قال الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة (77 عاما)، مساء اليوم السبت، إن ترشحه لولاية رابعة في انتخابات 17 أبريل القادم، جاء تلبية لنداءات تطالبه بالتقدم للسباق رغم وضعه الصحي الصعب. وقال بوتفليقة، في رسالة للجزائريين، قرأها مذيع بالتفزيون الرسمي في نشرته المسائية، إن "الصعوبات الناجمة عن حالة صحتي البدنية الراهنة لم تثنكم على ما يبدو عن الإصرار على تطويقي بثقتكم وأراكم أبيتم إعفائي من أعباء تلك المسؤوليات الجلي التي قوضت ما قوضت من قدراتي". وتعهد، في حال أعيد انتخابه، بإجراء إصلاحات دستورية واجتماعية، خلال عام، بالتعاون مع باقي القوى والأحزاب السياسية، تستجيب لتطلعات الشباب. ومضى قائلا في رسالته: "في حالة ما جدد لي الشعب الجزائر ثقته، فإنني أتعهد بأنني سأسعى مع كافة الفاعلين الممثلين لسائر أطياف المجتمع إلى إيجاد الظروف السياسية والمؤسساتية التي تتيح بناء نموذج من الحكامة يتجاوب وتطلعات شعبنا وآماله". وتابع أنه "سيتجسد نموذج الحكامة هذا عبر مراجعة للدستور نشرع في إجرائها في غضون السنة الجارية". وأضاف الرئيس الجزائري أن "هذا المسعى سيستجيب لتطلعات الشباب إلى استلام المشعل في محيط يسوده الاستقرار والعدالة الاجتماعية والإنصاف و الاحترام"، دون مزيد من التفاصيل. وقال بوتفليقة: "تلقيت ببالغ التأثر وبعميق الشعور بثقل وخطورة المسؤولية تلك النداءات الموجهة إلي من قبل المواطنات والمواطنين, والمجتمع المدني, والتشكيلات السياسية، والهيئات النقابية, والمنظمات الجماهيرية، التي دعتني الى الترشح للانتخاب الرئاسي المقبل". وتابع : "وإنه لمن واجبي، من منطلق احترامي الدائم للشعب الجزائري الذي شرفني وحباني بخدمته طيلة ثلاث عهدات, أن ألبي النداء, وهذا من حيث إنني لم أتملص قط, طوال حياتي، من أي واجب من واجبات خدمة وطني". واستطرد "ويعز علي ألا أستجيب لندائكم. من ثمة، قررت، حتى لا أخيب رجاءكم، الترشح للانتخاب الرئاسي المقرر في 17 أبريل 2014 وتسخير كل طاقتي لتحقيق ما تأملونه". وتعرض بوتفليقة لوعكة صحية نهاية أبريل الماضي نقل على إثرها للعلاج بفرنسا، وبعد عودته للبلاد في يوليو الماضي، مارس مهامه في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدًا بدنيًا. وبجانب بوتفليقة الذي يترشح لولاية رئاسية رابعة، تضم قائمة المتنافسين في سباق الرئاسة كلا من: علي بن فليس (رئيس حكومة سابق)، الذي يعتبره البعض المنافس الرئيسي لوبوتفليقة، وبلعيد عبد العزيز، رئيس حزب جبهة المستقبل، وتواتي موسى، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، وحنون لويزة، الأمينة العامة لحزب العمال، ورباعين علي فوزي، رئيس حزب عهد 54. وتنطلق الحملات الدعائية غدا الأحد وسط أزمة سياسية، حيث تشهد الجزائر موجة احتجاجات لنشطاء وأحزاب رافضة لانتخابات الرئاسة ولترشح بوتفليقة لولاية رابعة، حيث يطالب المحتجون برحيل النظام الحاكم بطرق سلمية.