وصف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يوم الخميس، المجازر التي ارتكبها الإستعمار الفرنسي ضد متظاهرين جزائريين في الثامن من مايو 1945 "بالماساة الوطنية" التي "لن تمحى من وجدان الشعب الجزائري". جاء ذلك في رسالة من بوتفليقة بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والستين لمجازر 8 مايو 1945 ، قرأها نيابة عنه مستشاره محمد علي بوغازي بمحافظة البويرة، شرقي العاصمة، التي احتضنت الاحتفالات الرسمية بالمناسبة . وقال بوتفليقة: "تستوقفنا، في هذا اليوم، ذكرى مأساة وطنية تركت أوزارها وآلامها أخاديد ما زالت غائرة في وجدان الشعب الجزائري، وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها". وارتكبت قوات الإحتلال الفرنسي عمليات قتل واسعة في مناطق سطيف وقالمة وخراطة شرقي الجزائر 8 مايو 1945 وذهب ضحيتها حسب تقديرات رسمية 45 ألف قتيل جزائري خرجوا في مظاهرات للمطالبة باستقلال بلادهم . وأوضح بوتفليقة: "لقد أسرى الثامن من مايو في عروق الجزائريين المعذبين في الأرض حرارة الفداء والتضحية بالدم، وحقق في صفوفهم الإجماع كي تصبح الكلمة لهم. وقد صدحوا بها عاليا، وتحولت مأساة مايو إلى أمجاد نوفمبر" في إشارة إلى مطلع نوفمبر 1954 الذي شهد اندلاع ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. وكانت فرنسا اعترفت لاول مرة بهذه المجازر عام 2012 عندما قال الرئيس فرانسوا اولاند خلال زيارة للجزائر امام البرلمان، عندما قال: "أعترف من هذا المقام بالمعاناة التي سلطها النظام الاستعماري الفرنسي على الشعب الجزائري. ومن ضمن هذه المعاناة مجازر سطيف وقالمة وخراطة التي تبقى راسخة في ذاكرة ووعي الجزائريين". يشار إلى أن الاحتفالات الرسمية للذكرى التي جرت يوم الخميس بمحافظة البويرة أشرف عليها وزير المجاهدين (المحاربين القدامي ضد الاستعمار الفرنسي)، طيب زيتوني، بحضور محمد علي بوغازي، مستشار الرئيس بوتفليقة، والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، سعيد عبادو. وبعد أن ترحم الوفد الرسمي على أرواح الشهداء بمربع الشهداء بمقبرة المدينة قام زيتوني بزيارة متحف المجاهد. * وكالة أنباء الأناضول