جوني تو: تأثير السينما يلامس المجتمع.. والجنوب يحتاج "توافقا ثقافيا"    الأمير مولاي رشيد يزور ضريح المولى إدريس الأزهر بمناسبة ختان الأميرين مولاي أحمد ومولاي عبد السلام    "جباروت DZ" ترد على بلاغ CNSS بنشر معطيات قالت إنها تخص المدير العام حسن بوبريك    إقليم الفحص-أنجرة: الموافقة على تحديد مدارات 56 دوارا على مساحة تفوق 1700 هكتار    المعارضة تطالب بلجنة لتقصي الحقائق حول فضيحة استيراد المواشي… وأغلبية أخنوش ترد بمهمة استطلاعية لا تُحال على القضاء! فما الفرق بينهما؟    نهضة بركان إلى نصف نهائي الكونفدرالية على حساب أسيك ميموزا    بوريطة يعقد بواشنطن سلسلة لقاءات حول تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة    سيدي إفني : أين هي سيارات الإسعاف؟ حادثة بجماعة سيدي مبارك تفضح المسكوت عنه.    المجلس الفرنسي للديانة المسيحية يشيد بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن الوضع في غزة        السغروشني وحجيرة يترأسان مراسيم حفل توقيع اتفاقية شراكة بين الطرفين لتسريع رقمنة قطاع التجارة    لقجع: تنظيم كأس العالم يعزز التنمية    نتيجة كبيرة لبرشلونة أمام دورتموند في دوري الأبطال    الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمكتب الوطني للسياحة يوقعان اتفاقية "المغرب أرض كرة القدم"    في خطوة تصعيدية فورية.. ترامب يرفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 125%    توقيف أربعة أشخاص بعد انتشار فيديو يظهر تبادلاً للعنف داخل مقهى    الطقس غداً الخميس.. تساقطات مطرية ورياح قوية مرتقبة    هجوم سيبراني على CNSS يفضح هشاشة نظام أمني أنفقت عليه 480 مليونا خلال سنة واحدة    سلطات مليلية تحتجز كلب "مسعور" تسلل من بوابة بني انصار    المغاربة ينتظرون انخفاض أسعار المحروقات وسط تراجع النفط عالميا    العواصف تُلغي رحلات بحرية بين طنجة وطريفة    جيد يقود الطاقم التحكيمي للديربي    الدكتورة نعيمة الواجيدي تناقش أطروحة الدكتوراه للباحثة ثروية أسعدي    منع جماهير اتحاد طنجة من حضور ديربي الشمال بتطوان    موقع الشباب في السياسات الثقافية: قراءة في التحولات والحصيلة    أمريكا وسيادة المغرب على الصحراء: الانتقال من التزام خاص إلى اعتماده خُطةَ عمل دولية في الملف !    النظام الجزائري وفرنسا.. وعقدة المغرب    مكناس.. البواري يزور ورش تهيئة موقع الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب    تقرير: المغرب مُهدد بفوات قطار الذكاء الاصطناعي بسبب غياب النصوص التشريعية    في قلب العاصفة: قراءة في ديناميكيات إقليمية متصاعدة وتداعياتها    المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان تطلق برنامج "نقلة" لتكوين المكونين في مجال الحق في بيئة سليمة    أخبار الساحة    الدولار يتراجع 1,14 بالمائة أمام اليورو    تأكيد الولايات المتحدة لمغربية الصحراء يثير تفاعلا واسعا في الإعلام الدولي    اكتشاف حصري لبقايا مستعر أعظم جديد ي عرف باسم "سكايلا" بأكايمدن    اتهامات ب "الإهمال" في مستشفى الحسيمة بعد وفاة سيدة أثناء عملية جراحية    بعد 30 سنة من العطاء.. الدوزي يشارك تجربته الفنية بجامعة هارفارد    أحزاب المعارضة تطالب بجلسة برلمانية للتضامن مع فلسطين    أجواء سيئة تغلق الميناء في بوجدور    الجديدة جريمة قتل إثر شجار بين بائعين متجولين    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الانخفاض    فنانون مغاربة يطلقون نداء للتبرع بالكبد لإنقاذ حياة محمد الشوبي    المنتخب الوطني المغربي سيدات ينهزم أمام نظيره الكاميروني    عوامل الركود وموانع الانعتاق بين الماضي والحاضر    من قال: أزمة السياسة "ليست مغربية"؟    