مجموعة جديدة تضم قطر والبحرين والإمارات قرر عدد من الدول الصغيرة والمتوسطة رفع صوتها في وجه الدول الكبرى، بتشكل تحالف غير رسمي من 23 دولة- من بينها ثلاث دول عربية- باسم " مجموعة الحكم العالمي" (Global Governance Group)، وذلك بغية تفادي تخطي"مجموعة العشرين" (G20) لدور الأممالمتحدة كمحفل لاتخاذ قرارات تمس بالعالم أجمع. وتضم المجموعة الجديدة كل من البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، إلي جانب باهاماس، باربيدوس، بوتسوانا، بروني، تشيلي، كوستا ريكا، غواتيمالا، جامايكا، ليختينشتاين، ماليزيا، موناكو، نيو زيلاند، بنما، الفلبين، رواندا، سان مارينو، السنغال، سنغافورة، سويسرا، وأوروغواي. وطرأت مبادرة تشكيل هذه المجموعة في صلب منظمة الأممالمتحدة -واسمها المختصر 3G- علي ضوء تعاظم دور مجموعة العشرين (G20) التي تضم كبري الدول الاقتصادية في العالمين الصناعي والنامي، في العامين الأخيرين علي خلفية الأزمة المالية العالمية، وخطر أن تتخطي الأممالمتحدة ودورها الرئيسي في إتخاذ القرار. وتهدف المجموعة إلي الحيلولة دون سلب مجموعة العشرين لشرعية المنظمة الأممية. فوجهت للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، رسالة شددت فيها علي أن "الأممالمتحدة هي الهيئة العالمية الوحيدة ذات المشاركة العالمية والشرعية غير القابلة للجدال". وأضافت أن مجموعة العشرين يجب أن تعترف بهذه الحقيقية، وأن تضمن أن تكون تصرفاتها وقراراتها مكّملة للأمم المتحدة ومعززة لها. كما طلبت مجموعة "3G” إضفاء الطابع الرسمي علي مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمرات القمة لمجموعة العشرين واجتماعاتها التحضيرية. ونادت الرسالة أيضا بالمرونة في مسارات مجموعة العشرين وذلك لضمان مشاركة دول غير أعضاء فيها في مناقشات المجموعة بشأن قضايا متخصصة. ويذكر أن مجموعة العشرين تضم كبري الدول الصناعية بما فيها تلك الأعضاء في مجموعة الثمان (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، روسيا، بريطانيا، والولاياتالمتحدة) إضافة إلي استراليا، المكسيك، تركيا، كوريا الجنوبية، الأرجنتين، البرازيل، الصين، الهند، اندونيسيا، المملكة السعودية، جنوب أفريقيا، والإتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن تعقد مجموعة العشرين مؤتمر قمة لها في تورونتو، كندا، في الفترة 26-27 يونيو المقبل، ثم قمة تالية في عاصمة كوريا الجنوبية سول في 11-12 نوفمبر القادم. ويذكر أن قمم مجموعة العشرين قد شملت مؤخرا مشاركة عدة منظمات إقليمية، منها رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان)، الاتحاد الافريقى، لجنة التعاون الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (ابيك)، والشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد). فتقول المجموعة الجديدة 3G أن مثل هذه المنظمات الأقليمية يجب أن تشارك بصورة كاملة في مجموعة العشرين ومساراتها، وينبغي ضمان إنتظام مشاركتها فيها. هذا ولقد أجاب سفير سنغافورة فانو غوبالا مينون، علي سؤال لوكالة انتر بريس سيرفس، عما إذا كان من من الممكن أن تتخطي مجموعة العشرين الأممالمتحدة كمحفل سياسي وإقتصادي، أجاب أن الأممالمتحدة لها قوتها الخاصة بها، وهي الهيئة العالمية الوحيدة التي تكفل المشاركة العالمية والشرعية غير القابلة للجدال. وأضاف أن الأممالمتحدة لديها ميثاقها بل والقدرة علي إتخاذ قرارات ملزمة للمجتمع الدولي. كما إنها تمتع بنطاق عالمي بالفعل بوكالاتها الفاعلة في الميدان. “يجب أن تكّمل مسارات مجموعة العشرين وأعمالها الأممالمتحدة وتعززها". وبدوره، صرح دبلوماسي أفريقي لوكالة انتر بريس سيرفس أن هناك أيضا مخاوف من أن تغير السبع دول الأعضاء في مجموعة 77 (دولة نامية) والمشاركة في مجموعة العشرين - الأرجنتين، البرازيل، الصين، الهند، اندونيسيا، المملكة السعودية، جنوب أفريقيا-، أن تغير موقفها المدافع عن قضية أفقر دول العالم في نطاق مجموعة العشرين، بأن تعمد إلي حماية مصالحها الذاتية في وجه الدول الصناعية. وفي استباق للأحداث، ذكّر الدبلوماسي الأفريقي بأن رئيس حكومة دولة نامية كبيرة تغيب عن جلسات الجمعية العامة للأم المتحدة في العام الماضي، ليحضر في المقابل قمة مجموعة العشرين في الولاياتالمتحدة، علي الرغم من تتابع الاجتماعين. وقال "ربما كان اجتماع مجموعة العشرين أكثر أهمية له من جلسات الأممالمتحدة". هذا ولقد أجاب سفير سنغافورة فاو غوبالا مينون علي سؤال لوكالة انتر بريس سيرفس عن دوافع ال 23 دولة لتشكيل مجموعة 3G، شارحا أن مجموعة العشرين قد اتخذت منذ نوفمبر 2008 دورا نشطا متناميا في استقطاب التدابير العالمية في مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية. فأثار ذلك عدة تساؤلات منها كيف ستتخذ القرارات في المستقبل بشأن القضايا الاقتصادية العالمية، وما الذي يمكن أن تعنيه مسارات مجموعة العشرين بالنسبة للأمم المتحدة، وكيف يمكن أن تؤثر قرارات مجموعة العشرين علي بقية أعضاء الأممالمتحدة. وأضاف السفير أن كل هذه الاعتبارات حملت دولا صغيرة ومتوسطة علي مناقشة هذه التساؤلات وتناولها.