نجم المنتخب المغربي السابق عزيز بودربالة : مسؤولون لا علاقة لهم بكرة القدم ، يتحملون مسؤولية كوارث الكرة المغربية "" بعد مسيرة متألقة برفقة المنتخب المغربي خلال الثمانينات من القرن الماضي، انخرط النجم المغربي عزيز بودربالة في برنامج طموح للتنقيب عن المواهب الواعدة في كرة القدم وتكوينها لتصبح جاهزة لخوض غمار الاحتراف. يتحدث بودربالة لموقع CNN بالعربية عن منجزات برنامج "القدم الذهبي"، ويستعيد أيضا انجازات المنتخب المغربي في مونديال مكسيكو 1986، معتبرا أنها كانت نتيجة طبيعية للاستقرار الفني والانسجام بين العناصر التي انضمت إلى المنتخب في سياق الثورة الكروية لما بعد الهزيمة التاريخية الثقيلة أمام الغريم الجزائر سنة 1981. ويوجه عزيز بودربالة انتقادا شديد اللهجة للمسؤولين عن تسيير الكرة المغربية بوصفهم مسؤولين عن تراجع أداء المنتخب والأندية، وعن استبعاد الكوادر المؤهلة من دواليب الإدارة الفنية لشؤون الرياضة في البلد. ويفسر إقصاء المنتخب من نهائيات كأس العالم الماضية بالمناورات التي قام بها عدد من المسؤولين ضد المدرب القومي السابق بادو الزاكي. كنت أحد صناع إنجاز تأهل المغرب للدور الثاني من مونديال مكسيكو 1986، كأول بلد إفريقي عربي. ما هي العوامل التي كانت وراء هذا الانجاز؟ الأمر بسيط، المجموعة التي كانت تشكل المنتخب القومي آنذاك كانت تتحدث لغة واحدة. لعبنا معا لفترة طويلة، في إطار استقرار على مستوى الجهاز الفني، كما أن غالبية اللاعبين تشكلت من ممارسين بالدوري المحلي، باستثناء ثلاثة لاعبين، وقد كانوا كلهم متعطشين لتحقيق المستحيل من أجل رفع العلم المغربي، علما أننا لعبنا في مجموعة قوية ضمت انجلترا وبولندا والبرتغال، وتصدرنا المجموعة قبل مواجهة ألمانيا التي هزمتنا في دور ثمن النهاية في آخر لحظات المباراة بخطأ في تمركز جدار الصد. يقال إن انجاز 1986 صنعته نكسة الهزيمة التاريخية أمام الجزائر 5-1 في 1981. ما رأيك؟ هذا صحيح إلى حد ما. فمباشرة بعد هذه المباراة بنتيجتها غير المتوقعة الثقيلة في عقر الدار، قاد العاهل الراحل الحسن الثاني مسار تغيير كبير على مستوى المنتخب القومي، وفعلا استقبلنا الملك بعد لقاء الإياب مع الجزائر ووعدنا بإيلاء عنايته الفائقة لجيلنا الجديد المكون آنذاك من شباب في بداية مسارهم الرياضي، وهو ما حصل على أرض الواقع وأثمر منتخبا قويا تحت قيادة المدرب البرازيلي فاريا. لماذا غابت النتائج منذ ذلك الحين عن المنتخب المغربي، باستثناء بلوغ نهاية كأس أفريقيا 2004؟ بالنسبة لي، لا يتعلق الأمر بوضع مفاجئ. سبب كوارث الكرة المغربية هو المسؤولون عن القطاع الذين يفتقدون الكفاءة المطلوبة. نتائج المنتخب لا تهمني في حد ذاتها، لأنه ليس سوى الواجهة لنظام مثقل بحالات الخلل على مستوى الدوري المحلي، طرق تسيير الأندية، نظام التكوين، آليات البحث عن المواهب،،،الخ. كنت ضمن الطاقم الفني لبادو الزاكي على رأس المنتخب القومي، ما أبعاد اللغط الذي صاحب المنتخب في تلك المرحلة، والذي توج باستقالة الزاكي؟ بصرف النظر عن نتائج المنتخب المغربي التي جعلته متعادلا في النقاط مع المنتخب التونسي الذي لم يتأهل إلى كأس العالم سوى بالنسبة العامة، فإن إقصاء المنتخب القومي تحت قيادة بادو الزاكي كان له سبب أساسي يتمثل في مناورات مسؤولين في الاتحاد المغربي لكرة القدم، حاولوا بكل جهدهم وبجميع الوسائل، بما في ذلك تأليب قطاعات في الصحافة الرياضية المحلية، إفشال مهمة شخصية كروية بات وزنها في المشهد الكروي المغربي مصدر تهديد لمواقعهم. باستثناء الزاكي وقلة قليلة، لا وجود لنجوم مونديال 1986 في هرم الكرة المغربية. ما السبب؟ بالطبع في إطار هيكلة يسيطر عليها مسؤولون لا علاقة لهم بمجال كرة القدم، من حيث الخبرة والمعرفة، فإنه لا مكان لهؤلاء النجوم الذين يشكلون مصدر عقدة وتخوف لهؤلاء، بالنظر إلى شعبيتهم وقبولهم لدى الرأي العام. أنا شخصيا، لا أهتم كثيرا لهذا الوضع، فأنشطتي الرياضية والاجتماعية متواصلة بعيدا عن هذا المستوى وتحظى بالمتابعة الإعلامية الواسعة، لكن ما يحزن حقا هو إهدار كفاءات تحرم الكرة المغربية من الاستفادة من خبراتها. ماذا عن مسارك الاحترافي الذي يعتبر كثيرون أنه كان دون مستواك الفني؟ هذا رأي كثيرين يعاتبونني على شيء لا ذنب لي فيه. أنا مؤمن بالقدر، وليس هناك ما أندم عليه في مسيرتي الرياضية. وقد لعبت لفرق كان لها ثقل آنذاك مثل "ماترا راسينغ باريس" الذي لعبت معه نصف نهاية كأس فرنسا، ونادي "ليون" و"مونبيلييه." ثم إن سوق الاحتراف في الثمانينات لم يكن بالحركية والانتعاش الذي يعرفه حاليا، ولا بالأرقام المالية نفسها. ما الاستحقاق الذي كنت تود إحرازه في مسارك اللامع؟ بلاشك راودني حلم الحصول على الكرة الذهبية الأفريقية التي فاز بها زميلاي في المنتخب المغربي بادو الزاكي ومحمد التيمومي. تشرف حاليا على برنامج "القدم الذهبي" لاكتشاف المواهب. ما تقييمك لحصيلة هذا المشروع؟ أعتقد أننا حققنا مكاسب هامة. التنقيب عن المواهب يعرف يتمتع بخصوصية في كرة القدم المغربية، ومسؤولو الفرق لا يبدون صبرا كافيا في تكوين اللاعب المؤهل لخوض المنافسات عالية المستوى، برنامج "القدم الذهبي" يجول مختلف مناطق المغرب بحثا عن المواهب، يعمل على تطويرها فنيا وبدنيا، بل ويربط الاتصال بالأندية من أجل البحث عن آفاق احترافية للمواهب الصغرى المتميزة في البرنامج. اتخذ البرنامج بعدا مغاربيا في الآونة الأخيرة، ما مدى الإقبال عليه في المنطقة؟ بعد سنوات النسخة المغربية، خضنا التجربة على مستوى المغرب العربي. ووجدنا أن صيت البرنامج بلغ شرائح واسعة من الرياضيين، وهو عامل مشجع على توسيع نطاق المشروع لتستفيد منه كرة القدم المغاربية والعربية عموما.