قاد الحظ العاثر لصا متخصصا في سرقة الأموال المسحوبة من شبابيك الأبناك بالدارالبيضاء إلى الوقوع في قبضة عناصر الشرطة القضائية لأمن ابن امسيك سيدي عثمان التي أوقفت المتهم، المزداد سنة 1964، وبحوزته مفك براغي (تورنوفيس) كان يستعمله لاستخلاص الأموال من شباك وكالة بنكية بشارع إدريس الحارثي، قرابة الساعة الثانية والنصف من زوال أول أمس الاثنين. رئيس الشرطة القضائية أكد ل«المساء» أن الموقوف مجرد متسكع، تشير بطاقة تعريفه الوطنية إلى أن مهنته «مياوم»، وقد استعار مفك البراغي من مصلح دراجات نارية يملك محلا بدرب الدوام، ونفى رئيس الشرطة القضائية لأمن ابن امسيك، الذي زارته «المساء» في مكتبه عقب اعتقال اللص، فرضية الجريمة، مكتفيا بالقول إن الأمر لا يعدو أن يكون حادثا عرضيا، ودعا إلى عدم تهويل القضية وإعطائها بعدا أكبر مما تستحقه على اعتبار أن الموقوف مجرد «شمكار» كان يعتقد أنه سيخرج المال بالاستعانة بمفك براغي من شباك بشارع إدريس الحارثي قبل أن يتم اعتقاله. لكن أحد سكان درب «الدوام» أكد أن هذا اللص الظريف الذي يعمد، بعد سحب مبلغ ضئيل من حسابه المفتوح ببنك «الشركة العامة للأبناك» إلى صب كمية من اللصاق داخل الحاجز المعدني الذي يفتح بشكل تلقائي قبل أن يقفل بنفس الطريقة بمجرد خروج الأوراق النقدية والتقاطها من قبل طالبيها من الزبائن المتوفرين على بطاقات بنكية ممغنطة. وهكذا يتحول اللصاق المتجمد داخل الشباك إلى حاجز يحول دون تسلم الزبناء للمبالغ المسحوبة من حساباتهم، فيعود اللص مجددا إلى الشباك ويجري عملية سحب جديدة من حسابه وعندما تنفتح الكوة المعدنية، يسارع إلى إزالة حاجز اللصاق مستعينا بمفك البراغي لاستخراج كافة الأوراق النقدية التي «سرطها» الشباك للزبائن السابقين. ساعات قبل أن توقف الشرطة القضائية لأمن ابن امسيك سيدي عثمان هذا المحتال متلبسا بالعبث بشباك الوكالة البنكية، تمكن لص آخر بمدينة مراكش من السطو على 17 مليون سنتيم من وكالة «وفا كاش» الواقعة بشارع آسفي، صباح أول أمس الاثنين. وحسب مصادرنا، فإن عملية السطو نفذت ما بين التاسعة والتاسعة والنصف صباحا، وإن اللص اقتحم الوكالة المالية الواقعة في شارع «آسفي» والتي كانت تعمل بها موظفة وحيدة، وعمد بمجرد حضورها لمباشرة عملها اليومي إلى ولوج الوكالة، وأشهر في وجهها مدية وكبل يديها وأغلق فمها بلصاق بلاستيكي لإسكاتها. أما عمر اللص فيقارب 26 سنة وهو أسمر البشرة. وحسب محمد الأزهر، أستاذ مادة علم الإجرام بكلية المحمدية، فإن سرقة الأبناك واستهدافها من قبل اللصوص أضحى ظاهرة في المغرب، وزاد الأزهر قائلا في اتصال هاتفي صباح أمس مع «المساء»: أضحت سرقة الأبناك ظاهرة لافتة في مجتمعنا. وغالبية لصوص المصارف يعانون من عقد قهرية ويبحثون عن المال لامتلاك أشياء هم محرومون منها، في مجتمع يعاني من ضغط البطالة ويلجأ فيه المجرمون الراغبون في الظفر بالمال إلى وسيلة لا تكون فيها مجازفة بحياتهم أو تكون خطرا عليهم»، داعيا الشرطة إلى تطوير وسائل عملها، والبنوك إلى الاستثمار في إجرءات الأمن والسلامة بدل إنشاء وكالات بنكية لا تستجيب لتطلعات الزبائن وتظل فقط عبارة عن «أكشاك» لجمع المال وتحقيق الأرباح، على حد قوله. إلى ذلك، أكد مصدر أمني من مدينة مراكش أن وكالة «وفا كاش» التي تعرضت للسطو صباح أول أمس الإثنين من خلال سلب الموظفة الوحيدة التي كانت بداخلها مبلغ 17 مليون سنتيم، هي نفسها الوكالة التي سبق لها أن تعرضت لعملية سطو مشابهة شهر رمضان الماضي. ومساء السبت الماضي، أوقفت عناصر الشرطة القضائية في الدارالبيضاء شخصا يشتبه في كونه العقل المدبر لعملية سطو مسلح، اعتقل يوم الجمعة الماضي أربعة متهمين أثناء محاولتهم تنفيذها مستعينين بكلب من فصيلة «البيتبول»، وهي العملية التي كانت قد استهدفت وكالة بنكية تابعة ل»البنك الشعبي» يوجد مقرها بإقامة نورماندي 2 في شارع بئر أنزران. وحسب المحققين، فإن المدبر الرئيسي للعملية هو صاحب مقهى للشيشا، تقع في المعاريف، اسمه إبراهيم (ن)، مزداد سنة 1976، أما المتورطون معه في العملية، فهم نادل يعمل لديه في المقهى، وشخص آخر يهتم بتحضير الشيشا، وآخر مكلف بتحضير طلبات الزبناء. وأكدت مصادرنا أن أعمار أفراد عصابة «الشيشا» تتراوح ما بين 21 و24 سنة، كان حلمهم بعد سرقة الأموال هو الهجرة إلى إسبانيا. وفي ثالث يوم أعقب عيد الأضحى، تعرضت وكالة بنكية تابعة للبنك المغربي للتجارة والصناعة بحي السعادة، في مراكش، للسطو من طرف شخصين كانا على متن سيارة مدججين بالسلاح الأبيض، وقد تمكنا من سرقة مبلغ مالي قدر بحوالي 72 مليون سنتيم، مستغلين تعطل المنبه الصوتي وغياب رجال الأمن الخاص.. ورغم أن التحقيقات الأولية التي خلصت إليها الشرطة العلمية، بعد تحليلها لمعطيات «مسرح الجريمة»، تشير إلى أن الشخصين اللذين اقتحما الوكالة البنكية يتراوح عمراهما ما بين 24 و25 سنة، وأن أحدهما قصير القامة والآخر ذو شعر أشقر، فإن الحملات التمشيطية التي تقوم بها المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش قادتهما إلى وجهة مجهولة.