الهزيمة القاسية تغضب أنشيلوتي    لحسن السعدي يفتتح جناح "دار الصانع" في معرض "صالون ديل موبايل ميلانو 2025"    تيرازاس: الأزياء في المشاهد السينمائية ليست ترفا.. وعمل المصممين معقد    معرض الطاهر بنجلون بالرباط.. عالمٌ جميلٌ "مسكّن" لآلام الواقع    آيت الطالب يقارب "السيادة الصحية"    تقليل الألم وزيادة الفعالية.. تقنية البلورات الدوائية تبشر بعصر جديد للعلاجات طويلة الأمد    إشادة واسعة بخالد آيت الطالب خلال الأيام الإفريقية وتكريمه تقديراً لإسهاماته في القطاع الصحي (صور)    دراسة: أدوية الاكتئاب تزيد مخاطر الوفاة بالنوبات القلبية    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشرع بلقصيري ، مملكة القصة في ملتقاها السابع
نشر في هسبريس يوم 17 - 05 - 2010

تحتفي بالأستاذ عبد الجبار السحيمي ، قاصا وصحافيا وإنسانا
حينما تطأ أقدامك مدينة مشرع بلقصيري ، فأنت حتما في مملكة القصة والسرد ، والحكي الأصيل و المتجدد ، كل عابر فيها ، كل ساكنيها يصبحون كائنات قصصية ، لذلك لا تفارقك ابتسامة القصة فيها ، تحكم عليك قبضة دهشتها و قفلاتها ، أو تطوح بك مفارقاتها في عوالمها السحرية . مدينة بلقصيري مملكة قصصية صغيرة ، تشرع أبوابها في وجه كل المهووسين (ات) بعشق القصة وكتابتها ، تهتدي بنور نجم أحمر، يوفر لها أمنا قصصيا كل سنة ، لمدة ثلاثة أيام متتالية (هذا العام من07 إلى09 ماي 2010م) ، يحرسها من الشرق نهر سبو العظيم ، المنبطح على جانبها في عظمة أبي الهول ، يحن عليها حينا أو يغرقها في طوفانه أحيانا أخرى ، فيمن على البعض ويأخذ للآخرين أو العكس. لم يغريها يوما سحر الشعر و رومانسيته أو عنفوان القصيدة وفتنتها ، ظلت وفية للقصة وكتابها وكاتباتها الذين يفدون إليها من كل فج عميق.
في اليوم الأول ، وأثناء الاستماع للقراءات ، كنت أهيم بخيالي أو تزيغ عيني ، فأرى الشيخ أحمد بوزفور منحني الرأس في تواضع الزاهدين ، منتشيا في صمت كفارس قديم ، خرج لتوه منتصرا من فتح قلعة حصينة ، يستمع ويستمتع بلذة لكل حرف قصصي .
هكذا تصبح مدينة مشرع بلقصيري في كل موسم قصصي ، مملكة للقصة و كعبة الحجاج إلى كينونتها وعوالمها الفريدة ، تبادل القصاصين والقصاصات عشقا صوفيا ، تعشقهم ويعشقونها ، كما لو أنهم خلقوا للعشق فقط ، وترقى بالقصة إلى عرش السماء. وعلى تقاسيم عود (غرناطي) للعازف الفنان عبد الحي لطف الله ، القادم من سحر الشرق المغربي (وجدة) ، بدأت مراسيم الاحتفال بالقصة وعريس دورتها عبد الجبار السحيمي ، فقدمت الهدايا من كل الجهات المحبة لقلمه الصادق ، تسلمها نيابة عنه الصحفي الأستاذ عبد الله البقالي .
السحيمي لم يكتب يوما خلاف ما جال في صدره أو آمن به ، أدى الرسالة الموكولة إليه اتجاه وطنه وإخوته في المواطنة والإنسانية بكل ما تقتضيه الأمانة من صدق ووفاء ، وفرض علينا كقصاصين وإعلاميين أن نعيد النظر في مناهج كتابة المواضيع الإعلامية ، وفق طريقة علمية حديثة ، وأن لا نركن إلى السائد ، الذي يجمع الكل على أنه لا يرقى إلى ما كان عليه إعلامنا في عصره الذهبي.
