"كان" الفتيان.. المنتخب المغربي يمطر شباك أوغندا بخماسية في أولى مبارياته    أمير المؤمنين يؤدي غدا الاثنين صلاة عيد الفطر المبارك بمسجد أهل فاس بالمشور السعيد بمدينة الرباط    أمير المؤمنين يهنئ ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك    تهنئة للسيد عمار الشماع رئيس جمعية المنطقة الصناعية لطنجة المرفوعة لحظرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد الفطر لعام 1446 هجرية    المغرب يؤكد طلبية 18 قطارا فائق السرعة من "ألستوم" بتمويل فرنسي    جلالة الملك يصدر عفوه السامي على 1533 شخصا بمناسبة عيد الفطر السعيد    الإعتداء على أستاذة يغضب نقابة الكونفدرالية بالفقيه بن صالح    حظر مؤقت لصيد الحبار جنوب سيدي الغازي خلال فترة الراحة البيولوجية الربيعية    يوم عيد الفطر هو يوم غد الاثنين    مدينة ميضار تعيش الحدث بتتويج فريق نجوم بني محسن بطلاً للدوري الرمضاني لكرة القدم    سطاد المغربي يستمر في كأس العرش    بلاغ جديد لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة    الملك محمد السادس يصدر عفو العيد    المعهد العالي للفن المسرحي يطلق مجلة "رؤى مسارح"    المغرب يعزز استثمارات الذكاء الاصطناعي لضمان التفوق الرقمي في القارة    سدود المملكة تواصل الارتفاع وتتجاوز عتبة 38 في المائة    إحياء صلاة عيد الفطر بمدينة طراسة الإسبانية في أجواء من الخشوع والفرح    الاتحاد الإسلامي الوجدي يلاقي الرجاء    زلزال بقوة 7,1 درجات قبالة جزر تونغا    كأس العرش: فرق قسم الصفوة تعبر إلى ثمن النهائي دون معاناة تذكر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين    باحثون مغاربة يفسرون أسباب اختلاف إعلان العيد في دول العالم الإسلامي    أسعار العقارات في الرياض ترتفع 50% خلال ثلاث سنوات    الصين وأفريقيا الغربية: آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة    الموت يفجع الكوميدي الزبير هلال بوفاة عمّه    دراسة تؤكد أن النساء يتمتعن بحساسية سمع أعلى من الرجال    نتنياهو يتحدى مذكرة اعتقاله ويزور المجر في أبريل    "الفاو" تحذر من تفشي الجراد في شمال إفريقيا وتدعو إلى عمليات مسح    تكبيرات العيد في غزة وسط الدمار    نتنياهو يطالب حماس بتسليم السلاح    احتجاجات حاشدة في عدة مدن مغربية دعما لغزة ضد الإبادة الصهيونية ورفضا للتطبيع    ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في تايلاند إلى 17 قتيلا على الأقل    منظمة الصحة العالمية تواجه عجزا ماليا في 2025 جراء وقف المساعدات الأمريكية    بنعبد الله: الأرقام الحكومية تؤكد أن 277 مستوردا للأبقار والأغنام استفادوا من 13,3 مليار درهم (تدوينة)    حفلة دموية في واشنطن.. قتيلان وأربعة جرحى في إطلاق نار خلال شجار عنيف    إفطار رمضاني بأمستردام يجمع مغاربة هولندا    مدينة المحمدية تحتضن لأول مرة بطولة المغرب للمواي طاي لأقل من 23 سنة وللنخبة وكذا كأس سفير مملكة التايلاند بالمغرب    زلزال بورما.. تواصل جهود الإغاثة والإنقاذ والأمم المتحدة تحذر من "نقص حاد" في الإمدادات الطبية    كأس الكونفدرالية... تحكيم جنوب إفريقي لمباراة الإياب بين نهضة بركان وأسسك ميموزا الإيفواري    دوافع ودلالات صفعة قائد تمارة    30 مارس ذكرى يوم الأرض من أجل أصحاب الأرض    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    يقترب الدولي المغربي " إلياس أخوماش " من العودة إلى الملاعب    انعقاد الدورة الحادية عشر من مهرجان رأس