خصصت الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية، اليوم الأربعاء، صفحاتها الأولى للحديث عن المناورات العسكرية التي تعتزم الولاياتالمتحدة القيام بها بأوروبا الشرقية من أجل طمأنة حلفائها، وتأثير الهجرة غير الشرعية على الاقتصاد الأمريكي، فضلا عن تحذيرات المعارضة للحكومة الليبرالية المقبلة بكيبيكبكندا، وملف مشروع الأنبوب النفطي بين كنداوالولاياتالمتحدة ودور روسيا في النزاع بأوكرانيا وسورية. واعتبرت (وال ستريت جورنال) أن المئات من عناصر القوات الأمريكية تتجه نحو أوروبا الشرقية من أجل المشاركة في مناورات عسكرية إلى غاية متم السنة الجارية، موضحة أن هذا الانتشار الجديد يهدف إلى طمأنة حلفاء الولاياتالمتحدة المجاورين لروسيا. وبعد أن أشارت إلى تجدد أعمال العنف بأوكرانيا أمس الثلاثاء، لاحظت الصحيفة أن الكرملين، في رده على هذه التطورات، اعتبر أن التحركات العسكرية الجديدة التي يقوم بها الغرب من شأنها تأجيج التوتر بالمنطقة. وأوضحت الصحيفة أن المبادرة الأمريكية لم تجد "صدى طيبا" لدى بعض الحلفاء الأوربيين وأعضاء الكونغرس الذين يرون "أنها غير كافية"، مبرزة أن الجمهوريين، الذين لا يقترحون ردا عسكريا كبيرا، انتقدوا بشدة عجز إدارة أوباما عن كبح "تقدم" فلاديمير بوتين. من جانبها، سجلت (نيويورك تايمز) أن موسكو هددت أوكرانيا من مغبة القيام "برد عسكري" إذا ما استمرت في تأجيج التوتر، متهمة واشنطن بالتلاعب بالأحداث في المنطقة الشرقية للبلد. من جهة أخرى، كتبت صحيفة (ذو هيل)، صحيفة الكونغرس الأمريكي، أن الهجرة غير الشرعية "مهمة" من أجل الاقتصاد الأمريكي، بل حيوية بالنسبة لبعض القطاعات كالزراعة، موضحة أن 8,4 مليون مهاجر غير شرعي يشتغلون بالولاياتالمتحدة ويمثلون 5,3 في المئة من اليد العاملة. وأضافت، نقلا عن محللين اقتصاديين، أن بعض القطاعات تعتمد بالكامل على هؤلاء المهاجرين، معتبرة أن ترحيلهم سيؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي. بكندا، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أن الحزب الكيبيكي وتحالف مستقبل كيبيك لن يتراجعا عن مواقفهما ولو شبرا لصالح الحكومة الليبرالية حينما يتعلق الأمر بالشفافية والنزاهة، مضيفة أن زعيم المعارضة الرسمية، ستيفان بيدار، الذي وعد بأن يقود معارضة محترمة يقظة وصارمة، أكد أن نواب حزبه سيكونون حازمين بهذا الشأن. وأوضحت أن زعيم المجموعة الثانية بالمعارضة، فرانسوا لوغو، أشار من جهته إلى أن نواب حزب مستقبل كيبيك سيكونون "غير متساهلين" و"غير متسامحين" مع كل قضية تتعلق بالمحسوبية أو الفساد يتورط فيها الحزب الليبرالي، موضحة أن الحزبين معا حذرا الحكومة من محاولة الاختباء وراء "الوضعية الاقتصادية السوداء" للهروب من وعودها الانتخابية، ومن بينها تحقيق التوازن في ميزانية 2015 2016. على صعيد آخر، لاحظت صحيفة (لا بريس) في مقال بعنوان "أوتاوا تواصل الضغط على أوباما" أن حكومة ستيفن هاربر ترفض التراجع في قضية مد أنبوب النفط (كايستون) بالرغم من قرار السلطات الأمريكية إرجاء هذا الملف الشائك إلى ما بعد انتخابات نونبر المقبل، مشيرة إلى أن مظاهرات احتجاجية أمام البيت الأبيض انطلقت وستستمر لخمسة أيام، بينما صرح وزير المالية الكندي، جو أوليفر، أن الانعكاسات الاقتصادية لهذا المشروع إيجابية ما يفسر عزم أوتاوا على مواصلة المشروع رغم الصعوبات. من جانبها، اعتبرت صحيفة (لو سولاي) أن الاتفاق الموقع الأسبوع الماضي بجنيف بين روسياوأوكرانيا والاتحاد الأوربي والولاياتالمتحدة لم ينزع فتيل الأزمة بأوكرانيا