بعدها جاء دور القراءات ، فأهداه الأستاذ أحمد بوزفور، ( الذي أرسل أول قصة لجريدة (العلم) سنة 1971م ونشرها له عبد الجبار السحيمي) ، قصة " الوحشة " التي أبان فيها سي أحمد بوزفور عن تركيبة قصصية استثنائية ومدهشة ، ليتوالى بعده على منصة القراءة كل من القصاصين : محمد صوف - عبد الحميد الغرباوي - الزهرة رميج.
شهادات... بلا حدود :عبد الجبار السحيمي .....الإنسان والأديب والصحافي
ملتقى هذه السنة في بلقصيري كان استثنائيا وجميلا ، جمعية النجم الأحمر تحتفي بالأديب والصحفي والإنسان عبد الجبار السحيمي (شفاه الله) مدير جريدة العلم ، الناطقة بلسان حزب الاستقلال. لا لأنه مدير جريدة ، أو كونه مشهورا ، ولكن لأنه كان استثنائيا في كل شيء ، وحده من ألغى حدود القبيلة الحزبية ، وعطل جمارك الإبداع أمام المبدعين بكل مشاربهم السياسية ، من أحمد بوزفور شيخ القصة المغربية وعمدتها ، إلى عبد الحميد الغرباوي أحد روادها ، وصولا إلى القاصة المتألقة ليلى الشافعي. السحيمي اجتمع فيه (الكاتب الجيد والمفكر الجيد وكاتب الكتاب الجيد) / من كلام للعالم المصري أحمد زويل في فضائية عربية) ، لم يعادي أحدا حتى وإن اختلف معه في الرأي ، احتضن أقلام اليساريين واليساريين الراديكاليين ، في وقت تنكرت لهم أحيانا حتى جرائد أحزابهم . لذلك لم يعد مسموحا لنا أن نتساءل : لماذا نجح ؟. لأنه بكل بساطة ، ساعد الجميع في أن ينجح. لحظات التكريم ستكون فعلا جد مؤثرة ابتداء من الساعة الخامسة مساء وإلى ما بعد منتصف الليل بقليل ، بعد عرض شريط وثاقي حول مسار الرجل الإعلامي والأدبي ، الذي لم يغفل الجانب السياسي والإنساني فيه ، جاءت البداية مع ليلى الشافعي ، التي كانت لأياديه البيضاء فضل كبير عليها ، في مسيرتها الصحفية والأدبية ، وفي لحظة ضعف / حب إنساني جارف ، أصبح الموقف أكبر منها ، فأوقفت الدموع مداخلتها ، لذلك انسحبت معتذرة للحضور الكثيف في قاعة دار الشباب ، كي تتفرغ لتسيير الجلسة بعينين مغرورقتين بالدموع.
الدكتور قاسم مرغاطا ركز على السارد العضوي في المجموعة القصصية (سيدة المرايا) لعبد الجبار السحيمي من خلال المستويين الجمالي والتقني ، ضمن سياق سردي لأبطال مهزومين يبحثون عن الحب والسعادة ، دون كلل أو ملل في معمعة حياة مادية جد بشعة.
أما نجيب العوفي الناقد والأستاذ في جامعة محمد الخامس بالرباط ، فأفرد مداخلته ليتحدث بعمق عن اسم كبير ، يختزل مرحلة من مراحل المغرب الحديث بكاملها ، (إنسان اجتمع فيه الثقافي بالسياسي ، أديب وصحافي مهموم بأسئلة الوطن ، انشغل بهموم الناس والمجتمع بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة من خلال بوابة صحفية اسمها (العلم) ، صحافي (كما يقول) لم يتخرج من معهد أو مدرسة إعلامية ، لكن من عالمه الخاص. جاء من القصة القصيرة إلى الصحافة ، وكان همه الوحيد أن يبدع فيهما معا). يعد عبد الجبار السحيمي من الرعيل الثاني لمؤسسة القصة المغربية ، فهو من الرعيل الأول الذي خلصها من آثار الولادة الأولى ، وكانت (الممكن من المستحيل) ، من أجمل المجاميع الصادرة في أواخر الستينات من القرن الماضي ، وأكثرها نضجا ونزوعا إلى التجديد ، وهي رصد ذكي للحيف الاجتماعي الذي نذر السحيمي نفسه لمحاربته ، وهو أيضا ( نموذج للمثقف العضوي الملتزم بقضايا المجتمع ، (نريد الخبز يا مولاي) أشهر صيحاته ، و مقولة مع غيرها من المقولات التي جرت عليه زوابع وغبارا كثيفا ، ورمت به في الزنزانة على فترات متباعدة. لم تبعده السياسة (حتى وإن اختلفنا معه في الكثير من المواقف) عن هموم الوطن والإنسان ) يضيف الأستاذ نجيب العوفي . لا يمكننا إلا أن نبقى أسرى لكلماته ومواقفه ، وهو في البداية والنهاية ( رجل أحرج ثوابت حزب الاستقلال المحافظ) في مرحلة ما من تاريخ المغرب الحديث.
