"أطباء بلاحدود" تدعو لوقف الاعتداءات الجنسية في حق المهاجرات الإفريقيات بالمغرب دعى "ألفونصو فيردو" منسق منظمة "أطباء بلا حدود" بالمغرب،يوم الخميس الماضي، السلطات المغربية إلى "تحمل كامل المسؤولية في معالجة قضايا المهاجرين الأفارقة خاصة النساء ضحايا الإعتداءات الجنسية بالمغرب " . فقد أعلن فرع منظمة "أطباء بلا حدود" بإسبانيا الذي ينتمي إليه "فيردو" من خلال بحث ميداني أجراه بالمغرب أن المهاجرات الإفريقيات القادمات من بلدان جنوب الصحراء (من بينهن قاصرات) واللائي توقف بهن المسار بالأراضي المغربية في طريقهن إلى أوروبا يعانين مختلف أنواع الإعتداء والإستغلال الجنسي فحسب الشهادات التي أوردها التقرير الذي نشره الفرع الإسباني للمنظمة على موقعه الإلكتروني تحت عنوان "الإعتداء الجنسي- الواقع الخفي لنساء جنوب الصحراء المتوقفات بالمغرب في طريقهن إلى أوروبا" فإن ثلث النساء المستجوبات (63امرأة) صرحن أنهن تعرضن لاعتداء جنسي بالأراضي المغربية والمقلق في بعض الأحيان أن الأمر يشمل فتيات قاصرات. ومن خلال نشاط منظمة "أطباء بلاحدود" بالمغرب وسط المهاجرين الأفارقة بمراكز الناظور، وجدة،الرباط والدارالبيضاء فإن 25 % من أصل 5231 إستشارة طبية قام بها فريق المنظمة خلال السنة الماضية كان لها علاقة بالأمراض والمشاكل الجنسية،فبالرغم من أن عدد المهاجرين الأفارقة عرف تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة (45 ألف مهاجر إفريقي سنة 2009حسب المنظمة) فإن الإعتداءات الجنسية مازالت مستمرة وهو ما أشارت إليه التقارير السابقة للمنظمة سنتي 2005 و2008. معاناة مستمرة ويشير التقرير إلى أن العديد من النساء الإفريقيات أقرن (ثلث المستجوبات) أنهن قد تعرضن للإغتصاب والإعتداء الجنسي ببلدانهن الأصلية بل وأن العديد منهن فررن من جحيم الإستغلال من قبل جماعات إجرامية منظمة وخاصة المنحدرات من بلدان غير مستقرة ككونغو الديموقراطية إلا أنهن سرعان ما وقعن فريسة إعتداءات أكثر خطورة ورعبا دامت طوال الطريق الصحراوية وصولا إلى "مغنية"الجزائرية و"وجدة" المغربية حيث تؤكد مختلف الشهادات التي أوردها التقرير أن الإفريقيات القادمات من دول جنوب الصحراء يتم استغلالهن أبشع استغلال بل قد لا يسلم المرضعات منهن. وحسب التقرير فإن معالجة السلطات المغربية لضحايا الإعتداءات الجنسية لا يختلف عن المعالجة العامة لملف المهاجرين الأفارقة بحيث لا يتم الإعتراف لهم بأدنى الحقوق بالرغم أن الكثير منهم لاجؤون سياسيون نازحون من بلدان غير مستقرة سياسيا من سوء حظهم أنهم لم يصلوا إلى أوروبا، فعادة ما يتم مرافقتهم إلى الحدود البرية ليتركوا أو يتركن لمصيرهن المجهول ولتبدأ حلقة جديدة من الإستغلال والإعتداءات. فبالرغم أن المغرب في السنوات الأخيرة –يضيف التقرير- يشن حملات ضد الإستغلال والإعتداءات الجنسية إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالنساء الإفريقيات فإن الضحية سرعان ما تتحول إلى متهمة. وتوجه منظمة "بلاحدود" من خلال هذا التقرير نداء لكل من السلطات المغربية وكذا إلى دول الإتحاد الاوروبي . ودعت المنطمة السلطات المغربية على العمل على معالجة المشكل في شموليته واحترام حقوق الأجانب واللاجئين فرغم الإرادة الحسنة للمنظمات الإجتماعية المغربية وكذا بعض المؤسسات الرسمية لا بد من تخصص مصادر حقيقية لضحايا الإعتداء الجنسي من المهاجرات الإفريقيات والعمل على تأهيلهن نفسيا وذلك بمراعاة خصوصيتهن الثقافية واللغوية. كما دعت المجموعة الأوروبية تحمل مسؤوليتها أمام سياسة إغلاق الحدود أمام النتائج الوخيمة على الحالة النفسية والجسمية للمهاجرين الأفارقة المضطرين للتوقف بالمغرب. أنقر هنا لتحميل التقرير