تناقل الإعلام الإسباني اليوم البيان التنديدي لمنظمة أطباء بلا حدود والذي يدين تعرض المهاجرات الإفريقيات من دول مادون الصحراء للاغتصاب والاعتداء الجنسي لدى مرورهن بالمغرب، وأنه في كثير من الأحيان يتمم استغلالهن في ماخورات للدعارة. وجاء في البيان "منذ 2009 لاحظنا ارتفاعا واضح في الإعتداءات الجنسية، واحدة من كل ثلاث نساء أفريقيات في الدارالبيضاء والرباط أقررن بتعرضهن لاعتداءات جنسية"، وأضاف البيان أن المعلن عنه من طرف الأفريقيات هو فقط رأس جبل الجليد، وما خفي أعظم. وحسب التقرير الذي قدمته هذه المنظمة غير الحكومية أمس في مدريد، فإن عدد الأفارقة من دول مادون الصحراء الموجودين بالمغرب يقدر ب4500 مهاجر، 70 بالمائة منهم ذكور و 20 نساء. وقد أفادت 39 بالمائة منهن تعرضها لإعتداء في المغرب. وحسب بيان المنظمة، فقد تم الاطلاع على حالة 63 مريضة، أفادت بأنها تعرضت للاغتصاب، وتتراوح أعمارهن بين العامين و40 سنة، و21 بالمائة منهن قاصرات. وأوضحت كونشا باديو، إحدى مسؤولي المنظمة، أن النساء الأفريقيات في المغرب "ليس لديهن مشروع هجرة، فقط فررن من نزاعات مسلحة أو من إعتداءات جنسية". ويخرجن من بلادهن صغيرات السن وبدون مال، و تأسفت عن عدم توجيه المغرب لأية سياسة للعناية بهن. وأضافت كونشا باديو أن النقطة الأعقد في مسار الإفريقيات نحو شمال المغرب، هي المسافة الرابطة بين مدينة مغنية في الجزائر و مدينة وجدة بالمغرب، حيث أعربت 60 بالمائة من المبحوثات تعرضهن للإغتصاب في هذا المجال، و ليس لمرة و احدة و إنما لمرات. وأكدت إحدى الأفريقيات القادمات من مغنية للمنظمة "أن كل ما تردين و تطلبين، تؤدين ثمنه جنسا". وفي قصة روتها جريدة لافانغوارديا الكطلانية، بعد أن ألقت الشرطة المغربية بمجموعة إفريقية من إمرأتين وثلاث ذكور إلى الصحراء في الحدود مع الجزائر، هاجمت هؤلاء عصابة مشكلة من ستة أشخاص مسلحين بالسكاكين، قاموا باغتصاب المرأتين. بغض النظر عن الإدانة الشديدة لكل أنواع الاستغلال التي يتعرض لها المهاجرون، والنساء خصوصا، سواء في بلدان الأصل، أو العبور، أو الإقامة (لاننسى الاستغلال الجنسي القريب من العبودية للعاهرات في إسبانيا على مرأى ومسمع من السلطات) فلا يجدر أن نصدق هذه القصص دون أي تمحيص، فالضحية في مثل هذه الحالات عادة ما يلجأ إلى رفع "جرعات" المأساوية والدرامية إلى حدودها القصوى طمعا في أن يجود عليه "لكوار" بحل لوضعيته. وكذا فمؤلف القصة تكون له عادة العديد من المصالح في إدخال صيغ وأرقام المبالغة فيدلس ويدس ما استطاع ليبيع بضاعته. إلا أنه يبقى كما يقول المثل الإسباني "إذا رن النهرفلأنه يحمل ماء".