أبرز وزير الصحة، أنس الدكالي، يوم الجمعة الماضي بالرباط، الحاجة لمواكبة كافة الأنشطة الرياضية، سواء للهواة أو المحترفين، من خلال طب رياضي ملائم ومقنن بشكل جيد، يستجيب للمعايير الدولية. وشدد الدكالي، في كلمة خلال الدورة التاسعة للمؤتمر الوطني للطب الرياضي، الذي تنظمه الجمعية المغربية للطب الرياضي بتعاون مع اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية حول موضوع “الطب الرياضي، الواقع والآفاق”، أنه لا يمكن القبول بالممارسة غير القانونية والعشوائية للطب الرياضي. وأشار وزير الصحة إلى أن التحدي يتمثل في إعطاء انطلاقة لهذا التخصص الطبي وبلورة استراتيجية وطنية للتأطير الطبي للنشاط البدني والرياضي، من خلال التفكير في سبل تقنينها بشكل أفضل (الإطار التشريعي) وممارستها في أفضل الظروف الممكنة. واستعرض الوزير، في هذا الصدد، الإجراءات الهامة التي يتعين إنجازها على المدى المتوسط، بهدف النهوض بهذا التخصص، خاصة من خلال إحداث شعبة جامعية لتكوين الكفاءات الطبية المتخصصة في الطب الرياضي، ومن ثم الحاجة للقيام بإصلاح السلك الثالث من الدراسات في مجال الطب، وإحداث مصالح للطب الرياضي في المراكز الاستشفائية الجامعية، لمواكبة طلبة الطب والمزاولين في طور التكوين. وأضاف أن هذه الإجراءات تهم أيضا، وعلى الخصوص، توفير العرض الطبي في مجال الطب الرياضي بمراكز الفحص والتشخيص، على غرار باقي التخصصات الطبية، مما سيسهل ولوج المواطن والرياضي (سواء الهواة أو المحترفين) إليها، وكذا إقرار زيارة طبية إجبارية وشهادة طبية من أجل التوجيه لمزاولة الرياضة بالنسبة للهواة، وإحداث اختبار سنوي إجباري لتقليص المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الرياضيون المحترفون. من جهته، قال رئيس الجمعية المغربية للطب الرياضي، أسامة بوغالب، إن الطب الرياضي أضحى اليوم طبا علاجيا ولم يعد يقتصر على الجانب الوقائي، مضيفا أن هذا التخصص الرياضي، المعترف به بالمغرب منذ 25 سنة ويضم أزيد من 1200 من الممارسين وحوالي 800 من أعضاء الطاقم الطبي الرياضي، يواجه صعوبة في تحقيق الإقلاع بسبب نقص البنيات التحتية الطبية الرياضية الملائمة. واستعرض، في هذا الصدد، الصعوبات التي يواجهها المتخصصون في المجال، خاصة ما يتعلق بتطبيق القانون، داعيا إلى إحداث مختبر مكلف بمكافحة تعاطي المنشطات وتنظيم دورات تكوينية لتطوير هذا التخصص. وعرف المؤتمر، المنظم على مدى يومين، مشاركة أزيد من 500 من الأطباء والخبراء المغاربة والأجانب، يروم النهوض بتبادل التجارب وإرساء ثقافة الحوار، من خلال تنظيم ندوات نقاش تتركز حول القضايا والإشكالات المرتبطة بمهنة الطب الرياضي في المغرب، وتطورات هذا القطاع وطريقة تنظيم المهنة والارتقاء بها إلى مستوى تطلعات الأطباء المتخصصين على غرار التجارب الأوروبية والعالمية.