سبارطيل الدولي للفيلم بطنجة    ارتفاع الدرهم مقابل الدولار والأورو وسط استقرار الاحتياطات وضخ سيولة كبيرة من بنك المغرب    غدا الأحد.. أول أيام عيد الفطر المبارك في موريتانيا    دراسة: النساء يتمتعن بحساسية سمع أعلى من الرجال    نقاش "النقد والعين" في طريقة إخراج زكاة الفطر يتجدد بالمغرب    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    هيئة السلامة الصحية تدعو إلى الإلتزام بالممارسات الصحية الجيدة عند شراء أو تحضير حلويات العيد    على قلق كأن الريح تحتي!    أكاديمية الأوسكار تعتذر لعدم دفاعها وصمتها عن إعتقال المخرج الفلسطيني حمدان بلال    تحذير طبي.. خطأ شائع في تناول الأدوية قد يزيد خطر الوفاة    معنينو يكشف "وثيقة سرية" عن مخاوف الاستعمار من "وطنيّة محمد الخامس"    أوراق من برلين.. أوقات العزلة المعاصرة: اكتشاف الشعور الكوني    ترجمة "نساء الفراولة" إلى العربية    رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية    عمرو خالد: هذه تفاصيل يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. مشاهد مؤثرة ووصايا خالدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى السيد مصطفى بوهندي : أبو هريرة صحابي جليل -2-
نشر في هسبريس يوم 28 - 02 - 2010


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه
وبعد
فنكمل إن شاء الله بيان ما جاء في كتاب بوهندي من المغالطات
يقول بوهندي :[ لا نعرف شيئا عن أهل الصفة إلا من روايات أبي هريرة ، ما هي أسماؤهم ؟ أو أسماء بعضهم غير أبي هريرة ؟ لماذا لا يتحدثون عن أنفسهم ويقولون نحن أضياف الإسلام لا شغل لنا إلا انتظار الصدقات في المسجد النبوي ؟ وهل كان محمد يبارك تجمعهم هذا بينما يذهب الأنصار والمهاجرون إلى أسواقهم وأموالهم ؟ لماذا لا يتحدث إلا أبو هريرة عنهم ؟ أليسوا هم الأصحاب الحقيقيون الملازمون لرسول الله ؟ ألم يقل لهم الرسول يوما :"اخرجوا من هذه المسكنة والذلة الذي أنتم فيها واكسبوا قوتكم من عرق جبينكم فإن الإسلام الذي جئتكم به لا يصنع ( المعتكفين المتسولين ( وإنما يصنع ( العباد العاملين ذوي الأيدي ( [ .
قلت : سبحان الله ، وكأن أبا رية هو الذي يتحدث هنا وليس بوهندي !!!
أنت يا سيد بوهندي الذي لا تعرف شيئا عن أهل الصفة إلا من روايات أبي هريرة وحقدك على أبي هريرة رضي الله عنه أعماك عن غير رواياته .
أما نحن والحمد لله فقد أخبرنا عنهم عبادة بن الصامت وعلي بن أبي طالب وأنس بن مالك وعبد الله بن مسعود وابن عباس وفضالة بن عبيد وأبو أمامة الباهلي وأبو ذر الغفاري وقتادة وواثلة بن الأسقع وعبد الرحمن بن عوف والبراء بن عازب والحسن البصري ويزيد بن عبد الله بن قسيط وعلقمة المزني إرسالا رضي الله عنهم أجمعين .
فكم يا ترى من صحابي هنا حدثنا عن وجود أهل الصفة وعن حالهم دون احتساب أبي هريرة رضي الله عنه ومن أرسل الأحاديث من التابعين ؟
فيكون عدد الصحابة الذين حدثونا عن أهل الصفة من دون احتساب أبي هريرة ومن غير رواياته إثنا عشر صحابيا جليلا ، وهم :
1 – عبادة بن الصامت .
2 – علي بن أبي طالب .
3 – أنس بن مالك .
4 – عبد الله بن مسعود .
5 – أبو أمامة الباهلي .
6 – أبو ذر الغفاري .
7 – واثلة بن الأسقع .
8 – عبد الرحمن بن عوف .
9 – البراء بن عازب .
10 – قتادة .
11 – ابن عباس .
12 – فضالة بن عبيد .
رضي الله عنهم أجمعين ، أما من طريق الإرسال والرواية من التابعين :
1 – الحسن البصري .
2 – يزيد بن عبد الله بن قسيط .
3 – يزيد بن أصرم .
4 – علقمة المزني .
