تنعقد حاليا بالدار البيضاء الدورة 39 للمؤتمر الطبي المغاربي حول "الدواء والابتكارات في مجال الطب" بمشاركة جمعيات العلوم الطبية بتونس والجزائر والمغرب إلى جانب ممثلين عن مجموعة من الهيئات الطبية ببلدان المغرب العربي. وتهدف هذه الدورة، التي تنظمها تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الجمعية المغربية للعلوم الطبية بشراكة مع الجمعية التونسية للعلوم الطبية والجمعية الجزائرية للعلوم الطبية، إلى أن تشكل فضاء لتبادل الخبرات والتجارب بخصوص مختلف التخصصات الطبية والتخصصات ذات الصلة بالمجال الطبي. كما تسعى الدورة 39 للمؤتمر إلى الإسهام في تمتين الروابط وعلاقات التعاون بين المهنيين العاملين في القطاع الطبي ببلدان المغرب العربي، إلى جانب مناقشة المشاكل المتعلقة بالصحة العامة والتغطية الصحية والأدوية بالبلدان المغاربية. وأوضح رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية السيد سعيد متوكل في كلمة له مساء أمس الجمعة خلال افتتاح هذا المؤتمر، الذي ينظم بتزامن مع تنظيم الدورة 28 للمؤتمر الوطني للجمعية، أن هذه التظاهرة العلمية التي تنظم منذ 1969 بالتوالي في المغرب والجزائر وتونس ومستقبلا في موريتانيا، تتوخى إيجاد فضاء يمكن من توفير نوع من التكوين الطبي المستمر الذي أضحى حاجة ملحة في ظل التطورات السريعة والمتلاحقة للمعارف والمهارات الطبية. وأكد أن التكوين الطبي لا ينبغي أن يتوقف عند حدود المناهج التي يتلقاها طالب الطب بمدرجات الكلية، وإنما يجب أن يتحول إلى عملية متواصلة تواكب التحولات الطبية والاحتياجات المتزايدة للمرضى مع مراجعة دائمة من قبل الطبيب لمعارفه المهنية. وقال إن التغيرات العميقة التي عرفتها المنظومات الصحية بالبلدان المغاربية، بفعل النمو السوسيو اقتصادي وتغير المعطيات الوبائية وتطور التقنيات البيولوجية، تفرض على مجموع المنتسبين للقطاع الطبي بهذه البلدان تجديد آليات التدخل والمعالجة والتحكم فيها، والعمل على تحسين صورة الأطر الطبية والمهنية. وأشار السيد متوكل إلى أن الممارسة الطبية ستشهد تغيرات عميقة إثر التطورات الجذرية التي يعرفها القطاع الطبي خاصة ما يتعلق بطرق الجراحة والتصوير الطبي وبروز تخصصات طبية جديدة وظهور المستشفى الافتراضي. ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي ستختتم أشغالها مساء اليوم السبت، تنظيم موائد مستديرة وورشات متخصصة ستتناول مواضيع تتعلق بالابتكارات الجديدة في الطب ووفيات الأمهات أثناء الولادة والتكفل بمريض السكري من النوع الاول وأمراض السرطان والأمراض العصبية ومشكلة الأدوية بالمغرب العربي وسبل مراقبة جودة الأدوية المستنسخة، فضلا عن ورشات تكوينيبة لفائدة الأطباء العامين والمقيمين.