الأستاذ عبد الله البقالي الصحفي بجريدة (العلم) ورئيس التحرير فيها ، تحدث عنه بحكم القرابة الإنسانية والمهنية التي تجمعه به في الحياة والعمل معا ، معتبرا أن هذا الاحتفاء هو احتفاء بالمغرب العميق بصيغة الجمع في جوهره ، حتى وإن بدا شكليا وظاهريا بصيغته الفردية ، وهو تكريم كذلك لجريدة (العلم) و للصحافة الملتزمة ، معتبرا ( أنه يصعب على الوضع الصحافي الحالي إنتاج مثل عبد الجبار السحيمي) الذي عرف طريقه جيدا وسط الزحام ، للحفاظ على مسافة تسمح له بممارسة الحياد بين السياسي الساكن فيه والأديب والإنسان الذي يعيشه ، هو الوحيد حسب الأستاذ عبد الله البقالي دائما (الذي تفوق في الإبداع مع الحفاظ على الثوابت ، دافع عن المعتقلين السياسيين بالنص وأيضا بالدعم الأخلاقي والمادي ، كما أن له قدرة كبيرة على الإبداع في العناوين الصحافية ، وهو إضافة إلى ذلك ، يعتبر من أحسن كتاب العمود الصحفي الذين عرفهم المغرب ، من خلال عموده الشهير في جريدة العلم (التي التحق بها سنة 1988م) (بخط اليد) في إشارة إلى شجاعة نادرة ، ومسؤولية كاملة عما يقوله فيه.
الدكتور محمد أمنصور، الأستاذ بجامعة المولى إسماعيل بمكناس ، تحدث عن ( الرعب والتقتيل ) في ( سيدة المرايا) ، لأنه كان يظهر فيها كطفل مرعوب ، سواء في أبوته أو في ممارسته للصحافة ، التي لم تكن يومها مهمة سهلة كما تبدو عليه اليوم لأسباب مختلفة ، لذلك يقول الناقد والأديب د. محمد أمنصور(أكلت منه الصحافة تجربته الإبداعية ، كان بوذيا باطنيا وعاشقا للحياة في مؤسسة محافظة ، عرف كيف يحافظ على التوازن بين الخاص والعام ، امتلك رؤية عاشقة للحياة ، وهي رؤية أصبحت تتراجع أمام قوى الظلام في مغرب اليوم ، انتصر لقيم الحداثة ، وعرف جيدا كيف ينقل إلينا رعب المرحلة : الجنون - المراقبة - الاستنطاق) في زمن أفقير.
محمد حاضي من جهته كفاعل جمعوي ، اعتبر أن عموده الشهير (بخط اليد) هو صدح بحرية الرأي ، وتعبير عن استقلالية مبدع كبير وعميق. أما محمد محبوب فركز على الجانب الإبداعي في عبد الجبار السحيمي ، كرمز من رموز الإبداع في المغرب ، على الواجهتين الإعلامية والقصصية ، معتبرا أنه كان ( يتميز بإحساس رهيف ، وقدرة على ترسيخ نمط إبداعي جديد في الصحافة بكل أبعادها الثقافية ، له قدرة عل صياغة المتخيل ، وارتياد مساحة التساؤل) ، امتزج فيه السؤال السياسي بالثقافي بالأدبي ، رغم صعوبة المرحلة التي مر منها المغرب ، ذات سبعينيات من القرن الماضي.