رضي الله عنهم أجمعين ، فيكون عدد من حدثنا عن أهل الصفة ست عشر راويا ، أفلا يكيفيك إثنا عشر عدلا وأربعة من التابعين يخبروك بوجود أهل الصفة ؟
هذا فيما وصلت إليه أنا العبد الضعيف في البحث أما لو بحث من هو أعلم مني لربما لا يستطيع حصرهم من كثرتهم .
وهذه أحاديثهم تباعا :
أخرج البخاري في تهذيب الكمال ( 12/378 ( وفي التاريخ الكبير ( 2/140 ( عن علي بن أبي طالب قال : مات رجل من أهل الصفة فقيل يا رسول الله : ترك دينارا ودرهما ؟ قال :"كيتان صلوا على صاحبكم" وفي إسناده عتيبة ويزيد مجهولان .
واخرج أبو داود في سننه ( 3416 ( عن عبادة بن الصامت قال : علمت ناسا من أهل الصفة الكتاب والقرآن فأهدى إلي رجل منهم قوسا فقلت : ليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله عز وجل لأتين رسول الله فلأسألنه ؟ فأتيته فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : رجل أهدى إلي قوسا ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن وليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله ؟ قال :"إن كنت تحب أن تطوق طوقا من نار فاقبلها" ورواه علي بن المديني في تنقيح تحقيق التعليق ( 3/65 ( ورواه ابن حبان في المجروحين ( 2/339 ( وابن عبد البر في التمهيد ( 21/113 ( وفي الاستذكار ( 4/420 ( وابن القيسراني في تذكرة الحفاظ ( 220 ( وفي معرفة التذكرة ( 167 ( .
وأخرج أبو حاتم الرازي في العلل لأبن أبي حاتم ( 2/218 (عن أنس بن مالك : أن رجلا من أهل الصفة مات وترك متاعا فباع النبي صلى الله عليه وسلم متاعه فيمن يزيد.
وأخرج المنذري في الترغيب والترهيب ( 2/86 (عن عبد الله بن مسعود قال : توفى رجل من أهل الصفة فوجدوا في شملته دينارين فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال :"كيتان" .
وأخرج المنذري كذلك في الترغيب والترهيب ( 2/86 ( عن أبي أمامة أن رجلا توفى على عهد رسول الله فلم يوجد له كفن فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" انظروا إلى داخلة إزاره" فأصيب دينار أو ديناران فقال "كيتان" وفي رواية : توفى رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره دينار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كية" ثم توفى آخر فوجد في مئزره ديناران فقال:"كيتان" .
وأخرج المنذري كذلك في الترغيب والترهيب ( 4/145 ( عن أبي ذر الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :"يا أبا ذر : أترى كثرة المال هو الغنى ؟" قلت : نعم يا رسول الله ، قال :"فترى قلة المال هو الفقر ؟" قلت : نعم يا رسول الله ، قال:"إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب" ثم سألني عن رجل من قريش قال :"هل تعرف فلانا ؟" قلت : نعم يا رسول الله ، قال :"فكيف تَراه أو تُراه ؟" قلت : إذا سأل أعطي وإذا حضر أدخل ، قال : ثم سألني عن رجل من أهل الصفة فقال :"هل تعرف فلانا ؟" قلت : لا يا والله ما أعرفه يا رسول الله ، فما زال يجليه وينعته حتى عرفته ، فقلت : قد عرفته يا رسول الله ، قال :"فكيف تَراه أو تُراه ؟" قلت : هو رجل مسكين من أهل الصفة ، فقال :"هو خير من طلاع الأرض من الآخر " قلت : يا رسول الله : أفلا يعطى من بعض ما يعطى الآخر ؟ فقال :"إذا أعطي خيرا فهو أهله وإذا صرف عنه فقد أعطى حسنة" .
وأخرج العراقي في تخريج الإحياء ( 4/208 ( عن أنس بن مالك أن رجلا من أهل الصفة استشهد فقالت أمه هنيئا لك يا بني الجنة هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتلت في سبيل الله ، فقال صلى الله عليه وسلم :" وما يدريك لعله كان يتكلم بما لا ينفعه ويمنع مالا يضره " وفي إسناده ضعف ، وهذا لا يعني أن هذا الصحابي الجليل كان يتكلم بما لا ينفعه ويمنع مالا يضره وإنما قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ذلك للمرأة أن لا تزكي أحدا بالجنة ، فذاك أمر لله ولرسوله وليس لأحد دونهما أن يشهد لأحد بالجنة .
