انطلقت يوم السبت بالمركز الدولي للمؤتمرات بالصخيرات، أشغال المؤتمر الوطني الرابع للطب العام، والذي ينعقد على مدى يومين تحت شعار "الطب العام .. من التكوين المستمر إلى التخصص". ويشكل هذا المؤتمر، حسب المنظمين، فرصة للأطباء العامين المغاربة لتبادل التجارب مع نظرائهم الأجانب الحاضرين في هذا اللقاء وللاطلاع على المستجدات التي يعرفها المجال والتي يعرضها مختصون بارزون من القطاع، كما يروم تطوير البحث في مجال الطب العام وتطوير البيداغوجيا الطبية من خلال تكوين أطباء عموميين بتعاون مع الكليات الوطنية والشركاء الأجانب. ويهدف اللقاء أيضا إلى توحيد الجهود من أجل الاستجابة لتطلعات هيئات الطب العام في المغرب العربي لتنظيم المؤتمر المغاربي الأول للطب العام في غضون النصف الأول من السنة المقبلة، وكذا إشراك العيادات الطبية وأطباء القطاع العام المستفيدين مسبقا من التكوين من أجل تنظيم دورات تكوينية متجولة لفائدة الأطباء العامين المستقبليين. وقال رئيس المؤتمر الوطني الرابع للطب العام، محمد سعيد برادة، "لقد أدركنا على غرار نظرائنا الأوروبيين أن الطب العام ينبغي أن يصبح تخصصا مستقلا بذاته، لأن ذلك سيمكن المرضى من الاستفادة من طب عام جيد ومن أطباء يتمتعون بتكوين في المستوى، وسيعود بالنفع على الدولة وعلى الهيئات التي تقدم خدمات طبية". وأبرز برادة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال هذا اللقاء، أن الهدف هو تحسيس السلطات العمومية من أجل العمل على ضمان تكوين للطبيب المتخصص في الطب العام، على غرار باقي التخصصات. وأضاف أن المؤتمر يروم الخروج بتوصيات تؤكد على ضرورة الاعتراف بالدور المحوري الذي يلعبه الطبيب العام في مسلسل الرعاية الصحية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وإشراك الهيئات المعنية بالتغطية الصحية في التكوين الطبي بعد التخرج، وكذا المشاركة الفعالة في التحضير لتنظيم المؤتمر المغاربي الأول للطب العام. من جانبها، اعتبرت دلال منصور، طبيبة عامة وعضو بالجمعية المغربية للأطباء العامين، في تصريح مماثل، أن المؤتمر، الذي يعرف حضور ضيوف أجانب خاصة من الجزائر وتونس، يشهد تنظيم ورشات وندوات في مختلف التخصصات بمشاركة كبار المختصين، مشددة على أهمية الاعتراف بالطب العام كتخصص مستقل، "لأن الطبيب العام هو الفاعل الأول في المنظومة الصحية المغربية". من جهته، أبرز الكاتب العام للتجمع العام للأطباء العامين بالمغرب، حميد الدرنوني، أن هذا المؤتمر يكتسي أهمية خاصة بالنظر إلى كونه يتوخى إبراز "الدور الهام" للطبيب العام في المنظومة الصحية بالمغرب، وكذا الاعتراف باستقلالية الطب العام كتخصص منفصل له مميزاته وخصوصياته، فضلا عن العمل على خلق قسم للطب العام في كليات الطب وتكوين مكونين في هذا القطاع.