القصة ......والصحافة :
في اليوم الثاني وابتداء من الساعة العاشرة والربع صباحا ، كان للحضور موعد مع ندوة حول علاقة الصحافة بالقصة ، وهي (كما بدت من خلال المداخلات) ، علاقة فضفاضة وملتبسة ، لا تحكمها حدود أو جغرافية. الندوة كانت من تأثيث الأساتذة والدكاترة حسن شكر- الحبيب الدايم ربي - أحمد لطف الله - عبد الحميد الغرباوي ورئاسة القاص والمبدع الأستاذ محمد الشايب ، تطرقت إلى عنصر الالتقاء والاختلاف بين الصحافة والقصة ، فالصحافي وجد في القصة ملاذا له لسرد وقائعه اليومية ، كما أن الصحافة قامت في الأساس على أكتاف الأدباء ، سواء في الشرق أو في المغرب ، قبل أن تفترق السبل فيما بينهم ، رغم أن بعض الصحافيين زاوج بين الاثنين دون أن يغلب كفة على أخرى . الندوة في مجملها ركزت على مظاهر التلازم بين الصحافة والقصة ، التقاطعات والاختلافات ، لكن في الأخير أجمع المشاركون في الندوة على أن العصر الذهبي للصحافة لم يكن يوما وليد معاهد أو مدارس إعلامية ، بقدر ما كان مع الرواد الأوائل من الأدباء ، كالأستاذ عبد الجبار السحيمي المحتفى مثلا به في المغرب ، كاتب (الفاركونيت) وهي من أجمل القصص التي كتبت في السبعينات ، نجيب محفوظ في جريدة (الأهرام) ، محمد حسنين هيكل وغيرهم .
وبدءا من الساعة السادسة مساء ، تتابعت القراءات القصصية على مرحلتين:
المرحلة الأولى ، قرأ فيها كل من القصاصين والقصاصات : عبد الحميد الغرباوي - مصطفى الكليتي - السعدية صوصيني - عبد الله المتقي - جبران الكراوي - إبراهيم ديب - لحسن آيت ياسين - سعيد الشقيري - مليكة صراري - إسماعيل البويحاوي - إبراهيم أبويه - عبد الغني صراض - محمد صباري.
بعد استراحة شاي ، تتابعت القراءات القصصية لكل من :
إبراهيم حجري - عبد الحميد شكيب - عبد الواحد كفيح - محمد الحافظي - أحمد شكر - محمد آيت حنا - محمد الغويبي - إدريس خالي - محمد صولة - السعدية باحدة - محمد أكراض الورايني - إدريس الواغيش - مصطفى المودن - محمد بقاش.
وفي ختام اليوم الثاني ، أعلن سي أحمد بوزفور ممثلا عن لجنة القراءة المتكونة من الأساتذة : أحمد بوزفور - الأمين الخمليشي - نجيب العوفي وعبد المجيد الدبدوبي ، عن أسماء القصص الفائزة بجائزة أحمد بوزفور للقصة هذه السنة ، والتي شارك بها عدد من القصاصين من المغرب والعالم العربي ، وهي :
- القصة الأولى : رجل يغادر شقته ... للقاص عبد السميع بناصر / المغرب
- القصة الثانية : ذاك الرجل... للقاص هبة الله محمد حسن السيد / مصر
- القصة الثالثة : جموح الخيال...للقاص منصف بن دحمان / المغرب
معلنا أن الملتقى المقبل سيحتفي باسم قصصي ترك جرحا عميقا في ذاكرة القصة المغربية ، ويتعلق الأمر بالمرحومة القاصة والأديبة مليكة مستظرف .
في اليوم الثالث ، وابتداء من العاشرة والربع صباحا ، كان للبراعم الصغار من مختلف المؤسسات التعليمية في المدينة على اختلاف مستوياتها ، موعد مع محاولاتهم الأولى للتماس مع حدود القصة القصيرة ، في ورشات قصصية أطرها كل من الأساتذة : عبد الغني الصراض- أحمد شكر - محمد الصباري - إدريس الواغيش - إبراهيم ديب - محمد بقاش- محمد الغويني - إدريس خالي - محمد صولة - جبران الكراوي - حسن يغلان - السعدية باحدة - لحسن آيت ياسين - لحسن المسافي - محمد الحفيظي - محمد أكراد الورايني- محمد آيت حنا - إسماعيل البويحياوي.
