اعترف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس 20 ديسمبر، أمام البرلمانيين الجزائريين ب "المعاناة" التي تسبب فيها الاستعمار الفرنسي للجزائريين الذي دام اكثر من قرن, ودعا في ثاني يوم من زيارته لهذا البلد الى ضرورة قول الحقيقة حول الماضي "مهما كانت مؤلمة". وأكد الرئيس الفرنسي في خطاب أمام أعضاء مجلسي البرلمان الجزائري انه يعترف ب "المعاناة" التي تسبب فيها الاستعمار الفرنسي للشعب الجزائري. وقال "اعترف هنا بالمعاناة التي تسبب فيها الاستعمار للشعب الجزائري"، وذكر أحداث "سطيف وقالمة وخراطة (التي) تبقى راسخة في ذاكرة الجزائريين ووجدانهم". وأوضح هولاند انه "خلال 132 سنة (1830-1962) خضعت الجزائر لنظام ظالم ووحشي (...) وهذا النظام يحمل اسما هو الاستعمار". ووسط تصفيق البرلمانيين الجزائريين المجتمعين، قال هولاند انه "في الثامن من مايو 1945 بسطيف (300 كلم شرق الجزائر) عندما كان العالم ينتصر على البربرية تخلت فرنسا عن مبادئها العالمية". وأضاف "يجب ان نقول هذه الحقيقة لكل من يريد وخاصة الشباب" الذين يشكلون نصف عدد السكان الجزائريين "لتعيش الصداقة بين البلدين". وقال الرئيس الفرنسي انه "مهما كانت الأحداث مؤلمة لا بد أن نفصح عنها" ولا يجب أن نبني علاقاتنا "على نسيان ما حدث". وأكد الرئيس الفرنسي انه "يجب قول الحقيقة أيضا حول الظروف التي تخلصت فيها الجزائر من النظام الاستعماري، حول هذه الحرب التي لم تسم باسمها في فرنسا، اي حرب الجزائر". وتابع "نحن نحترم الذاكرة كل الذاكرة (...) ومن واجبنا ان نقول الحقيقة حول العنف والظلم والمجازر والتعذيب". ويدرس الثامن من مايو 1945 في المدارس الجزائرية على انه مناسبة وطنية قتل فيها الجيش الفرنسي "45 الف جزائري" واحد اسباب قيام حرب التحرير في 1954 التي ادت الى استقلال الجزائر عن فرنسا في 1962. ويتحدث المؤرخون الفرنسيون عن سقوط ما بين 15 الى عشرين ألف قتيل منهم 103 أوروبيين. وكان هولاند أعلن في اليوم الاول من زيارته انه لم يأت إلى الجزائر "للاعتذار أو التعبير عن الندم" ولكن لفتح صفحة جديدة في العلاقت بين البلدين. وصرح رئيس فرنسا الدولة المستعمرة السابقة للجزائر "لم آت الى هنا للتعبير عن الندم او الاعتذار، جئت لاقول ما هو حقيقة وما هو تاريخ". وقال هولاند في مؤتمر صحافي "هناك حقيقة يجب قولها حول الماضي وهناك خاصة ارادة للنطر للمستقبل، وزيارتي هي للمستقبل وهي من اجل تعبئة مجتمعينا". واعتبر هولاند زيارته للجزائر التي وصفها ب"الضرورية"انها ستفتح "عهدا جديدا" بين البلدين بعد خمسين عاما على استقلال الجزائر. ووضع الرئيس فرنسوا هولاند اكليلا من الزهور ووقف دقيقة صمت امام "مقام الشهيد" وهو النصب التذكاري المخلد ل"شهداء" حرب استقلال الجزائر بعد 132 سنة من الاستعمار الفرنسي.