والأوضاع ما زالت تتدهور بالمنطقة، كما أن الوضع المأساوي بسورية يزداد سوءا، مبرزة أن النزاعين معا مرتبطين ليس فقط بسبب الدور الرئيسي لروسيا، لكن أيضا لأن العالم صرف انتباهه إلى أوكرانيا متجاهلا الوضع الخطير بسورية. واعتبرت أنه في الوقت الذي يراقب فيه العالم الوضع بأوروبا الشرقية، تراجعت الأزمة السورية إلى خلفية المشهد مع مواصلة قصف نظام الأسد للمدنيين السوريين، مبرزة أن هذه المأساة لا يمكن مقارنتها مع الوضع بأوكرانيا فيما يتعلق بالمشاكل الإنسانية، كما لا تعتبر أقل أهمية بالنسبة للاستقرار الدولي. ببنما، نقلت صحيفة (لا برينسا) تحذير رجال الأعمال من التأثير السلبي للإضراب العام الذي دعا إليه اتحاد عمال البناء (سونتراكس)، ابتداء من اليوم الأربعاء، على الأداء الاقتصادي العام وإمكانيه تسببه في خسائر بملايين الدولارات إذا ما توقف العمل في حوالي 400 مشروع ضخم، مبرزة أن الحكومة من جانبها حثت النقابات ورجال الأعمال على "مواصلة الحوار من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة الأجور محذرة من تدخل عوامل خارجية لتأجيج الاحتجاجات". من جهتها، انتقدت صحيفة (لا إستريا) المخطط الحكومي لحزب التغيير الديموقراطي والذي ارتكز على تقديم المعونات من أجل القضاء على الفقر وانعدام المساواة داخل المجتمع، عوض وضع برامج تنموية ترفع من القدرة الشرائية للمواطنين، مبرزة أن "المساعدات، التي يفترض أن تكون إجراء مؤقتا، أصبحت وسيلة وهدفا للوفاء بالوعود الانتخابية، مقابل تجاهل الإصلاحات المؤسساتية والاقتصادية". وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن المكسيك جاءت في مرتبة متدنية في قائمة تضم 108 دولة من حيث معدلات القراءة في جميع أنحاء العالم وفقا لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، مشيرة إلى أن القراءة ليست من عادة المكسيكيين الذين يقرؤون في المتوسط 2.8 كتاب في العام في حين أن نصف السكان تقريبا يفضلون مشاهدة التلفزيون. ونقلت الصحيفة عن مارغريتا بوسكي استرا، عن معهد بحوث المراجع بالجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، قولها أنه بات من الضروري وضع استراتيجية شاملة لتشجيع عادة القراءة في المنازل ابتداء من سن مبكرة، وتحفيز الأطفال والشباب على القراءة والرفع من عدد المكتبات. أما صحيفة (ال يونيفرسال) فكتبت أن مشروع قانون الاتصالات والبث الإذاعي قدم أمس في اللجان المشتركة في مجلس الشيوخ وحافظ على روح المبادرة التي أتت بها السلطة التنفيذية وعلى القضايا المثيرة للجدل (حقوق المستخدمين، تعريف الإعلانات وخدمة وتعرفة الربط)، في وقت عقد فيه المجلس جلسات للاستماع لوجهات نظر منظمات المجتمع المدني وفاعلين وخبراء في قطاع صناعة الاتصالات. وبالدومينيكان، توقفت صحيفة (إل ناسيونال) عند دعوة رئيس وحدة تبييض الأموال بالنيابة العامة إلى ضرورة إعلان حالة تأهب قصوى ووضع آليات قانونية وتقنية لمحاربة العمليات الاحتيالية عبر الانترنت لتجنب تكرار قضية (تيليكس فري) التي أدت إلى ضياع مدخرات بقيمة 120 مليون دولار لحوالي 150 ألف مستثمر دومينيكاني، مبرزا أن الكل كان يعرف أن الشركات الاستثمارية التي تعتمد على نظام هرمي وتمنح فوائد مغرية تعتبر احتيالية. من جانبها، أشارت صحيفة (إل ديا) إلى تأكيد السفير الأمريكي بسانتو دومينغو، جيمس بروستر، استعداد بلده للتعاون مع السلطات الدومينيكانية للتحقيق بشأن ادعاءات بمزاولة شركة (تيليكس فري) الاستثمارية، التي يوجد مقرها بالولاياتالمتحدة لأنشطة مرتبطة بغسيل الأموال والاحتيال.