سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمال براوي: وظفت في «لافي إكونوميك» رضا بنشمسي وعلي عمار وقمت بتكوينهما وثلثا مدراء الجرائد أنا من كونهم مارست الرقابة على شرايبر ورفضت أن أنشر له مقالا يعطي فيه نصائح للحسن الثاني على شكل تعليمات
صُنفت مجلة «لوجورنال» خلال العشر سنوات الأولى من نشأتها في خانة الصحافة المستقلة، المدافعة عن التوجه الديمقراطي المناهض لكل ما هو مخزني في المغرب. كما لعبت أدوارا مهمة إبان بداية العهد الجديد. ومع صدور كتاب «محمد السادس : سوء الفهم الكبير»، لأحد مؤسسي المجلة، الصحافي علي عمار، تم الكشف عن أسرار ومناطق ظل كان يجتمع فيها مؤسسو المجلة مع رموز دار المخزن ورجالات العهد الجديد. «المساء» تكشف أسرارا تنشر لأول مرة، من خلال سلسلة من الحوارات مع فعاليات ساهمت في تأسيس التجربة، وتعيد تجميع عناصر القصة الكاملة لمجلة اسمها «لوجورنال». إليكم التفاصيل... - هل تأسست الصحافة المستقلة بالمغرب مع تأسيس أسبوعية «لوجورنال»؟ > تاريخ الصحافة المستقلة بالمغرب يجب أن تعاد كتابته بشيء من المصداقية والشفافية. أول جريدة مستقلة في المغرب، إذا استثنينا «الأسبوع الصحفي» لمصطفى العلوي، هي تجربة «ماروك إيبدو»، لمؤسسها محمد السلهامي الذي له تجربة طويلة مع جرائد خارجية، وتجربة «لافي إيكونوميك» هي تجربة فريدة لأن في عمرها 50 سنة وظلت طيلة 40 سنة جريدة الباطرونا.. تنشر أثمنة العقارات وما يروج في البورصة إلى غير ذلك... عندما اشتراها جان لويس سيربان شرايبر حاول أن يصنع منها جريدة مستقلة ومهنية، وفي نفس الوقت كانت قد خلقت أسبوعية اسمها «ليكونوميست». أنا ساهمت في تأسيس هذه الأسبوعية، وفيما بعد ساهمت في تأسيس «لافي إيكونوميك» وأعرف حيثياتهما. المغرب كان آنذاك سيدخل مرحلة الانتقال الديمقراطي، لأن الحسن الثاني فهم، بعد سقوط حائط برلين، أنه لم يعد بإمكانه أن يحكم هذه البلاد كما كان يحكمها فيما قبل، وبالتالي كانت بداية الصحافة المستقلة في المغرب. وفي اعتقادي الشخصي أننا لم نذهب، للأسف الشديد، في الاتجاه الصحيح. - كيف ذلك؟ > لم نذهب في الاتجاه الصحيح كصحافيين نحو بناء مقاولة صحافية تحمل مجموعة من القيم تؤمن بها، سواء منها الديمقراطية أو المساهمة في بناء مجتمع حداثي إلى غير ذلك، وفي نفس الوقت هي مقاولة تجارية والصحافيون الذين يعملون فيها ليسوا زعماء سياسيين. وللأسف، نظرا إلى ظروف سياسية معينة مرتبطة أساسا بالأحزاب السياسية والعالم السياسي ومكوناته، أصبح الصحافيون يمثلون أشياء أخرى. وعلق البعض آمالا على تجربة «لافي إيكونوميك» التي كان البعض يعتبر أنها تضم فريق الأحلام، في إشارة منهم إلى الطاقم الصحافي. - ما السر في هذه التسمية التي يتم ترديدها دائما من طرف من عايشوها؟ > أتذكر أنه لما التحقت برئاسة التحرير في «لافي إيكونوميك» قمت بطرد ثمانية صحافيين دفعة واحدة، وألحقت بالجريدة مجموعة من الشباب، منهم علي عمار وأحمد بنشمسي، وقمت بتكوينهم ودفعت بهم إلى جانب من أعتبره أحسن صحافي في المغرب واسمه محمد مسلم. هذا الأخير كان، حينها، الرقم اثنين من بعدي، لكنني كنت اعتبره دائما شريكي في كل ما قمت به في «لافي إيكونوميك». وعلى كل، فإن ثلثي مدراء الجرائد الذين يشتغلون الآن كونتهم وأعرفهم ويعرفونني جيدا. الإشكال الذي وقع بالنسبة إلى الصحافة المستقلة هو أننا لم نعد نعرف ما نوع هذا الاستقلال، خاصة بعد وفاة الحسن الثاني وبداية العهد الجديد... - دخلت بعد تجربة «لافي إيكونوميك» إلى مجلة «لوجورنال» في بداياتها... > مجموعة من الأشياء تكتب حول هذا الموضوع، والبعض يكذب في أشياء تتعلق بي وأنا لا زلت على قيد الحياة. أنا غادرت «لافي إيكونوميك» لأن شرايبر، مالكها السابق، كتب مقالا يعطي فيه النصائح للراحل الحسن الثاني ولكن على شكل تعليمات، وأنا مارست الرقابة حينها على مقال شرايبر ورفضت أن أنشره. فهاتفني واستفهمني عن أسباب عدم نشر المقال، فقلت له لا يمكن أن نسمح في هذا البلد لشخص أجنبي يعيش في باريس بأن يصدر تعليمات للملك عبر أسبوعية مغربية. هنا، بدأ الاصطدام به. وأُذكر أن شرايبر صحافي ومهني كبير جدا، لكنه في نفس الوقت تربى في أوساط أرستقراطية وكان فيه شيء من الأبهة، وكان هناك شخصان لم يقبلا يوما طباعه وهما جمال براوي ومحمد مسلم. وأريد أن أشير أيضا إلى أن الصحافية الفرنسية ماريان سكالي، كما ذكر علي عمار في كتابه «محمد السادس: سوء الفهم الكبير»، قامت بدور مهم في سكرتارية التحرير، لكن كان عليه أن يشير أيضا إلى أن من كان يسير الأسبوعية هو جمال براوي... - هل كانت لديك خلافات مع علي عمار؟ > لا أبدا، أنا قرأت مؤلف علي عمار. والحقيقة أن عمار كان صديق بوبكر الجامعي، وأن السجالات التي لدي مع هذا الأخير، على عكس ما يظنه البعض، هي سجالات سياسية بالدرجة الأولى حول بعض المواقف، أما على المستوى الإنساني فإنه ليس فقط ابن شقيقتي، بل إن بوبكر أعز عندي من أبنائي. من جانب آخر، عندما اعتقل علي عمار بسبب حكاية البنك، كنت أول من دافع عنه، لأنني كنت مقتنعا، ولا زلت، بأنه بريء. يجب أن يكون المرء غبيا وبليدا كي يقوم بتلك المحاولة، وأنا أعرف ذلك جيدا لأنه كانت لدي تجربة في الميدان البنكي، ولا يمكن أن يقوم عمار بهذا العمل. لما خرج من السجن، اتصلت به لكي يشتغل معي في «لافي إيكونوميك» لأنني كنت مشرفا على ملحق السوق المالي، وقال لي إنه سيسافر إلى اليابان في مهمة، وعندما عاد التقينا والتحق بنا في «لافي إيكونوميك». - لنعد إلى تجربة «لوجورنال»، ما هي روايتك الخاصة حول مرحلة تأسيسها؟ > في مرحلة «لوجورنال»، هناك مجموعة من الأشياء مما يقال غير صحيحة. عندما كان بوبكر الجامعي يهم بتأسيس التجربة إلى جانب حسن المنصوري، كنت حينها أعد لتأسيس جريدة أخرى، لكن محيط القصر الملكي قام بإفشال التجربة، فقد كان لدي دعم مالي من طرف بعض الشخصيات، أواخر سنة 1997. غير أن إدريس البصري، وزير الداخلية آنذاك، هدد شركائي في التجربة قائلا: «من ساهم معه ماليا فهو عدوي».