قال مسؤول أمني مغربي إن السلطات اعتمدت خطة أمنية جديدة للتصدي لعمليات الاقتحام الجماعي التي تنفذها مجموعات من "المهاجرين غير الشرعيين" للسياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية المحتلة. وأضاف المسؤول الأمني، لوكالة الأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن السلطات الأمنية بمدينة الناظور، "الاستراتيجية الجديدة تقوم على ترحيل المهاجرين الأفارقة إلى مدينة الرباط لتفادي تجمعهم وتنفيذهم لاقتحامات جماعية". وأكد المسؤول الأمني أن سلطات بلاده "اتخذت الإجراءات الأمنية اللازمة على مستوى السياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية تحسبا لأي هجوم محتمل للمهاجرين الأفارقة على المدينة"، دون أن يحدد طبيعة هذه الإجراءات. ولا يتجاوز عدد المهاجرين الأفارقة المتواجدين حاليا بمنطقة الناظور 600 شخصا أغلبهم في الغابات والأحراش المحيطة بمليلية، بحسب المسؤول الأمني، وأغلب المهاجرين عادة ما يكونوا قادمين من دول جنوب الصحراء، وأبرزها الكاميرون ومالي ونيجيريا والرأس الأخضر. من جهته قال عادل أكيد، عضو لجنة الهجرة واللجوء بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور (منظمة مغربية غير حكومية)، لوكالة االأناضول، إن "أكثر من 500 مهاجر إفريقي من المتواجدين بغابة كوركو المطلة على مدينة مليلية ينتظرون الفرصة المواتية للتسلل إلى المدينة"، في حين تحدثت وسائل إعلام إسبانية عن وجود نحو 30 ألف مهاجر غير شرعي ينتظرون العبور إلى مدينتي مليلية وسبتة، شمال المغرب، واللتين تتمتعان بحكم ذاتي تحت السيادة الإسبانية، ويعتبرهما المغرب محتلتين ويطالب باسترجاعهما. وأوضح عادل أكيد أن "جميع المهاجرين الأفارقة المتواجدين بغابة كوركو مصممين على تنفيذ هجمات جماعية على مليلية لتحقيق حلمهم في الوصول الى الاتحاد الأوروبي". وقال مهاجر كاميروني، يبلغ من العمر حوالي 27 سنة، للأناضول، "جئت هنا إلى مدينة الناظور وأنا مصمم على الوصول إلى أوروبا التي قطعت من أجلها مئات الكيلومترات". وفيما يتعلق بتوقيت ومكان تنفيذ الهجمات الجماعية على السياج الحديدي لمليلية، أوضح المهاجر الكاميروني أن هذا الأمر لا يعلم به إلا "شيرمان"؛ وهي التسمية التي تطلق على رؤساء المجموعات الأفريقية حسب انتماء كل دولة. وشهدت مدينة مليلية، يوم الجمعة الماضي، تسلل أكثر من 200 مهاجر أفريقي إليها بعد هجوم جماعي نفّذه نحو 300 مهاجر ممن كانوا يتواجدون منذ مدة في الغابات والأحراش المحيطة بها، في حين نجح أكثر من 450 مهاجرا غير شرعي الشهر الماضي، في التسلل إلى مليلية، وذلك ضمن ثلاث هجمات جماعية ساهم فيها ما يفوق ال1100 مهاجر أفريقي. ويعتمد المهاجرون الأفارقة على السلالم الخشبية التي يصنعونها من أشجار الغابات، في الهجمات الجماعية على السياج الحديدي الشائك المحيط بالمدينة.
وأعلن مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ، في مؤتمر صحفي الخميس الماضي، بالعاصمة الرباط ، عن تسجيل زيادة بنسبة تراوحت بين 30% و40% خلال السنوات الثلاث الأخيرة في محاولات مهاجرين غير شرعيين من أفريقيا اقتحام السياج الحديدي المحيط بكل من مدينتي مليلية وسبتة. وأسفرت إحدى عمليات الاقتحام الجماعي لسياج مليلية من جانب المهاجرين الأفارقة، مطلع يوليوز 2012، عن مقتل عنصر من القوات المسلحة الملكية على أيدي مهاجر إفريقي من جنسية مالية. وللحد من الهجرة غير الشرعية، قامت السلطات الإسبانية منتصف عام 1998، بأعمال تسييج للمنطقة الفاصلة بين مليلية والناظور بشريط مزدوج من الأسلاك الشائكة، وهو مجهز بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية.