باشرت السلطات الإسبانية بمليلية المحتلة عملية تجديد السياج الحديدي الشائك، الفاصل بين الثغر المحتل وبلدية بني أنصار وجماعة فرخانة، خاصة بالمناطق القريبة من مرتفعات جبال غابة «غوروكو» بالناظور معقل المهاجرين غير النظاميين. جاء هذا للتصدي لعمليات الاقتحام الجماعي التي تنفذها مجموعات من «المهاجرين غير الشرعيين» من الأفارقة المتحدرين من جنوب الصحراء واللاجئين السوريين والجزائريين للسياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية المحتلة، والتي حطمت الرقم القياسي خلال الشهر الماضي. وحسب مصادر من عين المكان، من المنتظر أن تطول هذه السياجات الجديدة، الحدود الوهمية الفاصلة بين مليلية والمغرب، والممتدة لحوالي 11 كيلومتر (من البحر وإلى غاية جماعة بني شيكر)، حيث شوهد، صباح الاثنين 03 مارس 2014، بعض العمال التابعين لمقاولة إسبانية متخصصة في هذا المجال، وهم يقومون بتثبيت سياج حديدي جديد بالقرب من معبر «باريو تشينو» الحدودي، وسط حراسة أمنية مشددة من الحرس المدني الإسباني . ومن جهتها، رفعت السلطات المغربية من أفراد القوات المساعدة لحراسة محيطي مدينتي سبتة ومليلية من المهاجرين، ويأتي هذا الإجراء تلبية لطلب وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديث من نظيره المغربي محمد حصاد في اجتماع في باريس يوم 20 فبراير الماضي، القاضي بتعزيز الحراسة في الحدود، وإبعاد المهاجرين الأفارقة عن الحدود الإسبانية في سبتة ومليلية. يذكر أن شهر فبراير الماضي شهد أكثر من سبع محاولات لاقتحام الجدار الشائك المحيط بمدينة مليلية المحتلة، ضمنها محاولات اللاجئين السوريين الذين أصبحوا يقتادون بالأفارقة، حيث نجح، حسب بعض المصادر، حوالي 600 في الدخول، كما شهد مأساة غرق 15 مهاجرا سريا في المياه الفاصلة بين المغرب وسبتةالمحتلة، تسببت في أزمة سياسية في إسبانيا بشأن تصرف أفراد الحرس المدني الإسباني. كما أسفرت إحدى عمليات الاقتحام الجماعي لسياج مليلية من جانب المهاجرين الأفارقة، مطلع يوليوز 2012، عن مقتل عنصر من القوات المسلحة الملكية على أيدي مهاجر إفريقي من جنسية مالية، يضاف إلى ذلك عدد من الضحايا المصابين بجروح من كلا الجانبين . وللحد من الهجرة غير الشرعية، قامت السلطات الإسبانية منتصف عام 1998، بأعمال تسييج للمنطقة الفاصلة بين مليلية والناظور بشريط مزدوج من الأسلاك الشائكة، وهو مجهز بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية. هذا، ومازال المئات من المهاجرين الأفارقة القاطنين بضواحي مدن الجهة الشرقية، وجدة وتاوريرت والناظور، والغابات المحيطة بها يتحينون الفرصة للتسلل إلى مدينة مليلية المحتلة، عبر اقتحام السياج الحديدي بالقوة، مستعملين السلالم الخشبية المصنوعة من أغصان الأشجار. محاولة أكثر من 1400 مهاجر غير شرعي اختراق معبر باب سبتة باب سبتة جمال وهبي حاول أكثر من 1400 مهاجر إفريقي غير نظامي، فجر أمس، اختراق معبر باب سبتة، عبر نقاط مختلقة، إذ كانوا على شكل مجموعات، بعضها حاول التسلل إلى مدينة سبتة عبر السياج الحدودي الشائك، وأخرى عبر معابر ممتهني التهريب المعيشي، فيما حاولت مجموعة أخرى التسلل بحرا. وباءت المحاولة الجماعية بالفشل، بعدما تصدت لها عناصر القوات العمومية المغربية، وعناصر الشرطة وقوات الحرس المدني الإسباني، إذ عاد المهاجرون الفارون أدراجهم إلى معاقلهم بغابات بليونش، فيما كررت مجموعة من 400 مهاجر من دول جنوب الصحراء محاولتهم، مجددا على الساعة السابعة صباحا، دون أن يتمكن أحدهم من الوصول إلى مدينة سبتةالمحتلة. وعرف معبر باب سبتة والجبال المشرفة عليه حالة استنفار شديد، جراء المحاولة الجماعية غير المسبوقة، فيما تم تعزيز المراقبة بالمئات من عناصر القوات المساعدة، التي نقلت دورياتها العديد من المهاجرين الموقوفين إلى مدينة تطوان. وتأتي محاولة التسلل الجماعية يوما بعد اجتماع وزير الداخلية الإسباني، خورخى فرنانديث دياث، مع سيسيليا مالمستروم، الناطقة باسم المجلس الأوربي للشؤون الداخلية، التي نبهته إلى المقاربة الأمنية الخطيرة التي ينهجها الحرس المدني والشرطة في عمليات صده لمحاولات المهاجرين غير الشرعيين، فيما طالب وزير الداخلية الإسبانية مبلغ45 مليون أورو، من الاتحاد الأوربي لدعمه في محاربة الهجرة غير القانونية. من جهته أفاد مصدر أمني أن عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، قامت ليلة قبل المحاولة الجماعية بتفريق المهاجرين غير النظاميين، إذ تمت مطاردتهم بالقرب من مدينة الفنيدق على بعد حوالي 4 كيلمترات من معبر باب سبتة. وعاد الأفارقة أدراجهم إلى ملاجئهم بالجبال المشرفة على سبتةالمحتلة، خوفا من اعتقالهم أو ترحيلهم، فيما أعلنت حالة استنفار قصوى بالنقطة الحدودية باب سبتة، سواء من الجانب المغربي أو الإسباني، في الوقت الذي كانت فيه كاميرات المراقبة بالاستشعار الحراري الإسبانية تراقب الوضع عن كثب. وجاءت محاولة يوم أمس، بعد يومين من تنفيذ حوالي 500 مهاجر إفريقي غير شرعي، عملية اختراق جماعية للسياج الحدودي الشائك بمدينة مليلية، تمكن على إثرها 100 منهم من الوصول إلى المدينة، فيما تم صد محاولة الباقين عن بلوغ هدفهم. وأفاد بلاغ لمندوبية الحكومة بمدينة مليلية حينها، أن قوات الأمن المغربية اضطرت إلى الاحتماء بين السياجين الشائكين اللذين يفصلان مدينة مليلية والناظور، بعد تعرضها لرشق عنيف بالحجارة من طرف المهاجرين غير النظاميين، واصفة عملية التسلل الجماعية «الأعنف من نوعها» إذ قال مسئول بوزارة الداخلية الإسبانية، إنهم كانوا مسلحين بعصي وحجارة، مضيفا بالقول إن عناصر القوات العمومية المغربية، طلبت المساعدة من الحرس المدني الإسباني، بسبب وابل الحجارة التي كانت تنهال عليها من كل الجهات، بعدما انقسم المهاجرون إلى مجموعتين، بين منطقة «فاغوادا ليناريس» و «ريو نانو». وقالت المتحدثة باسم مكتب وزارة الداخلية في مدينة مليلية، إن الحراس المغاربة الذين حاولوا منع المهاجرين تعرضوا للهجوم، وهو ما اضطرهم للبحث عن ملجأ.