وأخرج الهيثمي في مجمع الزوائد ( 8/308 ( عن واثلة بن الأسقع قال : كنت في أهل الصفة فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بقرص فكسره في القصعة وضع فيها ماء سخنا ثم صنع فيها ودكا ثم سفسفها ثم لبقها ثم صنعها ثم قال :" اذهب فائتني بعشرة أنت عاشرهم" فجئت بهم فقال :" كلوا وكلوا من أسفلها ولا تأكلوا من أعلاها فإن البركة تنزل في أعلاها " فأكلوا منها حتى شبعوا . ورجال إسناد الحديث موثقون .
واخرج ابن حجر في الفتح ( 11/291 ( عن يزيد بن عبد الله بن قسيط مرسلا قال : كان أهل الصفة ناسا فقراء لا منازل لهم فكانوا ينامون في المسجد لا مأوى لهم غيره .
وأخرج ابن حجر في الإصابة ( 4/69 ( عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أهل الصفة يكنى أبا رزين :"يا أبا رزين إذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله فإنك لا تزال في صلاة ما ذكرت ربك يا أبا رزين إذا أقبل الناس على الجهاد فأحببت أن يكون لك مثل أجورهم فالزم المسجد تؤذن فيه ولا تأخذ على أذانك أجرا". وإسناده ضعيف .
وأخرج البخاري في الأجوبة المرضية ( 2/869 ( عن الحسن البصري مرسلا أنه صلى الله عليه وسلم خرج على أهل الصفة يوما فذكر الحديث فقال لهم يوما :"أنتم اليوم خير أم أنتم حين تغدون في حلة وترحون في حلة وتغدو عليكم قصعة وتروح أخرى ؟ " فقالوا : يا رسول الله نحن اليوم بخير وإنا لنرى أنا يومئذ خير منا اليوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كلا والذي نفس محمد بيده لأنتم اليوم خير منكم يومئذ" .
وأخرج الترمذي في الجامع ( 2987 (عن البراء بن عازب في قوله تعالى ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ( قال : نزلت فينا معشر الأنصار كنا أصحاب نخل ، فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته وكان الرجل يأتي بالقنو والقنوين فيعلقه في المسجد وكان أهل الصفة ليس لهم طعام فكان أحدهم إذا جاء أتى القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر والتمر فيأكل وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص والخشف وبالقنو قد انكسر فيعلقه فأنزل الله تبارك وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه ( قال : لو أن أحدكم أهدى إلي مثل ما أعطى لم يأخذه إلا على إغماض أو حياء .
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن فضالة بن عبيد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالناس يخر رجال من قيامهم في صلاتهم لما بهم من الخصاصة وهم أهل الصفة حتى يقول الأعراب : إن هؤلاء مجانين .
بل لقد ذكرهم الله سبحانه في كتابه وشهد لهم بأن انقطاعهم كان في سبيل الله فقد أخرج ابن سعد في طبقاته ( 1/255 (من طريق الواقدي عن محمد بن كعب القرظي أنه قال في تفسير قوله تعالى ( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا بستطيعون ضربا في الأرض ( قال : هم أصحاب الصفة .
وقال القرطبي في تفسير هذه الآية [ وإنما خص فقراء المهاجرين بالذكر لأنه لم يكن هناك سواهم وهم أهل الصفة وكانوا نحوا من أربعمائة رجل وذلك أنهم كانوا يقدمون فقراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لهم من أهل ولا مال فبنيت لهم صفة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لهم أهل الصفة [ ( 3/340 ( .
وأخرج ابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى ( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ( قال : هم أصحاب الصفة (. الدر المنثور ( .
ثم إن هؤلاء الصحابة الكرام ( أهل الصفة ( لم يكونوا ينتظرون الصدقات من الناس ، لقد كانت من علاماتهم ( لا يسألون الناس إلحافا ( و ( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ( وكانوا يقومون بفروض عظيمة منها تلقي القرآن والسنن ودراستهما حيث كانت الصفة مدرسة الإسلام وكان يدرس فيها أكابر الصحابة وقد مر بنا حديث عبادة بن الصامت حينما أهدى له رجل من أهل الصفة قوسا .
فكيف يطردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نزل عليه قوله تعالى ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ( كيف يطردهم ويقول لهم اذهبوا واعملوا ولا تجلسوا هنا ، الإسلام يحب العمل لا التكاسل !!!
