الملاحظ ان المغاربة في الولاياتالمتحدةالامريكية يعيشون بين امرين كلاهما مر لعدم الوقوف على الارض الصلبة التي تركنا عليها خير البرية وقد ساهم عامل التشرذم والتفرقة في توسيع الهوة بين المعرفة الدينية الصحيحة واعتماد الموروث المنقول من ارض الوطن ونظرا لان المغاربة لا يمتلكون مساجد مغربية ، فإنهم يصطدمون بمنقول جديد يخالف تقاليدنا وعاداتنا وخاصة عندما يأم هذه المساجد غير المغاربة بمعنى ان المذهب المالكي الذي سار عليه علماء المغرب يمسح من الذاكرة بالتقسيط الممل وعنوة من اجل تذويب كل المقومات الاساسية باسم اهل السنة والجماعة التي بدت اليوم في تصاعد كبير وفي اغلب المساجد التي تعتمد على كتب إسلامية مهداة من قبل بعض السفارات العربية و المراكز الاسلامية لتوزع مجانا أملا في نشر دعوة تكفير المسلمين وخلق الفتنة وليس هدفا لنشر التعاليم الإسلامية . "" ففي أحد المساجد طلع علينا رجل في شبابه - أسلم مؤخرا - يحدث الناس من خلال خطبة مفعمة بالحقد والكراهية وشهر بالطرق الصوفية دون تحديد بل عمم الكلام باسم العلماء حتى يتسنى للجمهور تصديقه وما دفعني للرد على امثاله هو اقحام بلد المغرب في موضوع الزواوي دون علم بتاريخ المغرب والمغاربة ناهيك انه لا يتحدث باسم داعية يقبل الحوار بل يريد انصارا واتباعا ليستنكروا ويكفروا اهل الذكر من المتصوفة السنيين وكفى . فالمشكل بالنسبة لبعض المغاربة أنهم في حاجة لعلماء مغاربة من طينتهم من أصولهم من عرفهم ومن تقاليدهم ، مغاربة في أمس الحاجة لمن يقوم مسارهم لتقوية المذهب المالكي في الولاياتالمتحدةالأمريكية من قبل المجلس الأعلى لعلماء المغرب المتمكنين والقادرين على الرد على كل غلو بالحجة والدليل وليس كما هو الحال استثناء مغاربة امريكا من الدعوة (...) فالمغاربة في أوروبا حضوا بعلماء مغاربة لتوفرهم على مساجد مغربية وتلقوا دروسا وخطبا ترقى بالمسلمين إلى الجنة لاتباعهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مساجد يذكر فيها اسم الله والصلاة على رسوله . فكيف نقبل أن يأتينا غريب ليرفع لواء الإسلام وهو لا بحمل كتاب الله حق قدره ، وكيف نسمح بالتهريج الديني لكل من هب ودب بأن يصبح داعية في غياب شيوخ مقتدرين ومتمكنين وافدين من البلد يتحدثون نفس اللغة ويتكلمون بنفس اللسان . في أمريكا لسنا في حاجة لمن يكفر المسلم وليس من حق أي كان أن يرمي ويجرح ويشهر بمشايخ المغرب وأوليائه الصالحين ( دون تأويل ) والتاريخ علم يختص بدراسة الإنسان منذ نشأته إلى الآن ، لهذا فأكبر شاهد هو التاريخ الإسلامي في بلاد المغرب فعلى ماذا اعتمد وما هي مرتكزاته والإجابة كلها نجدها في كتاب الله وسنة رسوله وإلى حدود العام 1980 لم نشاهد في المغرب أي صراع ديني ولا طائفي عكر صفو المغاربة بعضهم بعضا لكن مع امثال هؤلاء الشيوخ المتأسلمون ستخلق الفتنة بين ابناء الوطن ويصبح الحلال حراما والحرام حلالا ناهيك ما ستتعرض اليه سيرة نبينا من تحريف وما تعرض له صحابته من محاولات التشويش حتى اصبح اليوم هؤلاء الشيوخ يدعون الله بحشرهم مع شيوخهم يوم القيامة عوضا الدعاء بحشرهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اما حديثهم عن سيدات امهات المسلمين فإنهم لا يسيدونهن ( قالت عائشة ) ( أما خديجة ) وعلى هذا المنوال يسيرون بأضغاث أحلامهم الخارجة فعلا عن آداب الإسلام وأسسه وكثير من الأحاديث الصحيحة اعتبروها بهتان وكذب . فالاستعمار سخر الوهابية من اجل الفتنة وتمزيق وحدة المسلمين كهدف استراتيجي لكنه خفي ،لان الورقة التي يلعبونها ظاهرا هي مقاومة الشرك والمشركين لإغواء الناس والبسطاء كحجة للإقناع ولا شك ان هذا الشعار جذاب وأغلب خطبهم تبتدئ بالحديث المعروف عن البدعة . لكن التاريخ يشهد العلاقة القائمة بين مؤسس حركة التكفير و محمد بن سعود الذي اسس بجنبه الدولة السعودية الأولى حيث انطلقت بغزو القبائل المجاورة وتكفيرها وسفك دماء الأبرياء بدليل الشرك في الحجاز ونجد فأين الإلتزام بالسنة وأين تتجلى وقد أصبح الفكر الوهابي مشروع يدرس في المدارس والجامعات السعودية وأول أسلوب كان يستخدمه آل وهاب هو الإغداق بالمال على كل من لم يجد قوت يومه والفاهم يفهم إنه العد العكسي الذي بشرارته يحاول بناء إسلام جديد على مقاس شيوخ دعاة السلف من وهابيين وأعداء الدين الذين لا يمكنهم مواجهة الفكر بالفكر فالإسلام واحد والحلال بين والحرام بين ولا داعي لدعوة ميتة قال ابن تيميه: إن من والى موافقيه وعادى مخالفيه، وفرق جماعه المسلمين، وكفر وفسق مخالفيه فى مسائل الاراء والاجتهادات، واستحل قتالهم، فهو من اهل التفرق والاختلاف. في انتظار مساجد للمغاربة ندعو الجالية للحذر من الإيقاع في عمل الشيطان الذي تجسد في الفكر الوهابي ومن دعاته وفكرهم الضيق المتطرف . [email protected]