سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علي عمار: لم أفهم الرد العنيف لمولاي هشام حول المعطيات التي نشرتها في كتابي «محمد السادس: سوء الفهم الكبير» محمد بنعيسى حرر تقريرا سيئا حول حسن أوريد وحفيد الباشا لكلاوي عجل بطردهما من سفارة المغرب من واشنطن
صُنفت مجلة «لوجورنال» خلال العشر سنوات الأولى من نشأتها في خانة الصحافة المستقلة، المدافعة عن التوجه الديمقراطي المناهض لكل ما هو مخزني في المغرب. كما لعبت أدوارا مهمة إبان بداية العهد الجديد. ومع صدور كتاب «محمد السادس : سوء الفهم الكبير»، لأحد مؤسسي المجلة، الصحافي علي عمار، تم الكشف عن أسرار ومناطق ظل كان يجتمع فيها مؤسسو المجلة مع رموز دار المخزن ورجالات العهد الجديد. «المساء» تكشف أسرارا تنشر لأول مرة، من خلال سلسلة من الحوارات مع فعاليات ساهمت في تأسيس التجربة، وتعيد تجميع عناصر القصة الكاملة لمجلة اسمها «لوجورنال». إليكم التفاصيل... - هل كان الأمير هشام يطمح إلى ملكية في المغرب شبيهة بالنظام الملكي في إسبانيا؟ > في الحقيقة، لم ألاحظ هذا يوما، لذلك فأنا لم أفهم اليوم الرد العنيف لمولاي هشام حول المعطيات التي نشرتها في كتابي «محمد السادس: سوء الفهم الكبير». لأنه لم تتشكل لدي صورة عن شخص قد يكون له رد فعل عنيف وغير منطقي. نعم، كانت هناك حدود في حديثه عن الملكية، حيث كان يقول إنه يجب أن يبقى عندها دور أساسي في التدبير، لكنه لم يقل يوما إنه يجب أن تصبح المؤسسة الملكية في المغرب كمثيلتها في إسبانيا. - لكنك في كتابك «محمد السادس: سوء الفهم الكبير» تقول إن «الأمير الأحمر كان يحلم، منذ سنوات، بأن يصبح العمود الفقري للمغرب الجديد...»؟ > في الاجتماعات التي كنا نعقدها كان يقول إن تجربته يمكن أن تشكل إضافة إلى النظام. وعندما تحدثت عن كونه «يحلم منذ سنوات بأن يصبح العمود الفقري للمغرب الجديد...»، فإنما أعدت توظيف عبارة كان قالها في حوار له مع مجلة «جون أفريك»، وكان يعتقد أن له تجربة نادرة مقارنة بمجموعة من أبناء جيله، تجربة قد تساهم في إسناد هذا الانتقال الديمقراطي. - كتبت في مؤلفك أن الأمير مولاي هشام كان «يريد أن يكون خليفة في مكان خليفة آخر».. > أنا كتبت أن الصحافة التي كانت ضد الأمير مولاي هشام كانت تقول عنه إنه كان يريد أن يكون خليفة في مكان خليفة آخر، وأتساءل لماذا لم يرد عليهم بالحدة التي رد بها علي. لكنه كان يقول إنه كان من الواجب أن يلعب دورا في المرحلة الراهنة لأنه «ولد المخزن»، وكان يردد مرارا أن من خلقا له المشاكل مع القصر الملكي هما فؤاد عالي الهمة وحميدو لعنيكري وأنهما هما من أبعداه عن القصر. - في كتابك، لم تفصح عن اسم العائلة التي كانت تحتضن اجتماعاتكم في بيتها بالرباط، هل يتعلق الأمر بعائلة التهامي لگلاوي، حفيد الباشا لكلاوي؟ > نعم، أنا لم أشأ ذكر الاسم في الكتاب لتفادي إحراج العائلة. نلتقي في أجواء خاصة جدا، وبالتالي لا يمكنني أن أكشف عن اسم من كانوا يستقبلوننا في بيتهم. كانت عائلة قريبة جدا من الأمير مولاي هشام، ورب البيت كان صديق دراسة للأمير في المدرسة الأمريكية بالرباط وكان دبلوماسيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ لم يكن رأس الحربة كما يقولون، بل كان فقط يستقبلنا في بيته ويشاركنا الجلسات. - تم طرد التهامي لگلاوي من السلك الدبلوماسي بواشنطن بسبب احتضانه لاجتماعاتكم في بيته، هل هذا صحيح؟ > كان التهامي لگلاوي يشتغل إلى جانب حسن أوريد في السفارة المغربية بواشنطن؛ ووقتها كان عبد اللطيف الفيلالي هو وزير الخارجية، ومحمد بنعيسى كان سفيرا للمغرب هناك، وعلمت بأنه كتب حول لگلاوي وأوريد تقريرا سيئا. وكتبت صحف إسبانية أن طرد التهامي لگلاوي من السلك الدبلوماسي بواشنطن كان ببسبب استقباله لاجتماعات في بيته يحضرها الأمير مولاي هشام. - من كان يشارك في هذه الجلسات؟ > كان هناك صحافيون وسياسيون ومجموعة من الأصدقاء. - من هم؟ كان هناك صحافيون من «لوجورنال»، منهم فاضل العراقي ومعاذ غاندي وبوكر الجامعي، إضافة إلى محمد حفيظ الذي كان لا يزال ضمن شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي، وعلي المرابط... - وبالنسبة إلى السياسيين؟ > كنا نلتقي أيضا في منزل فاضل العراقي، وكان محمد الساسي يأتي إلى هناك. ومولاي هشام كان يستقبل يساريين في مكتبه، وأعتقد أن عددهم كان كبيرا، كما كانت له أيضا علاقات والحسين المجذوبي وتوفيق بوعشرين. -لماذا فكرتم في إطلاق أسبوعية «الصحيفة»؟ > أردنا أن نوصل رسالتنا إلى المعربين أيضا، لذلك فكرنا في خلق أسبوعية «الصحيفة»، وكان ذلك اقتراحا من نور الدين مفتاح الذي كان يتولى مهمة رئيس تحرير أسبوعية «مغرب اليوم»، والذي التحق بنا بعد ذلك بطاقم صحافي كان يشتغل في هذه الأسبوعية بعد أن توقفت عن الصدور. قدمنا إلى مفتاح الإمكانيات فرأت الصحيفة النور سنة 1998 وتزامن ذلك مع انسحاب حسن المنصوري.. كانت تجربة جيدة، حيث إن مبيعاتها تجاوزت مبيعات «لوجورنال»، رغم أنها ساهمت في إضعاف مالية المؤسسة.