وبالموازاة مع الملتقى نظمت دار التنوخي للطباعة و النشر والتوزيع معرضا للكتاب ، مع معرض آخر للفن التشكيلي للمبدع الطفل سعد الحاضي.
بناصا (banasa) مدينة أثرية لا تعرفها... إلا وزارة الثقافة :
على هامش ملتقى مشرع بلقصيري الوطني السابع للقصة القصيرة ، كانت لنا زيارة إلى مدينة (بناصا) الأثرية التي لا يعرف المغاربة عنها شيئا ، رغم جمالية ما تبقى منها وأهميته التاريخية ، وهي مدينة أثرية من مخلفات الرومان بالمغرب ، تقع على بعد 17 كلم من مدينة مشرع بلقصيري ، يقترب حجم مساحتها من حجم مدينة وليلي تقريبا. تتوسط سهل الغرب (قرب وادي سبو)، وتتربع على الهضبة الوحيدة فيه ، و هو الدافع الذي جعل الرومان يستقرون بها ، لأنه لم يكن في إمكانهم ضمان أمن وادي سبو وفيضاناته ، ولا المستنقعات المتواجدة بكثرة يومها بالمنطقة. كما لم يكن في إمكان مرافقنا بالموقع الأثري (الحارس) الإجابة على كل أسئلتنا ، وكان يكتفي (معذورا) بأجوبة عامة حول كيفية وصول الأحجار الكبيرة التي تكون الأعمدة والأسوار والحمامات بالمدينة الأثرية ، في منطقة لا حجارة فيها ، فمرة يقول أتت عن طريق سبو من فاس ، وأخرى عن طريق البحر من المهدية . ولم يكن من مصدر للمعلومات إلا من مرافقنا في السيارة الأستاذ عبد العزيز الربعي الذي حدثنا بإسهاب عن مدينة مشرع بلقصيري التي انعزلت عن البحر نتيجة ترسبات وادي سبو ، وكيف قدم بنو هلال وبنو سليم من شبه الجزيرة العربية بحثا عن الخصوبة ، حاملين معهم خصومة دائمة ، لم تفارقهم حتى وهم في المغرب بعيدا عن المشرق . هربوا من الدولة العباسية ، في إطار هجرات قبلية منتظمة إلى المغرب. ومشرع بلقصيري كما كان يروي لنا الأستاذ عبد العزيز الربعي ، هو مكان في نهر سبو يسهل العبور منه (الأقل خطرا على قاطع الوادي) لشخص يدعى (بلقصيري) ، كان يملك يومها(فلوكا بدائية من الخشب) يعبر بواسطتها أهل فاس القاصدين جهة (وزان) للزيارات الدينية بالمقابل ، حدث هذا قبل أن يبني المستعمر الفرنسي (والرواية للمرافق) أول قنطرة في مدخل مدينة بلقصيري على نهر سبو سنة 1920م .
بقي أن أشير إلى أن وزارة الثقافة تتحمل مسؤولية أخلاقية في التعريف بالموقع الأثري بناصا banasa)) وطنيا وعالميا ، على غرار ما تفعله مع موقع مدينة وليلي الأثري ، وتتحمل مسؤولية أخرى مع غيرها من الجهات في تقديم الدعم المادي والمعنوي لملتقى بلقصيري الوطني للقصة ، الذي يعتبر بشهادة الجميع من أهم المحطات الثقافية في المغرب ، ويكفي أن يحتضنه نقاد وقصاصون وقصاصات مشهود لهم بالكفاءة في كتابة القصة على المستويين الوطني والعربي ، من أمثال أحمد بوزفور- عبد الحميد الغرباوي - عبد الله المتقي - ملكية نجيب - ربيعة ريحان - الناقد نجيب العوفي – الناقد حميد الحميداني ، مليكة صراري ، جميل حمداوي واللائحة تطول. لا يسعني أخيرا إلا أن أشكر الأستاذ بنعيسى الشايب رئيس جمعية النجم الأحمر ومن معه من جنود ، يتحركون في صمت وخفاء ، قابضين على الجمر الحارق بأصابع عارية ، من أجل إنجاح هذا العرس القصصي الوطني ، الذي يعد بحق مفخرة للمغرب والعرب على السواء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.