أيها اللصوصُ النابتون مثلَ الجذام في كل مكان، إليكم هذا النذير: إنّ الساعةَ ساعتَكم قد اقتربتْ، وآن لكم أن تنفذوا بما سرقتم وترحلوا. ليتَكم ظللتم مثل آبائكم وأجدادكم الذين كانوا عنكم مختلفين. فقد كانت لهم أيضا كناياتُهم وفضائحُهم وجرائمُهم مثلكم تماما، ولكن على الأقل كانوا مهذبين. أسلافُكم لصوصُ الماضي كانوا يضعون أقنعةً على وجوههم ويسرقون، يتستّرون بالظلام والغياب والزّحام ليرتكبوا سرقاتِهم كي لا يُعرفوا، لكن أنتم ترتكبون سرقاتِكم ملءَ النهار وبوجوهٍ مكشوفةٍ دون حياءٍ شاهرين سيوفَكم علناً لا تتنكرون. أسلافُكم كانوا يحتاطون شديداً كي لا نضبطهم ونتعرّفَ ملامحَهم وأسماءَهم، كانوا يقتحمون بيوتنا عبر النوافذ أو السطوح ونحن نائمون، ثم يتسللون إلى غُرفنا على أطرافِ أصابعهم بكثيرٍ من الهدوء الذي يُشبه الاحترام حتى لا ننزعجَ ونستيقظ.. أما أنتم أيها اللّصوصُ الجُدد، فلا تستحيون. ما همّكم شرطة ولا محكمةٌ ولا قضاء، ولا همكم أن تُنعتوا بالسارقين أو تتصدّر صورُكم الصفحات الأولى. لقد تجرأتُم كثيراً، بالَغتُم في احتقارنا حدّ الوقاحة، وما عاد في الصّدور متسعٌ لتحمُّل وقاحاتكم. سنقف أخيراً في وجوهكم ونمنعُكم من أن تتكاثروا وتتناسلوا. لن نكتفي بعد اليوم بمشاهدتكم تسرقون وتنهبون، لن نتنازلَ عن أموالنا وكرامتنا ثمّ نهرب خوفاً على حياتنا كلما أشْهرتم في وجوهنا الخوف، لن نسمح لأياديكم القذرة بأن تمتد إلى جيوبنا لتسرقَنا دون تردد، سنُمسك باليد الممتدة إلى مالنا ونقسم بالله لَنقطعنّها إن امتدت ثانية، وسنقطعها حقاً. بكذا ينتهي رعبُنا اليومي حينَ تصبحون أنتم المرعوبين. ربما تقولون إن أسلافنا كانوا مثلنا، حاولوا ردع أسلافكم ولم يستطيعوا. نعم بلا شك، لكنْ تلك حياةٌ لم تعُد تعنينا. هذا جيل جديد، جيلُ الفأرة التي بالنّقر قد تصنع جحيما لا يهدأ. مليون مواطن وأكثر ضجروا منكم وقرروا الخروج إليكم. قريبا جدا سيتخلون عن أسمائهم المستعارةِ وصورهم الرمزيةٍ وسيخرجون من الشاشات. سيغادرون المواقع الالكترونية التي سكنوها طويلا، ثم سيطلعون من مكاتبهم ومن غرف الدردشة كي يقضوا عليكم. سيتركون خلفهم الصمتَ الذي ألجم أسلافهم حين تركوا أسلافكم يتكاثرون في صمت، ولن يصمتوا. لقد قرروا أن يتّحِدوا من أجل القضاء عليكم، وسيتّحدون فتنقرضون. صدقوني، ليس الأمرُ مجرّد انتفاضةٍ الكترونيةٍ تخمُد إذا ما تعطّلتِ الحواسيب أو انقطعَ الكهرباء أو قلّ الصّبيب. كلا أيها اللصوص، الأمر جدّي هذه المرة. أليسَ مليونُ اسم مستعار على الانترنيت هو في الحقيقة مليونُ اسم حقيقي على الأرض؟ ألا يساوي هذا المليونُ مليونَ صرخةٍ عاصفةٍ في الشوارع، ومليونيْ قبضةٍ غاضبةٍ في الهواء، ومليوني قدمٍ قد تدهسكم في أية لحظة؟ أيها اللصوص، ارحلوا الآنَ أو استعدوا لجيل الغضب. إنهم قادمون فلا تشكُّوا [email protected]