صداعٌ مزمنٌ ينذرُ به تسللُ مهاجرين من جنوب الصحراء إلى مدينة مليليَّة الواقعة تحت النفوذ الإسبانِي، فبعدَ توجيهِ منظمَة "هيومان رايتس ووتش" انتقاداتٍ إلى إسبانيا، على خلفيَّة ضلوعها في ترحيل مهاجرين صوبَ المغرب، تسللُوا إلى أراضيها، خارجَ كلِّ المساطر، يحتدمُ النقاشُ في إسبانيا، مرَّة أخرى، حول تقدم عناصر من القوات المساعدة المغربيَّة إلى ما بعدَ الحدود الفاصلة بين الناظور ومليليَّة، بغيةَ طرد مهاجرِين أرادُوا النفاذ إلى المدينةالمحتلة. دخولُ عناصر من القوات المساعدة المغربيَّة إلى المدينة الخاضعة لسيطرة إسبانيا، دفعَ منظمَة Prodein" الإسبانيَّة، الناشطة في حقوق الإنسان، إلى وضعَ شكايةٍ لدى المسؤولِين الإسبان للمطالبة بالتحقيق، فِي طرد مهاجرين، دون اتباعِ المسطرة، فضْلًا عن بيان ما إذا كانت العناصر المغربية قدْ دخلت بالفعل إلى التراب الإسبانِي، وهُو ما لمْ تستجبْ له وزارة الداخليَّة، رافضة أنْ تفتحَ تحقيقًا في الحادثَة، وفقَ ما أفادته وكالة الأنباء الإسبانية "EFE ". السلطات الإسبانيَّة، ردَّتْ على من أثارُوا دخول عناصر مغربيَّة إلى تراب مليليَّة، الذِي يعتبرُ إسبانيًّا في الوقت الراهن، بأنَّ المنطقَة الحدوديَّة التِي تدخلَت فوقها عناصرٌ من القوات المساعدة المغربيَّة، لا تعتبرُ تابعةً للمدينة، وأنَّ الترابَ الإسبانِي يبدأُ بعد أمتارٍ منها، كما أنَّ دخول عناصر من الطرفين إلى الجانب الآخر، ليس بالأمر الطارئ، وحدثَ غير ما مرة، بيدَ أنَّ مسوغات الداخليَّة الإسبانيَّة لمْ تبدِ مقنعةً لعددٍ من المتتبعين الإسبان، على المستوى الحقوقِي، بل حتَّى الرسمي. فرانسيسكُو سولانز، المتحدث باسم الأجانب في المجلس العام بإسبانيا، رأى أنَّ مسوغات الداخليَّة في بلاده، تحتاجُ إلى مزيدٍ من التوضيحات، على اعتبار أنَّ المكان لا يكونُ تابعًا إلى لطرفٍ من الأطراف، فإمَّا أنْ تكون المنطقة التي دخلَت إليها العناصر المغربيَّة إسبانيَّة، أوْ أنهَا مغربيَّة، لكن دون أنْ تحتملَ الوجهين، واصفًا الأمر بتحويلٍ جانبٍ من السيادة إلى المغرب للتعاطِي مع المهاجرين، في تصريحاتٍ صحفيَّة أدلَى بها لإلباييس. التطور الجديد يأتِي فيما كانت "اتفاقية إعادة التسليم" بين المغرب وإسبانيا، قدْ أثارت عدَّة انتقادات، سواء من الجانب الحقوقي، الذي رآها خارج الاتفاقيات الدولية، كما من لدن من يرونَ فيها تصديرًا من إسبانيا لمشاكلها نحوَ المغرب، الذِي سيكون بمقتضى الاتفاقية، ملزمًا بتسلم جميع المهاجرين الذِي ينطلقُون منه، نحو إسبانيا، ويفشلون في دخولها.