لم يعد «جون لوي سيرفان شرايبر»، اليهودي الديانة، والمالك ل23 في المائة من رأسمال مجموعة «تيل كيل» عبر زوجته اليهودية المغربية «بيرلا شرايبر»، مهتما ببيع حصته في هذه المجموعة، بعد أن "خابت" توقعاته وهو يتلقى عروض الراغبين في شراء هذه الأسهم، وهي العروض التي اعتبرها شرايبر أنها "هزيلة" ولا تتناسب مع قيمة المجموعة، وثقلها داخل المشهد الإعلامي بالمغرب، حسب ما ذكرته بعد المصادر ل "هسبريس". وشكل تراجع شرايبر عن بيع أسهمه، ارتياحا داخل المساهمين في مؤسسة "تيل كيل"، وحتى بين صحافييها الذين كانوا متخوفين من تغيير الخط التحريري للمجموعة في حالة دخول مساهم جديد يفرض بعض القواعد والخطوط الحمراء، على ما ينشر في "تيل كيل"، وشقيقتها باللغة العربية "نيشان". وحسب المعطيات التي حصلت عليها "هسبريس"، فإن مجموعة "تيل كيل" لم تعد تعيش في بحبوحة مالية كما في السابق، رغم أن عائداتها الإشهارية تفوق مليار و700 مليون سنتيم سنويا، وهي بالتالي تحتل المرتبة الثانية بعد مجموعة "إيكوميديا" التي تصدر "الصباح" و"ليكونوميست" والتي تضم أيضا راديو "أطلانتيك" ومجلة الصباح. وتعتبر مجموعة "تيل كيل" قريبة جدا من الملياردير عثمان بنجلون الذي لا يبخل على المجموعة بالصفحات الإشهارية الملونة، و"كرمه" هذا، يراه البعض، أنه ينسجم مع "الشغب" الذي تقوم به المجلة للمحيط الملكي، وهو ما يراه بنجلون حسب المعطيات دائما انتقاما من بعض من يشكلون هذا المحيط الذين ضايقون كثيرا في العديد من مشاريعه الكبرى. لكن هذا "الشغب" أو "الانتقام" كما يراه بنجلون، لا يشمل بعض من يشكلون محيط القصر كمستشار الملك أندري أزولاي، وهو ما عبر عنه رشيد نيني مدير جريدة "المساء" في احد أعمدته بالقول: "لا تجرؤ مجموعة «تيل كيل» منذ صدورها وإلى اليوم على انتقاد مستشار الملك أزولاي ولو بنصف كلمة، مع أنها لا تفوت فرصة لانتقاد الملك وجميع رجاله". وعن محاولة شرايبر بيع أسهمه في مجموعة "تيل كال" بعدما اصبحت المجموعة تعاني من بعض المشاكل المالية، يقول رشيد نيني في نفس العمود: "عندما فهم «شرايبر» أن مشروعه في المغرب أصبح مهددا بالإفلاس، بدأ يبحث عن جهة تشتري منه. لكن الرجل فتح بطنه على مصراعيها، معتقدا أن مجموعته تخيف جهات كثيرة في الدولة إلى درجة أنه اعتقد أن بإمكانه الحصول على أي سعر يطلبه، فسوطه الإعلامي لا يقدر بثمن". ويضيف مدير جريدة "المساء" في عموده "وكم كانت صدمة الرجل كبيرة عندما اكتشف أن عرضه لا يغري أحدا، خصوصا وأن المشاكل المادية التي بدأت تعاني منها المجموعة كفيلة بتهديد مصيرها بدون حاجة إلى اللجوء إلى شرائها، ومن هنا جاء مقال «لوموند» الذي يلمع غلاف مجلتي «مجموعة تيل كيل»، أي أنه يلمع، في الواقع، مجلتي «شرايبر» الذي لديه صداقة قديمة مع مدير "لوموند". [email protected]