احتجت جبهة "البوليساريو" الانفصالية، على ما وصفته ب"أنشطة المغرب العسكرية، البرية والجوية" في الآونة الأخيرة في الصحراء المغربية، بهدف تعزيز الكفاءة الدفاعية للجدار الأمني الذي أقامه المغرب منذ سنوات لمنع تسلل عناصر البوليساريو، إلى المدن الصحراوية المغربية . واعتبر بلاغ لما يسمى الأمانة العامة لجبهة البوليساريو في بيان نقلته أمس الأحد وكالة "أوربا بريس" الإسبانية بأن هذه المناورات والتعزيزات "هي خرق سافر لمقتضيات اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيشين الصحراوي والمغربي وأنها تمثل تهديداً حقيقياً للأمن والسلام وجريمة ضد الإنسانية" على حد تعبيربلاغ الجبهة. وطالب البلاغ الأممالمتحدة " بتحمل كامل مسؤوليتها في وضع حد لهذه السياسات التصعيدية الخطيرة، والتي لا تتوفر في ظلها، على الإطلاق، الأجواء الضرورية لإجراء مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع." وبرأي جبهة البوليساريو الانفصالية، فإن ما يقوم به المغرب، يعد من وجهة نظرها، عرقلة في طريق استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين التي يفترض، حسب بيان الجبهة، أن تفضي إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي واستقلاله، فيما يعتبر المغرب تلك المفاوضات مجرد آلية لإرساء الثقة بين الطرفين في أفق الوصول إلى تسوية سلمية عادلة للنزاع. ولم يؤكد مصدر مستقل خصوصا بعثة "المينورسو" إجراء المناورات المذكورة، علما أن الوجود العسكري المغربي الكثيف في الصحراء يفترض تحركات لاستبدال الجنود وتغيير الآليات. يذكر أنالجدار الأمني العازلبالصحراء المغربية هو عبارة عن مرتفع رملي ، يبلغ طوله 2720 كيلومترا،و يصل علوه إلى نحو 3 أمتار ويربط بين مواقع محصنة مزودة برادارات تبتعد عن بعضها البعض بحوالي 2 إلى 3 كيلومترات تجوبها دوريات. وتنحصر وظيفته في الحد من حرية تحرك مقاتلي البوليساريو ومنعهم من التقدم داخل المناطق والمدن المغربية. وقدتم تشييد هذا الجدار بداية الثمانينيات بحفر خنادق رملية، وبعد ذلك تم تعزيزها بالحجر والرادارات التي تكمن وظيفتها في الإشعار بتحركاتمقاتلي البوليساريوقبل الاقتراب من الحزام الأمني، وبالتالي الحد من عملياتهم المباغتة. وتكمن القيمة العسكرية لتشييد هذا الجدار في ربح مزيد من الوقت، وبالتالي محاصرة مقاتلي العدو وكبح عملياتهم الهجومية التي لا تخرج عننطاق حرب "العصابات" .