وآخر يحتضر بعد دخوله في إضراب عن الطعام حاول حدو إدريس، المعتقل بسجن تولال بمكناس والمحكوم ب 15 سنة سجنا (أمضى 13 سنة من مدة العقوبة)، مؤخرا الانتحار داخل زنزانته احتجاجا على الابتزاز الذي تعرض له من طرف رئيس الحي بالسجن. وحسب مصدر من السجن فإن الرئيس دأب على ابتزاز السجناء، حيث يفرض عليهم عقب كل زيارة لذويهم مده بمقابل مادي أو عيني من المواد الغذائية التي تقدمها عائلة السجين. وكشف نفس المصدر أن رئيس الحي يعمد بعد ذلك إلى مد ما يعرف لدى السجناء ب"الدلال" بهذه المواد بغاية بيعها إلى سجناء آخرين مقابل نسبة من الأرباح. وحسب شهود عيان فإن السجين حدو إدريس خلع ملابسه وصعد لسطح الحي، أي على ارتفاع 20 مترا، في محاولة منه للانتحار، قبل أن تتدخل إدارة السجن التي وعدته بحل جميع المشاكل التي يعاني منها وتلبية جميع مطالبه، لكن فور تراجعه عن قرار الانتحار ونزوله من أعلى الحي احتجزته في سجن انفرادي، عقابا له على تصرفه، في حين لم تتخذ أي إجراء في حق رئيس الحي المتهم بابتزاز السجناء . من جانب آخر لم تتخذ إدارة السجن أي إجراء من أجل متابعة الحالة الصحية للسجين محمد ياسين المرابط، الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ ثاني مارس الجاري ، كما رفضت إبلاغ عائلته بتطورات حالته الصحية، خصوصا أنه لم يعد يقو على الكلام، في حين يوجد سعيد بوليفة (تيار السلفية الجهادية) الذي يخوض منذ شهر فبراير الماضي إضرابا مفتوحا عن الطعام بين الحياة والموت، إثر تدهور حالته الصحية (فقد 20 كيلوغرما من وزنه، كما بدأت تنبعث رائحة كريهة من جسده)، وتتلخص مطالب هؤلاء السجناء في أنسنة ظروف الاعتقال. في موضوع ذي صلة أقدمت الإدارة على رش مجموعة من السجناء، الذين عبروا عن احتجاجهم بطريقة سلمية على انقطاع الماء والكهرباء عن حي "الأمل" بغازات مخدرة، في حين وضع أحدهم في حبس انفرادي، بعد أن تم تجريده من ملابسه. وكان سبعة سجناء حجزوا أنفسهم في زنازنهم، حيث رفضوا مغادرتها احتجاجا على انقطاع الماء والتيار الكهربائي عن حي "الأمل" منذ يوم الاثنين 8 مارس، وهو الحي الذي يضم 46 غرفة يوجد بها حوالي 300 معتقل. وحسب المعطيات التي تتوفر عليها الجريدة فإن 16 منزلا يقطنه موظفو السجن، بالإضافة إلى 3 فيلات تابعة لإدارة المعقل، تستفيد من الماء والكهرباء المفروض أن تستفيد منه أحياء السجن. يشار إلى أنه منذ التحاق عبد الله الضريس، الذي كان محط انتقادات لاذعة من طرف العديد من المنظمات الحقوقية بإدارة سجن تولال أوائل العام الجاري، قادما إليه من إدارة السجن المحلي الحسيمة شهد السجن العديد من الأحداث المأساوية، حيث توفي السجين ادريس عمي بسبب انعدام الرعاية الطبية، خصوصا أن إدارة السجن وضعته بزنزانة جل نزلائها مدخنون، كما دخل 3 سجناء من تيار السلفية الجهادية في إضراب مفتوح عن الطعام.