أهل الصفة يا سيد بوهندي كانوا طلبة علم ، وهؤلاء طلبة الجامعات والمعاهد والمدارس العتيقة وطلبة القرآن قد وقفوا أنفسهم على طلب العلم على الرغم من كون أقرانهم يذهبون للعمل والانشغال بالأموال والأولاد والأعمال ، ولكن الدولة تصرف عليهم وتقدم لهم منحا وكذلك الناس يكفونهم المؤونة حتى يتعلموا ويقرؤوا ويدرسوا حتى إذا ما طلع علينا رجل مثلك يشكك في صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوا عليك .
أفيكون قعودهم لطلب العلم وملازمتهم للجامعات والمدارس ، بل ومنهم من يسكن فيها ( الداخليات ، الخيريات ( قبولهم ورضاهم بالصدقة ؟ .
فهل ترى أن على الدولة طردهم من الجامعات والمدارس والمعاهد ويعملوا كما عمل أقرانهم يخرجون للعمل والصفق بالأسواق فنبقى أمة بغير علم ويبقى مدرجك فارغا في الجامعة ؟
هل ترى أن على الناس أن يطردوا طلبة القرآن من الكتاتيب والمدارس العتيقة فنبقى أمة بغير قرءان ؟
أولئك يردون زللك إذا أخطأت وهؤلاء يصلون بك إذا هداك الله .
لقد كان أهل الصفة يمثلون قطاع التعليم يا سيد بوهندي ، وهل ترى للدولة قيام بغير تعليم ؟
ثم إنهم كانوا – أهل الصفة – يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يستعدون لتنفيذ أوامره وحاجاته في طلب من يريد من المسلمين وغير ذلك ، كانوا قائمين بهذه الفروض عن المسلمين فكانت نفقتهم على سائر المسلمين وإن سميت صدقة ، فصبروا على تلك الحال طلبا للعلم حتى فرج الله عليهم ، ذكر القرطبي في تفسيره قال :[ قال علماؤنا : وكانوا رضي الله عنهم في المسجد ضرورة وأكلوا من الصدقة ضرورة فلما فتح الله على المسلمين استغنوا عن تلك الحال وخرجوا ثم ملكوا وتأمروا [ ( 3/340 (
أترى أنهم لو لم يتعلموا كيف يتملكوا ويتأمروا ؟
هذا ومع حالهم ذلك فقد سجلوا أسمائهم مع الصحابة في الجهاد وارتقى العديد منهم إلى ربه شهيدا مرضيا عليه فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعين منهم قبل إسلام أبي هريرة إلى غزوة بئر معونة واستشهدوا ( فتح الباري 2/82 ( .
أما عن قولك :[ كيف لأبي بكر وعمر يمران على أبي هريرة وهو في تلك الحالة من الجوع ولا ينتبهان له ويمر رسول الله فيأخذه ويطعمه ، إن مثل هذا التوجيه ليجعل الصحابة لا يأبه بعضهم ببعض إذ كيف أن أحدهم وهو من أضياف الإسلام يكاد يموت جوعا حتى يغشى عليه ويمر خيرة الصحابة عليه ولا يدركون ما هو فيه ، إنهم حسب هذا الادعاء لا يهمهم أمر الفقير والمسكين هذا عن خيرتهم فكيف بعامتهم [.
وهذا استدلال خاطئ يا سيد بوهندي فكون أبي بكر وعمر يمران على أبي هريرة في حالة جوع ولا ينتبهان له فنستدل بذلك على عدم اهتمامهما بالفقير والمسكين فهذه مغالطة كبيرة فلقد ضرب أبو بكر وعمر أروع الأمثلة في الكرم والإنفاق وبذل المال في خدمة الفقير والمسكين ، وقد يأتيك صديق وهو جائع ويكثر عليك من الأسئلة حتى تأخذه معك للغذاء أو العشاء أو حتى لشرب الشاي ولكن لا تتفطن لما قصده من أسئلته لك وذلك لاستحيائه طلب الطعام منك ، أفيكون ذلك دليلا لي حتى أتهمك بعدم الاهتمام بأصدقائك ، ثم لقد كانت المدينة المنورة في تلك الآونة في حالة جوع عام فكان من له طعام يأخذ الرجل والرجلين ومن ليس له طعام يضاف إلى أهل الصفة فحالة الجوع كانت عامة للظروف التي كانت تمر على المسلمين آنذاك حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه أخرجهم الجوع من بيوتهم ، وفرغ بيت علي من الطعام حتى بكى الحسن والحسين من الجوع وما عند فاطمة كسرة خبز تلهيهما في قصة أخرجها أبو داود بسند صحيح عن سهل بن سعد الساعدي ، وفرغت بيوت أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق فيها للضيف إلا الماء ، فهل نقول بأن الصحابة أهملوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يكن للضيف في بيته إلا الماء ؟ فحاشا صحابته الكرام ذلك وهم الذين فدوه بأعمارهم وأولادهم لا بطعامهم فقط .
