افتتح المعرض الدولي الرابع عشر للنشر والكتاب بالدار البيضاء رسميا الجمعة الماضي الذي تحضره فرنسا كضيف شرف، والمقرر إلى غاية 17 من الشهر الجاري. وعرفت أولى أيام المعرض حضور لافت لوزيرة الثقافة ثريا جبران اقريثيف في مجموعة من الجلسات والندوات، كما أبدى عدد من الناشرين والعارضين المغاربة والأجانب ارتياحهم للمناخ العام للمعرض، وعبر أحدهم بالقول إن المغرب يعد قلعة للحرية، إذ لم تسجل أية حالة منع أو مصادرة في حق أي منهم. ويعزو بعض المتابعين الأمر إلى اتفاق ضمني غير مصرح به بين العارضين وإدارات كل معارض الدول العربية بعدم إدخال كتب قد تثير ضجة أو تتسبب في مصادرتها وبالتالي غضب الإدارة عليهم. وتميز الليلة الأولى بحفل العشاء الذي أقامته وزارة الثقافة على شرف المشاركين بفندق حياة ريجينسي، والذي عرف حضور كبيرا للفنانين المغاربة في ظل غياب الكتاب إلا في شخص عبدالحميد عقار رئيس اتحاد كتاب المغرب، ما طرح السؤال إن كانت قد وجهت لهم الدعوات أم إن غيابهم الجماعي هو احتجاج عن أمر ما خاصة بعد الانتقادات الكبيرة التي وجهت للوزارة بخصوص جائزة المغرب لهذه السنة والتي فجرها الناقد الأدبي وعضو المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب عبدالرحيم العلام. من جانب آخر، عرفت الأيام الأولى للمعرض بعض الارتجال في التنظيم إذ غابت الإذاعة المحلية للمعرض، وخارطة أو دليل يستعين به الزائر للوصول إلى جناح دار يبحث عنها، وعدم احترام التوقيت بالنسبة لمجموعة من العروض المبرمجة في القاعات الثلاث المخصصة لذلك، وغياب الدعاية والتسويق اللازمين سواء للكتاب أو للأنشطة الموازية كما حدث مع السهرة التي كانت مقررة على هامش المعرض السبت الماضي تكريما للزجال علي الحداني رحمه الله، والتي كان من المقرر أن يحييها فنانون مغاربة أمثال عبدالهادي بلخياط وحياة الإدريسي، وأجلت إلى يوم الغد بسبب غياب الجمهور. وتساءل مجموعة من الكتاب والمتتبعين للشأن الثقافي بالمغرب عن السر وراء استدعاء خديجة أسد وسعد الله عزيز من كندا إلى المعرض وإقامتهما بفندق رياض السلام على حساب وزارة الثقافة، علما أنهما يملكان مكان إقامة بالبيضاء، وإن كان للأمر علاقة بالكتاب والنشر، أم هو داخل في سياسة الوزارة بالانفتاح، وعلق النفالي على الأمر قائلا صراحة لا علم لي بالموضوع، لكني متأكد أن سعد الله عزيز كان هنا بالمغرب قبل 10 أيام من انطلاق المعرض قبل أن تلتحق به خديجة أسد بعد ذلك، ولست أدري أين يقيمان؟. وارتباطا بالموضوع ذاته لوحظ حضور زوجات بعض الضيوف من الكتاب العرب الذين وجهت لهم الدعوة للحضور والمشاركة في معرض هذه السنة.