرف عليها متخصصون في مجال ثقافة الطفل. وينظم المعرض لأول مرة سهرات فنية لفرق مغربية في الفضاء الخارجي للمعرض. كما سيحتضن المعرض الملتقى المهني للكتاب والذي يشارك فيه مديرو المعارض العربية في أفق ضبط أكثر لأجندة المعارض العربية التي وصل عددها إلى 18 معرضا عربيا للكتاب على مدار السنة، ينظم أغلبها في أوقات متقاربة. وسيتم تكريم الشاعر المغربي الراحل عبد الله راجع، والباحث محمد السلجماسي في مبادرة من المعرض للاحتفاء برموز الثقافة المغربية.