يعد حمادي حميدوش أحد نجوم المنتخب القومي المغربي، وفريقي النادي المكناسي والجيش الملكي في الستينيات. تولى بعد اعتزاله عدة مهام في هرم الكرة المغربية، في مقدمتها تدريب المنتخب القومي، وهو يعمل حاليا من موقعه كمدير فني للنادي المكناسي من أجل إعادة النادي إلى سكة الأمجاد من خلال التنقيب عن اللاعبين الشباب الذين بإمكانهم ضخ دماء جديدة في الفريق. "" يرى حميدوش في مقابلة مع موقع CNN بالعربية أن ضعف التسيير مرض مستعص في الكرة المغربية يعرقل تحقيق التقدم المنشود في بلاد تتنفس الكرة وأنجبت لاعبين لامعين قاريا ودوليا، وهو يرى أن التنقيب عن المواهب الشابة وتكوينها وفق أعلى المعايير العلمية والفنية هو الخيار أمام الكرة المغربية لاستعادة بريقها. وبخصوص وضعية المنتخب القومي، رأى حميدوش أن الاتحاد المغربي تأخر في الانفصال عن المدرب الفرنسي روجي لومير متحدثا عن تهميش وإقصاء الكفاءات الفنية المغربية سواء في المشاركة في صنع القرار الفني أو في تولي المهام التدريبية على مستوى المنتخبات القومية، واستطرد أن المنتخب القومي صنع السمعة الطيبة لتاريخ الكرة المغربية، لكن تراجع مستواه فضح هشاشة بنيان الممارسة في المملكة، حيث ضعف هيكلة الأندية وقصر نظر المسؤولين. وفي ما يلي نص المقابلة: بوصفك أحد أبرز نجوم النادي المكناسي عبر تاريخه، ما سبب تراجع أداء الفريق على مدى السنوات الأخيرة؟ مشكلة النادي المكناسي تشبه مشكلة نواد عديدة في المغرب أعطت الكثير للكرة المغربية لكنها لم تستطع الحفاظ على استمراريتها، والسبب يعود أساسا إلى افتقارها لمسيرين أكفاء لهم بعد نظر وقدرة على التخطيط والبحث عن الموارد. ماذا تعمل كابن للفريق من أجل مساعدته على العودة إلى الأضواء؟ أنا الآن أشغل مديرا تقنيا للنادي المكناسي، النادي الذي يرتبط به تاريخي الكروي في البطولة المغربية، أعمل رفقة آخرين على تحسين ظروف الممارسة الاحترافية داخل النادي من الناحية التقنية على الأقل، وفي هذا الإطار، أطلقنا برنامجا للتنقيب عن المواهب في المنطقة من أجل تعزيز الفريق ببعض اللاعبين الشباب. ساهمت سابقا في عملية واسعة النطاق للتنقيب عن اللاعبين الصغار في إطار برنامج "القدم الذهبي"، أين وصل المشروع؟ بالفعل بذلنا مجهودا كبيرا توج بانتقاء مواهب من مجموع أنحاء المغرب، لكن مشكلتنا في المغرب هي عقلية المسيرين، لا أحد من مسيري الأندية المغربية أبدى رغبة في الاستفادة من خدمات هذه المواهب، وذلك أمر محبط للغاية، وهو بالمناسبة ليس جديدا، كنا أطلقنا مشروعا على المستوى القومي في منتصف التسعينيات لكنه لم يثمر بسبب قصر نظر المسؤولين الذين يفضلون الاعتماد على لاعبين جاهزين قد يكلفهم الواحد منهم مبلغا يمكن أن نكون به عشرات اللاعبين الصغار. هذا يفسر ضعف نتائج الكرة المغربية في الفئات الصغرى؟ المسؤولون لا يعون أهمية الاستثمار في المدارس الكروية، وضعية الفئات الصغرى بالأندية غير سليمة، لاعب الفتيان في دولة مثل فرنسا يلعب عددا من المباريات سنويا يفوق بستة أضعاف نظيره في المغرب، وهو ما ينعكس لاحقا على مستوى النضج التكتيكي للاعب وقدراته البدنية والذهنية. كمدرب سابق للمنتخب القومي، ما تعليقك على قرار إبعاد المدرب لومير من قيادة أسود الأطلس؟ أظن أن الاتحاد المغربي تأخر كثيرا في اتخاذ القرار، كل المؤشرات كانت تبعث على التشاؤم، التعادل مع الكاميرون أحيا بعض الأمل في لومير، لكن مباراة توغو حسمت الأمر، وها نحن نفقد عمليا حظوظ التأهل لكأس العالم، السؤال الآن هو كيف سيدير المسؤولون مرحلة ما بعد لومير؟ ما هي الأخطاء التي جعلت مدربا معروفا يفشل بهذا الشكل؟ أظن أن الاعتماد الكلي على عناصر محترفة تنتمي إلى مدارس مختلفة زاد من صعوبة مهمته، كذلك وجود توترات بين اللاعبين، افتقاره لملكة التواصل مع الصحافة والرأي العام، وهذه خاصية كانت تلازمه حين كان مدربا للمنتخب التونسي، غير أني أؤكد أن مشكلة المنتخب المغربي ليست مشكلة مدرب فقط. مشكلة ماذا إذن؟ مشكلة المحيط العام للكرة المغربية، لقد تعامل المسؤولون مع المنتخب القومي كواجهة جميلة لعمارة متآكلة، هذا المنهج لم يعد مثمرا، والأداء الجميل الذي قدمه المنتخب في فترات سابقة لا يمكن أن يعود في غياب إعادة النظر في طريقة إدارة شؤون الكرة بصفة عامة. ما موقع الكوادر الفنية المغربية في هذا الموضوع؟ الإقصاء والتهميش هو عنوان المسؤولين عن الكرة المغربية في تعاملهم مع المدربين والفنيين المغاربة، وحتى إن قبلنا مزاعم بعضهم حول غياب كفاءات فنية عالية المستوى، - وهذا غير صحيح- فهذه مسؤوليتهم، هذا يعني أنهم لم يعملوا على تكوين الموارد البشرية التي تحتاجها الكرة المغربية، شخصيا، ابتعدت عن هذه الدوائر لهذا السبب، لا مجال للكفاءة، فقط المحسوبية والمصالح المتبادلة والتملق. يحتدم الجدل دائما حول أفضلية المدرب القومي، بين الأجنبي و المحلي، ما رأيك؟ شخصيا أفضل مدربا محليا، وأظن أن لنا من الطاقات الناضجة والمؤهلة لشغل المنصب، بادو الزاكي كان مثالا على ذلك، وهو لازال يتمتع بالقبول لدى الصحافة والرأي العام، وهذا أمر مهم، على كل حال، أرى أنه من المحبذ تشكيل لجنة من الخبراء المغاربة من ذوي التجربة، يعهد لها بإبداء الآراء والاقتراحات حول المدرب الأنسب لأسود الأطلس، أعتقد أننا بحاجة إلى سياسة بعيدة المدى، بحيث يكون معها لاعب المنتخب القومي في فئة الفتيان هو لاعب المنتخب القومي للكبار لاحقا، ومدرب المنتخب القومي للفتيان هو مدرب المنتخب القومي للكبار لاحقا، هذا هو المعمول به في بلدان متقدمة تدرك أهمية العنصر التعليمي في عالم التدريب، والانسجام بين اللاعبين.