قدمت منظمة أطباء بلا حدود تقريرا صادما عن أوضاع المهاجرات القادمات من إفريقيا جنوب الصحراء واللواتي أصبحن محاصرات في المغرب بسبب قوانين الهجرة الأوروبية المتشددة. التقرير الذي قدمت المنظمة نتائجه أول أمس بالعاصمة الإسبانية مدريد ، أشار إلى أن هناك حاليا بالمغرب حوالي 4500 مهاجر من إفريقيا جنوب الصحراء موجودون، بينهم 20% من النساء والعديد منهن قاصرات. وقد عاينت أطباء بلا حدود وضعية المهاجرات الإفريقيات بالمغرب خلال المدة الفاصلة بين ماي 2009 ويناير 2010، واستقت شهادة 63 منهن، من الكونغو، نيجيريا، الكاميرون وغيرها، حيث أكدت أغلبهن أنهن تعرضن مرارا للاغتصاب سواء خلال الرحلة المضنية من بلدانهن أو عند وصولهن إلى المغرب. وحسب التقرير فإن الضحايا لا يحظين برعاية طبية في المغرب، كما أنهن لا يستطعن إبلاغ السلطات عما يتعرضن له من استعباد جنسي خوفا من ترحيلهن إلى بلدانهن. وتضمن التقرير أيضا شهادات لعدد من الضحايا، مشيرا إلى أن بعضهن تم ترحيلهن ليلا إلى خارج الحدود المغربية مما جعلهن لقمة سائغة لقطاع الطرق. واعتبر مسؤول بالمنظمة أن الحكومة المغربية مطالبة ببذل الجهود الكفيلة من أجل رعاية وحماية المهاجرات الإفريقيات ضحايا الاستغلال الجنسي ، كما اعتبر أن الاتحاد الأوروبي عليه أن يعي بأن سياسته المتشددة في مجال الهجرة واللجوء أفرزت مخاطر جمة تذهب ضحيتها المهاجرات الإفريقيات ، مضيفا أن التقرير قدم نسخ منه إلى الحكومة المغربية والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.