ألقت عناصر الأمن بمراكش يوم الاثنين الماضي القبض على الشاب الذي نفذ عملية السطو على وكالة للخدمات المالية (وفا كاش)، واستولى على مبلغ 17 مليون و 7000 درهم. وقبله تم القبض على صاحب مقهى، وعاملين من عماله قررا السطو على بنك بالدار البيضاء. وقع اللصوص الجدد في قبضة الشرطة قبل أن ينفذا الجريمة، بمساعدة كلب «بيتبول» خطير. ويبدو أنهم بمجرد ما نووا السرقة كان الخبر قد وصل إلى رجال الأمن، فوجدوا رجال الأمن في استقبالهم، وقد كانوا ثلاثة ومعهم كلبهم. سارق مراكش، ذهب الى بيته بجليز، ووضع به الأموال التي سرقها بعد أن اقتحم الوكالة ولجأ إلى تهديد سيدة تعمل بمفردها بالوكالة، بسلاح أبيض وكبل يديها وأغلق فمها بلصاق لإسكاتها. والظاهر أنه تعامل معها كما لو أنه سحب ذلك من حسابه الخاص، وأن صرف ما سحبه، يتم بشكل عادٍ وبشكل مألوف. لم نعد نحصي عدد العمليات التي تستهدف الوكالات البنكية، والخدماتية وبعض الوكالات ذات الخدمة المالية، وأصبحنا نألف بالفعل ما كان إلى أمس قريب، يعد من خيال الصورة السينمائية. ولكن قبل ذلك لم أجد أن اللصوص الجدد، الذين نقدمهم، في الساعة والحين، على أساس أنه غير محترمين، لم يقوموا سوى بتقليد لصوص كبار ظلوا محترمين سنوات عديدة، بل منهم من كانت الكاميرات لا تغيب عن وجهه المحترم والمصقول طويلا. اللصوص المحترمون سطوا على الأبناك بدون أن يكبلوا يد العاملين، واختاروا أن يكبلوا يد البلاد وحدها. لم يغلقوا فم السيدات العاملات في البنوك التي كانوا يديرونها، بل كبلوا فم القضاء والأمن والبرلمان. ففي بنك الشعبي، وبنك القرض العقاري والسياحي مثلا، كانوا يدخلون إلى المؤسسات ثم لا يحتاجون إلى أكياس بلاستيكية.. بل كانوا يحتاجون إلى عين بلاستيكية فقط تغض الطرف عنهم. ولا يحتاجون إلى حقائب لكي يملأوها بالمال. كانوا يحتاجون إلى حقيبة وزارية، كما هو حال الزاهيدي، أو إلى حقيبة ديبلوماسية لكي يأخذوا ما يشاؤون من المال، من هنا إلى البنوك الخارجية. اللصوص المحترمون للغاية يفرغون بنوك بلادهم ليملأوا بنوك الآخرين، فذلك دليل كبير على الاحترام، وعلى طول ذات اليد. طبعا بعض هؤلاء اللصوص أدركتهم العدالة ودخلوا السجن، مثل اللصوص العاديين الذين يسرقون البنوك ويضعون الأموال في وسائد الأسرة وتحت الحصير. وكان ذلك دليلا على أننا نسير في الاتجاه الصحيح. لكن اللصوص الذين يسرقون المال العام سلالة حقيقية، لهم دائما خلف، ولهم أيضا «تيار» واسع من «اللصوصيونيست» البارعين الذين يُنَظِّرون للسرقات «وللكوميسيون» وللنسبة المجتزأة من المال العام.