وقد جاع المقداد وصاحباه حتى لم يجدوا في المدينة من يقبل ضيافتهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد اخرج ذلك مسلم في صحيحه .
أما عن قولك :[ ما هي أسماؤهم ؟ أو أسماء بعضهم غير أبي هريرة ؟ لماذا لا يتحدثون عن أنفسهم ويقولون نحن اضياف الإسلام [ .
أقول لك : عجزك عن البحث وضيق يدك فيه هي من جعلتك لا تعرف أسمائهم ، أما أنك لو رجعت إلى مؤلفات ابن الأعرابي والسلمي والحاكم وأبو نعيم لعلمت أنهم قد أفردوا مؤلفات في جمع أصحاب الصفة وبيان أسمائهم وصفاتهم ومناقبهم .
وقد ذكر القرطبي في تفسيره قال [ قال أبو ذر : كنت من أهل الصفة وكنا إذا أمسينا حضرنا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر كل رجل فينصرف برجل ويبقى من بقي من أهل الصفة عشرة أو أقل فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعشائه ونتعشى معه فإذا فرغنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ناموا في المسجد" ( 3/340 (.
فهذا أبو ذر يشهد بنفسه على أنه من أصحاب الصفة ، أتراه قد دفعه أبو هريرة بأن يقول ذلك حتى يسكت بوهندي عن اتهامه بالكذب ؟
وذكر الحاكم في المستدرك قال [ فأما أهل الصفة على عهد رسول الله فإن أساميهم في الأخبار المنقولة إلينا متفرقة ولو ذكرت كل حديث منها بحديثه وسياقة متنه لطال به الكتاب ولم يجئ بعض أسانيدها على شرطي في هذا الكتاب فذكرت الأسامي من تلك الأخبار على سبيل الاختصار وهم : أبو عبد الله الفارسي وأبو عبيدة بن عبد الله بن الجراح وأبو اليقظان عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود الهذلي والمقداد بن عمرو بن ثعلبة وقد كان الأسود بن عبد يغوث تبناه فقيل المقداد بن الأسود الكلبي وخباب بن الأرث وبلال بن رباح وصهيب بن سنان بن عتبة بن غزوان وزيد بن الخطاب أخو عمر وأبو كبشة مولى رسول الله وأبو مرثد كناز بن حصين العدوي وصفوان بن بيضاء وأبو عبس بن جبر وسالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة ومسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب وعكاشة بن محصن الأسدي ومسعود بن الربيع القاري وعمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو وعويم بن ساعدة وأبو لبابة بن عبد المنذر وسالم بن عمير بن ثابت وكان أحد البكائين من الصحابة وفيه نزلت ( وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ( وأبو البشر كعب بن عمرو وخبيب بن يساف وعبد الله بن أنيس وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري وعتبة بن مسعود الهذلي وكان عبد الله بن عمر بن الخطاب ممن يأوي إليهم ويبيت معهم في المسجد وكان حذيفة بن اليمان أيضا ممن يأوون إليهم ويبيت معهم وأبو الدرداء عويمر بن عامر وعبد الله بن زيد الجهني والحجاج بن عمرو السلمي وأبو هريرة الدوسي وثوبان مولى رسول الله ومعاذ بن الحارث القاري والسائب بن خلاد وثابت بن وديعة رضي الله عنهم أجمعين [ ( 3/555 (.
أيكفيك هؤلاء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأطهار الأبرار أم تزيد ؟ والله عندنا المزيد وبالأسانيد أيضا ومن غير رواية أبي هريرة رضي الله عنه .
فاتق الله في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نكتفي بهذا ونكمل في المقالات الآتية إن شاء الله .
اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك والكتبة الموكلين بي وأشهد خلقك وجميع من قرأ مقالتي هذه أنني أحب أبا هريرة وصحابة رسولك كلهم حبا جما يليق بمقامهم وينزههم عن الكذب والافتراء عليهم أو منهم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.